هل يشارك الجيش التركي ب«عمليات نوعية» في السودان؟

تداول مستخدمين بموقع التواصل الإجتماعي إكس، في الساعات القليلة الماضية مقطع فيديو ادعوا أنه يعود لمشاركة عناصر من قوات الجيش التركي بعمليات نوعية على الأراضي السودانية.
وحقق الادعاء المتداول تفاعلا وانتشارا واسعين، إذ رصد فريق تدقيق المعلومات ب«المصري اليوم»، 7 حسابات مشاركين للفيديو بالادعاء ذاته بمجموع مشاهدات بلغت 46 ألف مشاهدة ونحو 1650 إعجابا و120 مشاركة.
حقيقة الفيديو المتداول
وتحقق فريق تدقيق المعلومات، من الفيديو المتداول ووجد أنه مضلل، فمن خلال البحث العكسي تبين أن الفيديو لا يوثق مشاركة عناصر من قوات الجيش التركي بعمليات نوعية على أرض السودان.
ووجد الفريق، أن الفيديو متداول منذ 2020، عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك على أنه لجندي تركي يُدخّن سيجارة، بينما تطلق نظام قاذفات الصواريخ المتعددة (ÇNRA T-122) الذي طورته شركة ROKETSAN التركية ما ينفي صلة الفيديو بأحداث السودان.
كما بحث الفريق في مصادر المعلومات الرسمية ووسائل الإعلام الموثوقة ولم يجد أي معلومات أو أنباء تفيد بمشاركة قوات عسكرية تركية بعمليات نوعية على أرض السودان.
مواجهات الجيش السوداني والدعم السريع
وجاء تداول هذا الإدعاء بالتزامن مع استمرار المواجهات العسكرية بين عناصر الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايات كردفان ودارفور والعاصمة الخرطوم، ما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين.
وتواصل قوات الدعم السريع تنفيذ الانتهاكات في دولة السودان وتحديدا في مدينة الفاشر التابعة الواقعة غرب البلاد، وسط تصدى من قبل قوات الجيش السودانى في معارك عسكرية طاحنة.
واحتجزت قوة تتبع للدعم السريع سبع أسر مدنية، من بينها نساء وأطفال، في المناطق المحيطة بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، بتهمة انتماء ذويهم إلى القوات المسلحة السودانية، وذلك في استمرار نهجها القائم على الاعتقال التعسفى والعقاب الجماعى بحق المدنيين الأبرياء.
وحسب ما اكدت شبكة أطباء السودان في بيان أن آلاف المدنيين المحتجزين قسرًا، يعيشون أوضاع مأساوية تحت سيطرة الدعم السريع في ظروف قاسية وانعدام تام لمقومات الحياة الأساسية.
وأكدت أن عدد من النساء والفتيات تتعرّض لانتهاكات جسيمة وفق شهادة الناجيات، من بينها حالات اغتصاب واعتداءات بدنية على أيدي عناصر تابعة للدعم السريع المنتشرة داخل المدينة، في ظل غياب تام لأى حماية قانونية أو رقابة إنسانية.