يسأل أحد القراء ما الفرق بين مرض الوسواس القهرى ومرض الفصام، وهل الأدوية الحديثة تعالج هذه الأمراض؟ أكد الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، قائلا: مرض الوسواس القهرى هو مرض عصابى، أى أنه يذهب إلى الطبيب بإرادته ويمكن أن يأتى المريض بمفرده لأنه يعلم أن هذا مرض، ويعلم أن هذه الأفكار المسيطرة عليه أفكار مرضية غير حقيقية، ولكنه يشكو من كثرة تتابعها على الدماغ. وأوضح د.فرويز أن الفصام يكون عبارة عن ضلالة مسيطرة على المريض بحيث تسيطر هذه الفكرة عليه، ولا يقبل مجرد المناقشة فيها، وهذه الضلالة لا يستطيع أى شخص أن يعارضه فيها، ولكن الوسواس يعلم أن الفكرة خطأ وغير حقيقية. وقال د.فرويز، يختلف العلاج بالنسبة لمريض الوسواس عن مريض الفصام، ويمكن أن نعطى لمريض الوسواس القهرى أدوية مضادة للاكتئاب مع جرعات صغيرة لمضادات الذهان. وأشار د.فرويز إلى أن عامل الوراثة مشترك بينهما، ولكن مريض الفصام يتم علاجه بمضادات الفصام بجرعات عالية. وأضاف أنه بالنسبة لتطور المرض، فالوسواس القهرى إذا أهمل قد ينتج عنه اضطراب عقلى، أما مرض الفصام فهو اضطراب عقلى من البداية، وبالنسبة للعلاجات الحالية، فهناك ثلاث طرق لعلاج الوسواس القهرى، أولها العلاج الدوائى، وثانيها العلاج السلوكى، وهو ما يسمى العلاج بالاسترخاء حتى يمكن التحكم فى الجهاز العصبى اللاإرادى للمريض، والطريقة الثالثة وهو العلاج المعرفى، وهى تعريف المريض بطبيعة مرضه، وكيف يسيطر عليه، وكيف يمكن علاجه. أما بالنسبة لمرض الفصام فإنه يحتاج إلى علاج دوائى، وقد يحتاج إلى علاج معرفى فى مرحلة لاحقة للعلاج. وأضاف د.فرويز أن أدوية الفصام تطورت فى الفترة الأخيرة، وأصبحت متوافرة، وبأسعار قريبة للمريض المصرى، ويمكن أن يستجيب للعلاج، ويمكن الاستغناء عن الدواء بعد الاستمرار عليه لفترات طويلة.