على باب أى محكمة يمكنك أن تشترى شهود زور لتظلم من تشاء.. وكأنما اختفى الضمير فجأة.. والفحش العلنى دفع الشباب دفعاً إلى الفسق.. وماذا يفعل الشباب ؟ ولا أمل فى عمل والزواج بعيد المنال.. هل يدخل فى جب تحت الأرض.. أم يهرب إلى الكهوف فى الجبال..، وإذا فتحت الراديو تنهال عليك أخبار الأعاصير والزلازل والسيول.. وإذا فتحت التليفزيون تنهمر عليك أفلام الرعب والحرب والقتل.. تميت القلب، وتصيب المشاعر بالتبلد والجمود.. وإذا طالعت الصحف تفاجئك أخبار انهيار البورصة وأنفلونزا الخنازير.. وإذا بحثت عن موسيقى هادئة تريح عليها أعصابك.. نزلت عليك لقطات الفيديو كليب العارية فى إيقاع أفعوانى.. والموسيقى النحاسية المزعجة التى تخرق الآذان.. وبلا شك.. نحن فى أردأ الأزمان.. والدنيا لم تعد هى الدنيا.. فالابن يقتل أباه.. والأم تقتل ابنها.. والزوج يحرق زوجته.. والأخ يقتل أخاه.. والأهل يأكلون أموال اليتامى بالباطل.. والمنتجات تباع مغشوشة علانية فى الأسواق.. والأغذية فاسدة.. والمياه ملوثة.. والسرطان مرض العصر يطارد الجميع ولا يبقى على أحد.. والفقر والإفلاس والجوع والتشريد.. رغم الوفرة والثراء.. وما أكثر فساق ومجرمى هذا الزمان .. والانحلال والفساد والجريمة ونشر الرعب والإرهاب والكراهية والحقد.. والموت توزع على الكل.. ويطارد الجميع بأهون الأسباب .. ولا أحد محصن من هذه المطاردة .. ولا تملك وأنت تسمع وترى كل هذا إلا أن تفقد اتزانك ثم تصبح جزءا من هذا العالم المريض.. وكأنك سكران لا تعى شيئاً مما يحدث حولك.. ولا نفيق إلا لحظة إحاطة الموت.. وندرك أننا مدانون .. ونرفع رؤوسنا إلى السماء وتصرخ كل جارحة فينا .. يا الله .. أين أنت.. ورسالتى إلى الذين يتعذبون ويعانون ولا يملكون حيلة.. أقول لهم.. (استقيموا يرحمكم الله.. وسدوا الفرج.. وضموا الصفوف).. إنها تعاليم حياة.. وليست تعليمات مؤقتة لمدة خمس دقائق هى وقت الصلاة.. فاجتمعوا واتحدوا وتحابوا .. فقد تداعت عليكم الأمم .. وكل المطلوب هو الاستقامة على مكارم الأخلاق.. وأن تحب أخاك كما تحب نفسك.. وبدون حب الخير والحق والعدل فى قلبك لا يعود لوجودك معنى.. ولمن يستطيع أن يقول كلمة حق.. أقول له قلها ولا تخف.. ولمن يستطيع أن يزرع شجرة.. أقول له ازرعها.. ولمن يستطلع أن يبنى أملا.. أقول له إنى معك.. يدى على يدك.. واشغلوا أنفسكم بما يفيد وينفع.. وثقوا بربكم وآمنوا به.. (فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين).