هذه رسالة من الكاتبة والناشطة وفاء إسماعيل تعقب فيها على مقال الأمس والمتعلق بواقعة مقتل المواطن خالد سعيد ، تقول الرسالة : الاستاذ ... تقول فى مقالك ( التوفيق الذي غاب عن بيان الداخلية ) : سننتظر نتائج التحقيقات "الجدية" في الموضوع ، ونشر الحقيقة بكل شفافية وعدل ، ولا ادرى اى شفافية تلك التى سننتظرها واى عدل ؟ مطلوب من المصريين انتظار العدل والشفافية من نظام انعدمت فيه العدالة وساد فيه الفساد والظلم كل اركان الدولة !! مطلوب ان نثق فى اجهزة عودتنا جميعا على تزييف الحقائق وتزوير الارادات والانتخابات !! مطلوب منا جميعا ان نكذب انفسنا وواقعنا واعيننا التى رات وسمعت ولمست وان نتهم انفسنا بالكذب لان وزارة الداخلية لا تكذب .. مطلوب منا جميعا ان ندفع ادمغتنا لتقبل كل ما يحشر فيها من حقائق الداخلية وبياناتها والا نفكر فيما نعيشه واقعا ملموسا ، ونمد اذرعنا لتقبل حقن التغييب والتخدير فى كل مرة حتى لا نسىء للداخلية واجهزتها الامنية ، حفاظا على الوطن وامن الوطن وسمعة الوطن لان النظام ربانا على ان يكون المواطن المصرى العادى فقط هو قربان لهذا الوطن ، وهو وحده الذى عليه تقديم لحمه وعظامه ودمه وروحه فداء لسدنة هذا الوطن ، .. الداخلية تصدر بياناتها كما تشاء لتبرأ ساحتها من جرم بين ..لكن ماذا يقول الواقع الذى نعيشه ؟ هل نتجاهل الالاف اشرطة الفيديو التى خرجت الينا تفضح ممارسات رجال الشرطة اللانسانية فى كل مكان ؟ وان كانت تلك الاشرطة امرا مشكوك فيه .. هل نستطيع تجاهل تلك الممارسات التى رأيناها بأعيننا فى الشوارع ومراكز الشرطة وحتى فى مقرات النيابة .. يا سيدى من منا لم يرى تلك الممارسات بام عينه ؟ ساتحدث عن نفسى وعن تجربتى التى خضتها وكانت من افظع ما مر بى فى حياتى ، جعلتنى اكفر بتلك النزاهة التى يتشدقون بها ، وتلك الشفافية التى لا توجد الا فى مخيلتهم فقط ، جعلتنى هذه التجربة اطلع لاول مرة فى حياتى على عالم لم اكن اعلم عنه شىء .. لاول مرة فى حياتى ارى البلطجية رؤى العين ..لاول مرة ارى وكلاء نيابة يتحمسون لقضيتك فى البداية وبمجرد وصول مكالمة هاتف اليهم من احد اصحاب النفوذ الذين يدعمون هذا المجرم .. يتراجعون عن دعمك بعد معرفتهم بأنه ضابط شرطة .. وتتوارى القضايا وتحفظ وكان لا حول لهم ولا قوة امام نفوذ الكبار .. لاول مرة ارى الرشى تنهال على (افراد البلوك امين) فى مقرات النيابة وهم اخطر فئة تعاملنا معها لانهم هم اليد التى تقوم بتستيف المحاضر وفقا لرغبات من يدفع أكثر..لاول مرة ارى شهود الزور وهم فئة على استعداد للظهور وقت حاجة استدعاء السيد الباشا وكلهم اما زملاء له وضباط مثله واما ميكانيكى او اناس غلابة اخضعهم السيد الباشا لسيطرته اعتبروه سندا لهم وقت حاجتهم ؟ لاول مرة فى حياتى ارى نفوذ ضابط الشرطة ومدى قوته وشقيقتى تتصل بالنجدة لانقاذها من البلطجية فترى العجب اما لا يسعفوك ويتجاهلوا نداءاتك أو يحضرون وبمجرد معرفتهم ان فى الامر ضابط شرطة يتراجعون ويتركونك تنزف دما ويحمون البلطجية ( رجالة الباشا ) .. وبعد هذا كله تريد منا ان ننتظر من الداخلية الشفافية والعدل ؟ انت لم ترى البشر كيف يعاملون فى اقسام الشرطة .. انا رايتهم بعينى فى قسم البساتين عرايا يجلدون ويضربون بالكرابيج ويعاملون كالحيوانات وكالبهائم حتى انى انهرت من هول المنظر .. وفى احد المرات كنت اجلس فى مكتب وكيل نيابة البساتين لاسمعه تسجيلا فيه تهديد الباشا المجرم لي ولأسرتي.. سمعه ولم يقل سوى كلمة قذرة لخصت اوضاع مصر( نفوذه يحميه شوية معرصين ) واسفة لتلك الكلمة .. ومع هذا شاء حظى العاثر ان يدخل علينا فى مكتب وكيل النيابة فى تلك اللحظة قاصران متهمان بسرقة شنطة بها 500 جنيه وكنا فى شهر رمضان الماضى وانهال عليهما المخبر ضربا بحضورى وبحضور اتنين من وكلاء النيابة لدرجة انى ثرت على وكلاء النيابة وصرخت فى المخبر ان يتوقف حتى اخرج انا من المكتب .. منظر لن انساه ما حييت ولو بيدى لحاكمت وكلاء النيابة والمخبر والمنظومة برمتها .. يقولون يا سيدي أنهم يخشون تطبيق الشريعة الاسلامية وصعود الاخوان الى سدة الحكم تحت ذريعة ان الاخوان سيطبقون احكام الاسلام من جلد ورجم وقصاص .. فبالله عليك ماذا يفعلون هم ؟ الا يجلدون ؟ الا يرجمون الناس ؟ ولكن ليتهم يرجمون بالحجر بل بالرصاص .. الا يقتصون ؟ ولكنهم يقتصون بالتعذيب الوحشى وكسر الادمغة والحرق دون اى محاكمة ...فعن اى شفافية تتحدث وعن اى عدل تنتظر ؟ انتهت رسالة وفاء إسماعيل والتي نشرتها حرفيا ، باستثناء تفاصيل محنة عاشتها هي وأسرتها في مواجهة نفوذ ضابط شرطة يرتبط بهم بصلة نسب . [email protected]