"رحمة" أول سهرة إذاعية تصدر فى كتاب لحنان غانم

صدر مؤخرًا عن مكتبة مدبولى السهرة الإذاعية (رحمة) للكاتبة حنان غانم، وهى أول سهرة إذاعية تنشر فى كتاب، وجاء الكتاب فى 102 صفحة من القطع المتوسط، وكتب الدكتور عمر فرج كلمة نقدية على الغلاف الأخير للكتاب حيث قال: تناقش السهرة الإذاعية (رحمة) قضية مهمة وهى تعد من القضايا التى تصلح للنقاش والطرح فى كل زمان، وهى قضية القهر التى تقع على المرأة من الرجل من جهة، ومن المجتمع من جهة أخرى، فرحمة أرملة ريفية لا يشغلها فى حياتها سوى عمالها الذى تحبه وتربية أولادها تربية صالحة، ويضرب بها المثل فى الاحترام والاجتهاد، ولكنها تكون دائمًا فريسة للطامعين الذين يحاولون النيل من شرفها، شأنها فى ذلك شأن أى امرأة تعيش بدون رجل فى مجتمعنا الشرقى، ولكن رحمة لم تكن ضحية للطامعين فقط، ولكنها ضحية للحاقدين أيضًا الذين تمنوا أن يكون لهم مثل مالها من النجاح والسمعة الطيبة، ولكنهم فشلوا فى ذالك ولم يجدوا عوضًا عن هذا إلا محاولة الإيقاع برحمة وتلويثها، فبين عشية وضحاها تجد رحمة نفسها تحمل فى أحشائها طفلا، وهى لا تعلم أنها قد وقعت فى فخ مؤامرة دنيئة، رسمتها باقتدار جاره حقودة بمعاونة عشيقها، ومن خلال أحداث السهرة تحاول رحمة إثبات براءتها، وإقناع من حولها أنها المرأة الشريفة الناجحة التى عاشت بينهم سنوات، وهم يشهدون لها بحسن الخلق، فهى لا تعلم فى الأساس من أين أتى لها هذا الجنين؟ فقد تم ذلك وهى تحت تأثير مخدر، فهى تعلم أنها لم تخطئ؛ ولكنها أمام مأساة بمعنى الكلمة، فهى لم تجد من يساندها أو يحاول الدفاع عنها؛ ولكن فى النهاية تثبت براءتها بترتيبات القدر والعدالة الإلهية.
وتعد السهرة الإذاعية (رحمة) تجربة فريدة من نوعها فى الاتجاه إلى نشر السهرات الإذاعية فى كتاب يتثنى من خلالها للمتلقى الاستمتاع بهذا العمل مقروءًا ومسموعًا، ويتثنى أيضًا الاحتفاظ بها لسهولة تناولها والاستفادة منها عبر سنوات قادمة، ومن ناحيته قال الكاتب محمد الباسوسى فى تقديمه للكتاب: لقد تربى وجداننا العربى على الدراما الإذاعية والكاتبة حنان غانم اختارت البداية الصعبة لأن الكتابة للإذاعة لها مفردات خاصة، والجديد أن حنان غانم قررت أن تقدمها مكتوبة للقارئ وهذا ما أثار فضولى لقراءة السهرة الإذاعية (رحمة) التى تحمل طرحًا جديدًا يطل من نافذة الريف المصرى الذى افتقدناه كثيرًا؛ ولهذا عزيزى القارئ ستعيش مع بطلة الحكاية (رحمة) أحداثًا مثيرة وربما تنظر إلى أبعد من ذلك بعين الرمز وما تعرضت له (رحمة) من أبشع الصدمات التى تهز كيان المرأة العربية.
والجدير بالذكر أن الكاتبة حنان غانم خريجة المعهد العالى للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد وكتبت للإذاعة سهرة (حكاية عانس) ومسلسل (عفريت سامح) ومسلسل (أبناء الشيطان) ومسلسل (أزمة رجل) وكتبت للتليفزيون مسلسل (كفر الغلابة) ومسلسل (صرخة ألم) ومسلسل ست كوم مغامرات زوزو ومسلسل (الصياد)، هذا وقد صدر للكاتبة حنان غانم من قبل مسرحية (حصاد العمر) عن مكتبة الأنجلو بالقاهرة، ولها تحت الطبع مسرحية (كفر الأوهام) ومسرحية (الليل الحزين).