للمرة الخامسة منذ تغيير الحكومة الألمانية، وصلت دفعة جديدة تضم أفغانا وأفغانيات ممن حصلوا على موافقة من برلين على اللجوء إلى ألمانيا. ووفقًا لما أفاد به مصور تابع لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، هبطت الطائرة القادمة من مدينة إسطنبول التركية حوالي الساعة 17:20 في مطار هانوفر-لانجنهاجن. وبدوره، أكد متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية مساء اليوم الثلاثاء وصول أحد عشر مواطنًا أفغانيًا من المدرجين ضمن برنامج الإيواء الاتحادي لأفغانستان. وقد نُقلوا من العاصمة الباكستانية إسلام آباد إلى هانوفر على متن رحلة مجدولة توقفت مؤقتا في إسطنبول. وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية أن هؤلاء الأشخاص هم حصريًا ممن صدرت بشأنهم قرارات قضائية نهائية تُلزم ألمانيا بالسماح لهم بدخول البلاد ومنحهم التأشيرات اللازمة لذلك، لافتا إلى أنهم جميعا استكملوا إجراءات الإيواء والفحص الأمني بالكامل. ويُقدّر عدد الأفغان والأفغانيات الذين ينتظرون مغادرة باكستان إلى ألمانيا بنحو 1900 شخص. وكان تم نقل أفغان إلى هانوفر على متن أربع رحلات ضمن برامج ألمانية مختلفة لاستقبال أفغان معرضين للخطر، ثم جرى توزيعهم لاحقا على الولايات الألمانية. وتنتظر العديد من العائلات الأفغانية منذ شهور، أو حتى سنوات، في إسلام أباد. وكانت الحكومة الألمانية الحالية، المؤلفة من الاتحاد المسيحي المحافظ والحزب الاشتراكي الديمقراطي، أوقفت في مايو الماضي برنامج إيواء الأفغان المعرضين للخطر. وكان من المقرر أن يشمل البرنامج، إلى جانب الموظفين المحليين السابقين للمؤسسات الألمانية وأسرهم، أفغانا مهددين بالاضطهاد من قبل حركة طالبان، مثل المحامين أو الصحفيات المدافعين عن حقوق الإنسان. ورغم وقف البرنامج، حصل بعض المتضررين وأفراد أسرهم على تأشيرات دخول إلى ألمانيا بعد رفع دعاوى قضائية هناك لإجبار الحكومة على السماح لهم بالدخول، بدعم جزئي من منظمة "جسر كابول الجوي". ومن بين الحاصلين على موافقات أو إقرارات استقبال ضمن برامج اللجوء المختلفة من أفغانستان، هناك نحو 220 شخصا من الموظفين المحليين السابقين، ونحو 60 شخصا مدرجين على "قائمة حقوق الإنسان"، ونحو 600 شخص ضمن ما يُعرف ببرنامج الجسر، ونحو 1000 شخص ضمن البرنامج الاتحادي لاستقبال الأفغان. وينص اتفاق الائتلاف الحاكم الحالي على ما يلي: "سننهي برامج الإيواء الاتحادية الطوعية قدر الإمكان (مثل أفغانستان) ولن نطلق برامج جديدة". وكانت الحكومة الألمانية عرضت مؤخرا على بعض هؤلاء الأشخاص مبلغا ماليا مقابل التخلي عن حقهم في السفر. وردا على ذلك، وجه أفغان متضررون رسالة إلى المستشار الألماني فريدريش ميرتس جاء فيها: "لقد عمل كثير منا مع ألمانيا وقضينا سنوات ثمينة من حياتنا إلى جانبكم. كنا حلفاء مهمين، ورفاقا، وشركاء، وأصدقاء، يؤلمنا بشدة أن يحاول أحد إقناعنا بالمال لنبيع أمننا – بل وحياتنا في بعض الحالات".