* مقاطع من: الأعمال الكاملة لإنسان آلي (الجزء الثاني) حذاءٌ صغيرٌ في صندوق قمامةٍ لم يعد يليقُ بصاحبه، صاحبه الذي كَبُرَ وحده ونسي أشياءه كلَّها، أشياءه التي لم تكبر معه أشياءه التي لم تغادر طفولَتَها وحده الحزن قال: “هذا الحذاء الصغير على مقاسي دائمًا” مع أن الحزن كبيرٌ جدًّا أكبر من صاحب الحذاءِ أكبر من صندوق القمامة أكبر من نفاياتِ هذا العالَمِ * * * من المتوقّع أن تَصْدرَ عقوباتٌ ضدّ الذين أفسدوا الحفلَ بِقَذْفِهم المطربَ بالحجارةِ ستكونُ العقوباتُ مُخَفَّفَةً، فإصابَةُ المطربِ ليستْ خطيرةً من المؤكّدِ ألا تصدرَ ضدّكِ أية عقوبةٍ، مع أنكِ أصَبْتِ المطربَ في مقتلٍ بعدم حضوركِ الحفْلَ * * * لأنه سندباد ذكيّ فهو بحاجةٍ إلى سفينةٍ أكثر من حاجته إلى سندبادة ولأن سندبادته أكثرُ ذكاءً فقد تحوّلتْ إلى بحرٍ * * * اختباءُ القاتلِ في حقل القصبِ حَوَّلَهُ إلى عودِ قصبٍ وبعد فترةٍ نَسِيَ تمامًا جريمَتَهُ الْمُرَّةَ وصار يحلمُ بأن يكونَ مصدرًا طبيعيًّا للسّكّرِ * * * اختباءُ القتيلِ فترة طويلة في مياهي الجوفيّةِ حَوَّله إلى مصدرٍ طبيعيٍّ للمِلْحِ * * * أبدًا لَمْ تكنْ حمامةُ السّلامِ وريثتي الشرعيّةَ لكنني أوصَيْتُ لها ببعضِ حبّاتِ قلبي المنشطِرِ وبعضِ نظائري المُشِعَّةِ وبعضِ تصوّراتٍ عن حربٍ انتقاميّةٍ للأخذِ بثأري المسكينةُ نالتْ نصيبَها من التّركةِ الحمراءِ، وأوصَتْ للعالَمِ قبل أن تنفجرَ بحفنةٍ من الكراهيةِ المركَّزةِ * * * تسألونَهُ بحماسٍ: “على مَنْ نُطلقُ الرّصاصَ؟” وكأنّ الرّصاصَ متوفّرٌ بالأسواقِ وكأنّ اتخاذَ القرارِ من صلاحياتَكمْ وكأنكمْ تملكونَ أصابعَ يمكنُ أن تضغطَ على الزنادِ أو تضغط على أيّ شيءٍ آخر تسألونه بحماسٍ غريبٍ وكأنّ لديه أذنًا تسمعُ السؤالَ! * * * قالت: “ليكن صدركَ وسادتي” قلتُ: “ليكن صدركِ يقظتي” * * * الذين طلبوا منكِ أن تهرعي معهم إلى الخندقِ لم يكونوا مشفقينَ عليكِ بقدرِ ما كانوا بحاجةٍ إلى فتحةِ تهويةٍ إضافيّةٍ * * * الذين طلبوا مني أن أبيتَ معهم في الخندقِ لم يكونوا مشفقينَ عليَّ بقدرِ ما كانوا بحاجةٍ إلى سَحْبِ أوكسجينِكِ من دمائي * * * لم تكن هناكَ نيّةٌ للعشق لكنْ كان هناكَ قمرٌ حاولنا في مياهه الإقليميّةِ أن نفعل أيَّ شيءٍ باستثناء العشقِ، فلم نستطع، ولذلك غرقْنا * * * وحده السّكّر يملكُ الإجابة: “ماذا بعد الذوبان؟!” * * * حالة انعدام الوزن التي تنتابني لها أسبابٌ كثيرةٌ لا يعنيني أيّ سببٍ منها الذي يشغلني فعلاً هو صديقي الميزان فكلما طَرَقْتُ بابَهُ لَمْ يَجِدْ أحدًا واقفًا ببابِهِ * * * وحده العَدَم يعرفُ الإجابة: “ماذا سيحدث لي بعد حذفي من سلة المهملات الذكيّة؟!” * * * لستُ صاحبَ مواهب استثنائيّةٍ صدِّقوني أتدرون: كيف عرفتُ أن هذه اللوحةَ لوحةٌ زائفةٌ؟ لأنها ببساطةٍ لم تكتشفْ أنني لحظة نظري إليها كنتُ إنسانًا زائفًا ...................................................... www.sharif.50megs.com - مقاطع من ديوان: غازات ضاحكة، “الأعمال الكاملة لإنسان آلي”(2)، قيد النشر مواضيع ذات صلة 1. الشاعر شريف الشافعي: الطزاجة جوهر الشعر والبساطة سر الوصول للقارىء العادي 2. نادي القضاة يستنكر الاعتداء على المستشار وليد الشافعي.. ويتعهد بألا يمر الحادث مرور الكرام 3. موقع الأهلي : شريف إكرامي يغيب عن لقاء القمة وعاشور وشهاب لن يلحقا مباراة سموحة