الذهب يهبط وسط تفاؤل بشأن مفاوضات التجارة    رئيس الوزراء البريطاني: لا يمكن الدفاع عن التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة    الزمالك يسقط أمام دجلة بهدف دون رد وديًا    برسوم 300 جنيه.. "التعليم" تكشف آلية التظلم على نتيجة الثانوية العامة 2025    أشرف زكي برفقة أحمد السقا في أحدث ظهور    وزير الخارجية يهدي مستنسخًا لمومياء وتابوت الملك توت عنخ آمون إلى متحف الحضارات الإفريقية في داكار    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    حمادة عبداللطيف: عبدالله السعيد مكسب للزمالك.. ومن الصعب الحكم على الصفقات الجديدة    بطاقة طرد توقف مباراة الأهلي بنغازي والأهلي طرابلس وتتسبب في دخول الشرطة    باحثة في قضايا المرأة: الفتيات المراهقات الأكثر عرضة للعنف الرقمي    جوتيريش: ما يحدث في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي    تنسيق الثانوية العامة 2025.. التعليم العالي: هؤلاء الطلاب ممنوعون من تسجيل الرغبات    لا مزيد من القمصان الممزقة.. هالك هوجان أسطورة المصارعة يسقط خارج الحلبة    وزير الخارجية يختتم جولته الإفريقية بعد زيارة 6 دول    رئيسة المفوضية الأوروبية تلتقي ترامب في أسكتلندا الأحد المقبل لبحث العلاقات التجارية عبر الأطلسي    روما يوافق على رحيل سعود عبدالحميد إلى الدوري الفرنسي    قصور الثقافة تواصل تقديم فعاليات جودة حياة دعما للوعي المجتمعي بالمناطق الجديدة الآمنة    بعد أزمة القبلات.. راغب علامة يعلن عن حفل غنائي رفقة نانسي عجرم    نادين الحمامي تضرب موعدًا مع أمينة عرفي في نهائي بطولة العالم لناشئي الإسكواش    مشروبات طبيعية تخفض ارتفاع ضغط الدم    الجلوكوما أو المياه الزرقاء: سارق البصر الصامت.. والكشف المبكر قد يساهم في تجنب العمى الدائم    التحالف الوطني: جاهزون لاستئناف قوافل دعم الأشقاء في غزة فور عودة حركة المعابر لطبيعتها    زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من التمويل لمواصلة الحرب ضد روسيا    يسرى جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها فى التصرف ببيتها    محافظ شمال سيناء: مين يقدر يقول لأمريكا لأ؟ مصر قالت لأمريكا لأ (فيديو)    «الخطيب هو إللي عمل كدة».. نقاش حاد على الهواء بين إكرامي وأحمد سليمان    الشيوخ اختبار الأحزاب    «الجوز» ومرض السكري.. وجبة مثالية بفوائد عديدة    حدث في 8ساعات| دخول 161 شاحنة مساعدات لقطاع غزة.. وموعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    بالأسماء.. إصابة 8 عمال زراعيين في انقلاب سيارة على صحراوي البحيرة    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    برلماني: الدولة المصرية تُدرك التحديات التي تواجهها وتتعامل معها بحكمة    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    ترامب: أُفضل الدولار القوي رغم فوائد انخفاضه لقطاع التصنيع    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    ضبط مواد غذائية غير صالحة وسجائر مجهولة ودقيق مهرب بالإسكندرية    أنوشكا: تخوفت من فارق السن مع كريم فهمي في «وتقابل حبيب» (فيديو)    «ابتدينا» لعمرو دياب يواصل اكتساح منصات الموسيقى العربية    أسعار حديد التسليح مساء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    مهرجان البحرين السينمائي يكشف عن هويته الجديدة ويستعد لدورة خامسة تحت شعار قصص عظيمة    معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل جهودة لدعم التصنيع الغذائي في مصر    وزير العمل عن دمج وتوظيف ذوي الهمم: قضية تحتاج تكاتف المؤسسات    نيابة باب شرقي تطلب تحريات اتهام شخص بهتك عرض طفل في الإسكندرية    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    محافظ الجيزة يوجه بضبط «الاسكوتر الكهربائي للأطفال» من الشوارع    عامل يقتل زوجته ويدفنها خلف المنزل تحت طبقة أسمنتية بالبحيرة    نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع "الترويكا الأوروبية"    باستقبال حافل من الأهالي: علماء الأوقاف يفتتحون مسجدين بالفيوم    «100 يوم صحة» تقدّم 14.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    شرطة النقل تضبط 1411 قضية متنوعة في 24 ساعة    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    بعد إيكيتيكي.. ليفربول يستعد لإبرام صفقة قياسية    متحف الفن المعاصر بجامعة حلوان يستعد لاستقبال الزوار    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا لو استمع السادات لخطاب أوباما؟
نشر في اليوم السابع يوم 24 - 06 - 2009


نقلاً عن العدد الإسبوعى
بعد مرور أكثر من أسبوعين على خطاب الرئيس الأمريكى فى جامعة القاهرة للعالم الإسلامى، لاتزال التفاعلات وردود الفعل تتوالى، فى محاولة لرسم تصورات حول الخطاب بالرفض أو القبول، لكن أحداً لم يتطرق إلى ضرورة أن يكون التفاعل مع الخطاب من وجهة نظر عربية أو مصرية، ويبدو هناك سؤال مهم، ماذا لو كان الرئيس أنور السادات يستمع إلى خطاب أوباما، وكيف كان من الممكن أن يتعامل معه، الأمر لا شك كان سيكون مختلفاً، هذا ما يحاول الإعلامى الكبير محمد جوهر استكشافه من خلال مقال، يتخيل فيه أن الرئيس السادات استمع إلى خطاب أوباما، وألقى خطاباً قدم فيه رد الفعل فى صورة مشروعات سياسية. ولا شك أن السادات كان من الممكن أن يرى فى الخطاب خطوة نحو أفكاره تجاه السلام، وإمكانية إقامة تعايش فى المنطقة والعالم.
حضر الرئيس المؤمن محمد أنور السادات وسيدة مصر الأولى السيدة الفاضلة جيهان السادات، خطاب الرئيس الأمريكى باراك حسين أوباما فى قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، وقد أعرب الرئيس السادات عن عميق ترحيبه بمحتوى الخطاب وشدد على القول: كما أن على الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تملك 99 % من مفتاح عملية السلام فى الشرق الأوسط، فإن علينا الآن تحمل الدور الأكبر لتبعات الرؤية الجديدة للرئيس أوباما لحل مشكلة الشرق الأوسط.
ووصف الرئيس السادات الخطاب بأنه يمثل صوت أمريكا الذى كنا نود سماعه منذ مدة، وليست أمريكا 11 سبتمبر التى كان صوتها محطما بالخوف، ويئن تحت عويل الانتقام، ترك لنا .. بل وللشعب الأمريكى «فقط» الاختيار الأسوأ.
وأعرب الرئيس عن كامل سعادته بأبنائه من الشعب المصرى الكريم الذى أحاط الرئيس أوباما بكل هذا الترحيب والذى تجلى فى الصرخةالشبابية التى أطلقت فى القاعة «نحن نحبك يا أوباما»، وكذلك عزوف المصريين فى القاهرة جميعا عن النزول إلى الشوارع فى هذا اليوم التاريخى الخالد، لترك حركة المرور أمام هذا الشاب الأسمر، ذى الجذور الأفريقية، والتى تتربط مع جذور الرئيس السادات شخصيا.
وعلق الرئيس السادات بأن علينا اتخاذ خطوات جادة نحو محاربة التطرف، واحترام جميع شعوب المنطقة للعيش فى سلام، ليس فقط بالكلمات وإنما بالأفعال.. وعليه فقد اتخذ القرارات الآتية لدفع التطرف:
وقف جميع أشكال العنف الموجه من الدولة ضد أبنائها، وحفظ جميع حقوقهم فى حرية التعبير، والحق فى إيجاد فرصة عمل لكل شاب ودعا الشركات الأمريكية العملاقة إلى الدخول فى السوق المصرية لتعظيم فرص العمل.
كما أصدر الرئيس قرارا فوريا لتحسين نظام التعليم وتوفير الخدمات الصحية، وتقدير قيمة العمل على أساس أنها المحاسبة لكل أفراد هذا الشعب.. القادر على تخطى الفساد.. كما أصدر قرارا بتوجيه 15 % من الدخل القومى للبحث العلمى ودور العلم والعلماء.
كما دعا رواد الثقافة والإعلام والذين يزخر بهم هذا الوطن لتبنى برامج جديدة، توجه من خلال الوسائل الإعلامية لقضية التنوير، وكذلك مؤسسات المجتمع المدنى التى أصبح لها دور أساسى فى دفع شباب هذا الوطن ،للتحلى بالتفكير العلمى المنطقى، ودعا الأزهر الشريف هذه المؤسسة الإسلامية الغالية على كل الشعوب الإسلامية، للرجوع إلى أفكار وحيثيات الوسطية، وقبول التطور، التى زرعها الشيخ محمد عبده وغيره وأمثاله من كبار العلماء والمفكرين.
وفى هذا المجال دعت سيدة مصر الأولى المسلمين فى جميع أنحاء العالم، إلى الأخذ بسبل التطور، وعدم الوقوف أمام دعوات السلفية.. وأثنت على قول الرئيس أوباما فى حرية المرأة فى تغطية رأسها، بدون أن نغفل حريتها فى التعليم وفرص المساواة.. وأفاضت: إن الحجاب وسيلة، الغرض منها حماية المرأة، ولن تكتمل حمايتها إلا إذا أطلقنا قانونا جديدا للأحوال الشخصية يساوى فى حقوقها مع الرجل، وحقها فى العمل وتبوؤ المناصب.. ودعت سيدات العالم الإسلامى إلى عدم التركيز على الأشكال والمظهريات القديمة منها أو الموضة، وإنما التوجه إلى الغاية التى يقصدها الدين الإسلامى الحنيف بل وجميع الأديان السماوية الأخرى.
وصرح الرئيس السادات بأنه استمع بآذان صاغية مثله مثل بقية أبنائه وبناته فى المجتمعات الشرق أوسطية، لما أدلى به الرئيس أوباما نحو القضية الفلسطينية الإسرائيلية.. والذى ظهر فيها جليا الضغط على الحكومة الإسرائيلية، حتى تمضى قدما فى عملية السلام بدءا بإيقاف بناء المستوطنات، وإقامة الدولة الفلسطينية التى ينتظر قيامها العالم كله وليس أمريكا فقط.. وأذكر العالم أجمع أن الرئيس السادات عندما بادر بالقيام بزيارته التاريخية للقدس، وضع العالم كله أمام مطلبين رئيسيين للشعب العربى وهما، الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة عام 67 وقيام الدولة الفلسطينية.. ولا يسع الرئيس السادات الآن إلا أن يتقدم بعدة مبادرات مباشرة للشعب الإسرائيلى الذى قبل المصريون تمسكه بالأرض «داخل حدود 67» وتسهيلا عليهم فى فك المستوطنات التى تمثل على البعض منهم عبئا، دعونا لا نجعله عقبة أساسية أمام مستقبل العيش فى أمان لأولادنا جميعا.
أولاً: عقد دورة غير عادية لوزراء الخارجية العرب مع أئمة وشيوخ الفكر الإسلامى، للاعتراف والوقوف بقوة نحو كل الجرائم ضد الإنسانية بما فى ذلك الجرائم التى ارتكبت فى حق اليهود «الهولوكست» حتى نعلن جلياً أن هذه الجريمة لم نرتكبها ولم نشترك فيها، ونبعد عن أنفسنا شبهات استغلالها لتغيير الموضوع بعيداً عن جرائم إسرائيل الحالية وانتشالها من دور الضحية.
ثانياً: التقدم بمبادرة جديدة تدعو الإخوة العرب إلى قبول مبدأ السياحة لإسرائيل فى مقابل فك المستوطنات، بمعنى قبول زيارة العرب للدولة الإسرائيلية بأعداد تتناسب طردياً مع أعداد المستوطنات التى يبادر نتنياهو بفكها.
ثالثاً: جعل جمهورية مصر العربية بكامل مؤسساتها الصناعية «منطقة كويز»، مع زيادة نسبة المكون الإسرائيلى من %11 إلى %12 من كامل الصناعة المصرية، على أن يساهم الجانب الأمريكى فى إضافة تكنولوجية جديدة، تعمل على تطوير الصناعة المصرية، وفتح باب العمل أمام الشباب المصرى.
رابعاً: فتح صفحة جديدة للحوار، تبنى على مبدأ حسن الجوار بين مؤسسات المجتمع المصرى العام والمدنى والهيئات والنقابات والجامعات ومراكز البحث العلمى، ومثيلاتها فى كل من إسرائيل وأمريكا، حوار مباشر يتركز على أساس التعايش السلمى وقبول الواقع، ويتناسب طردياً مع فك المستوطنات وبناء الدولة الفلسطينية.. على أن نقوم باستفتاء عام قبل القيام بهذه الخطوة، نتوجه به للشعب المصرى الكريم ليعلن دون مواربة رغبته فى تطوير العلاقة من عدمها.
خامساً: إنشاء منطقة إعلامية مفتوحة فى مدينة شرم الشيخ، يلتقى فيها الإعلاميون العرب، والأمريكيون والإسرائيليون والفلسطينيون، ويتجاوبون معاً فى نظرتهم لتصدى ما نلاقيه من مشاكل، ويروج لفكرة العمل المشترك لحل مشكلات الشرق الأوسط سلمياً ،بدلاً من الاعتماد على أفكار الحقد والعنف وطريق الحرب والكراهية.
أما بالنسبة لمساعدة الإخوة الفلسطينيين لبناء دولتهم، فقد قرر الرئيس السادات فتح مؤسسات الدولة المصرية للتعليم والاعداد والتدريب وإعادة البناء للبنية الأساسية الفلسطينية من مدارس ومعاهد وجامعات.. والأزهر الشريف والمراكز الدينية.. وإنشاء مدينة إعلامية تتآخى مع المدينة الإعلامية المصرية، داخل الدولة الفلسطينية الحديثة وداخل غزة. وكذلك فتح بنوك مصرية داخل فلسطين مع ربطها بالبنك المركزى المصرى، وذلك لدفع العجلة الاقتصادية الفلسطينية ودفعها للعمل بوتيرة ثابتة وأكيدة، لإنشاء كيان فلسطينى ثابت ومستقل عن الدولة الإسرائيلية.
وكذلك ستتوجه جمهورية مصر العربية نحو دعم الدولة الفلسطينية دبلوماسيا بتوجه مباشر نحو روسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبى حتى تكون هناك مظلة للدبلوماسية الفلسطينية مؤيدة بالجهود الدولية والمنظمات العالمية. ولكن لن أخفى القول لأبنائى من أفراد الشعب الفلسطينى أن الفرقة التى دبت بينهم.. والاختلاف الجنونى.. أصبح هو العائق الأول أمام السلام.. إن جرائم إسرائيل التى ترتكبها ضد الشعب العربى لا تقارن بما نرتكبه من جرائم فى حق أنفسنا.. وعليه أهيب بهم الوقوف وقفة رجل واحد حفاظا على حقوقهم.
وبالنسبة للوجود الأمريكى فى العراق والذى أكد الرئيس أوباما أنه وجود اختيارى فقط، قرر الرئيس فتح المدارس العسكرية المتوسطة والعليا فى جميع أفرع دراسات القوات المسلحة المصرية أمام أبنائنا العراقيين.. وكذلك إيفاد مدربين عسكريين مصريين، وخبراء فى إدارة شئون القوات المسلحة والشرطة، وكذلك فرق مكافحة الإرهاب من الشرطة المصرية التى استطاعت باقتدار خلع جذور هذا الجذام الذى يكتوى بناره الآن العالم أجمع.. حتى نصنع نظاما عراقيا مستقلا، يبطل حجج الوجود الأمريكى فى العراق، ويستطيع أن يحمى مقدرات الشعب العراقى من تبعات خلل جسيم فى حالة انسحاب القوات الأمريكية.. وفى النهاية أكد الرئيس السادات أن الرئيس أوباما أوعز للشعوب الإسلامية على قوته بالاعتذار عما سلف، وأكد أن الزعامات القوية هى فقط القادرة على دفع شعوبها للأمام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.