بالصور.. عبد الحليم حافظ.. نبتدى منين الحكاية

"زى الهوا، سواح، موعود، قارئة الفنجان، حاول تفتكرنى، بلاش عتاب"، لا يمكن أن يستمع أحد منا إلى اسم إحدى هذه الأغنيات، إلا وتذكر العندليب الأسمر "عبد الحليم شبانة" والمعروف باسم عبد الحليم حافظ، والذى تمر هذه الأيام الذكرى الثمانين على ميلاده، حيث ولد فى 21 يونيو 1929 بقرية "حلويات" فى محافظة الشرقية.
عاش حليم وحيداً حيث تربى فى أحد الملاجئ الموجودة بالقرية حتى وصل إلى عمر ال 16 لتتولى شقيقته علية شبانة رعايته، حيث ذهب إلى القاهرة للالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، والذى تعلم من خلاله العزف على آلة "الابواه" بعدها اتجه إلى العمل كمدرس للموسيقى على مدار أربعة سنوات ما بين محافظتى الزقازيق والقاهرة، إلا أنه وجد أن أحلامه ستظل حبيسة، وأنه سيظل مكبلاً بقيود الوظيفة وروتيناها والتى ستقضى على موهبته، لذلك قرر تركها والبحث عن ذاته الفنية.
وفى عام 1950 اتجه حليم إلى الإذاعة المصرية والتقى بحافظ عبد الوهاب مدير البرامج هناك، والذى أعجب بصوته كثيراً ومنحه اسم "حافظ"، وذلك للتفريق بينه وبين شقيقه إسماعيل شبانة الذى كان يعمل كمطرب معتمد فى الإذاعة فى ذلك الوقت، وتعرف حليم على الملحن محمد الموجى الذى ساعده كثيراً على تثبيت أقدامه فى مجال الغناء، حيث قدم معه مجموعة متنوعة من أشهر أغانيه، ومنها حبيبها، رسالة من تحت الماء، جبار، قارئة الفنجان.
ولاقى عبد الحليم كثيراً من الانتقادات فى بداية مشواره الفنى حتى أن الجمهور لم يكن متقبله تماماً، وقد ظهر ذلك فى العديد من أفلامه ومنها "شارع الحب"، "معبودة الجماهير"، "دليلة" وغيرها، لكنه استطاع بصبره وذكائه أن يجتذب العديد من قلوب معجبيه تحديداً من الفتيات.
وكانت أولى الأغنيات التى قدمها عبد الحليم هى "لقاء" من فيلم "لحن الوفاء" أمام الفنانة شادية، بعدها بدأ يتعاون مع العديد من الملحنين والشعراء ومنهم كمال الطويل، بليغ حمدى، الموسيقار محمد عبد الوهاب، والذى لحن له أهواك، فاتت جنبنا، نبتدى منين الحكاية.
واستطاع حليم تكوين شركة إنتاج تحمل اسم "صوت الفن" عام 1960 مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، وانضم إليها مدير أعماله مجدى العمروسى ومدير التصوير وحيد فريد، إلا أن هذه الشركة فقدت وجودها بعد وفاة أصحابها.
قدم حليم للسينما ما يقرب من 16 فيلماً كان من بينها ثلاثة قدمهم مع الفنانة شادية، وهى "معبودة الجماهير، دليلة، لحن الوفاء"، إضافة إلى أفلامه الأخرى، ومنها "أيام وليالى، موعد غرام، يوم من عمرى، حكاية حب وآخرها أبى فوق الشجر ".
ولا يمكن أن ننسى دور عبد الحليم الوطنى، حيث قدم مجموعة متنوعة من الأغانى الوطنية منها عدى النهار، المسيح، بحلف بسماها، نشيد وطنى وغيرها، وكان حليم حريصاً على الغناء فى جميع المناسبات الوطنية، خاصة الاحتفال بثورة يوليو، والتى كانت مساراً للخلافات بينه وبين أم كلثوم، حيث إنها كانت حريصة على أخذ الجزء الأول من الحفل لوحدها، الأمر الذى كان يغضب عبد الحليم كثيراً.
كانت الراحلة سعاد حسنى هى الحب الأول فى حياة العندليب عبد الحليم حافظ، فقد عشقها كثيراً وتزوج منها فى السر، لكنه رفض الإفصاح عن علاقته بها حتى لا يخسر معجبيه من الفتيات، إضافة إلى خوفه من أن يغضب منه أبناء قريته، نظراً لزواجه من فنانة، مما أدى إلى انفصالهما لكن القدر شاء أن يكون يوم الاحتفال بذكرى ميلاد عبد الحافظ هو نفسه اليوم الذى رحلت فيه سعاد حسنى عن معجبيها.
أما قصة الحب الثانية فى حياة عبد الحليم كانت من سيدة متزوجة تدعى "جيجى" وبعد انفصالها عن زوجها قررت الارتباط بعبد الحليم، لكن الحظ السىء حالف حليم مرة أخرى وماتت قبل زفافهما بأيام قليلة نتيجة إصابتها بمرض خبيث.
رحل عبد الحليم فى 27 مارس 1977 تاركاً ثروة فنية ضخمة بلغ عددها ما يقرب من 300 أغنية، الأمر الذى شن حالة من البؤس والحزن على جميع أنحاء جمهورية مصر العربية التى لم تصدق أنه سيغيب عنهم إلى الأبد، الأمر الذى دفع أيضاً بكثير من معجباته إلى الانتحار.