سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تدخل عصر الغاز الطبيعى بعد تشغيل حقل "تمار".. إمدادات الغاز الجديدة ستوفر لاقتصادها 13 مليار شيكل سنويا.. وتعلن استغناءها نهائيا عن "المصرى".. وصحيفة عبرية: إسرائيل تحولت ل "أرض العسل واللبن"
دخلت إسرائيل، اليوم، عصر إنتاج "الغاز الطبيعى" بعد إعلان الشركات العاملة فى حقل "تمار" الإسرائيلى للغاز الطبيعى المكتشف حديثا، أن الحقل الواقع أمام ساحل البحر المتوسط بدأ فى ضخ الغاز، وأنه بدأ اليوم الأحد، نقل الغاز الوارد من الموقع إلى المستهلكين وشركة الكهرباء الإسرائيلية. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، خلال تقرير مطول لها، أنه من المتوقع أن إسرائيل التى كانت فى وقت من الأوقات تفتقر إلى الطاقة وتستورد كميات كبيرة من الغاز الطبيعى من مصر، ستتحول لأحد مصدرى الغاز خلال الأعوام القليلة المقبلة، حيث يحتوى حقل تمار على احتياطات تكفى لتلبية احتياجاتها من الغاز لعدة عقود. ودفع اكتشاف الحقل فى عام 2009 إلى موجة من عمليات التنقيب فى حوض "المشرق" الذى تتقاسمه إسرائيل وقبرص ولبنان والإعلان عن اكتشاف حقل "ليفياثان" ثانى أكبر اكتشاف دفع إسرائيل إلى إنشاء صندوق لإدارة ثروة الغاز الطبيعى. فيما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن إسحاق نشوفا، رئيس إحدى الشركات العاملة فى حقل تمار الإسرائيلى للغاز الطبيعى قوله: "إن الحقل الواقع قبالة ساحل البحر المتوسط بدأ بالفعل فى ضخ الغاز الطبيعى إلى الإسرائيليين ليكون بديلا عن الغاز المصرى، مضيفا أنه إنجاز هائل للاقتصاد الإسرائيلى وبداية لعهد جديد. وأضاف تشوفا، أن تل أبيب أصبحت اليوم تمثل أكبر احتياطى للغاز الطبيعى، وستكون من مصدرى الغاز فى نهاية عام 2019، موضحا أن الحقل سيوفر لإسرائيل حوالى 10 مليارات شيكل فى العام، حيث إن طاقة إنتاجه تصل إلى 10 تريليونات قدم مكعب. وأكد "تشوفا"، أنه لن تكون هناك حاجة إلى الغاز المصرى الذى يتم الآن مقاضاة القاهرة طبقا للعقد المبرم بين القاهرة وتل أبيب، بعد أن توقفت مصر عن تصديره منذ عام تقريباً جراء قيام عناصر إرهابية فى سيناء بإحراق أنابيب الغاز، على حد زعمه. وكانت وزارة الطاقة والمياه الإسرائيلية قد أعلنت الأسبوع الماضى، أن ضخ الغاز سيؤدى إلى انخفاض تكاليف الإنتاج لشركة الكهرباء الإسرائيلية الحكومية، وكذلك انخفاض سعر الكهرباء. وقدرت الشركات العاملة فى إنتاج الغاز فى الحقل فى بيان لها نشرته الصحف الإسرائيلية، أن إمدادات الغاز الجديدة ستوفر للاقتصاد الإسرائيلى المعتمد بشدة على الواردات النفطية 13 مليار شيكل أى حوالى (3.6 مليار دولار) سنويا، وقالت إنها استثمرت ثلاثة مليارات دولار فى تطويره. وتملك شركة "نوبل" انرجى ومقرها ولاية "تكساس" الأمريكية حصة قدرها 36 % من حقل "تمار" وتملك شركة "إسرامكو نيجيف" الإسرائيلية حصة قدرها 28.75 % وتمتلك كل من شركتى "أفنير أويل اكسبلوريشن" و"ديليك دريلينج" التابعتين لمجموعة ديليك حصة قدرها 15.625 %، وتملك شركة دور "جاز اكسبلوريشن" حصة قدرها 4%. وقال رئيس مجلس إدارة شركة نوبل انرجى ورئيسها التنفيذى تشارلز ديفيدسون ل"معاريف"، إن تجهيز حقل تمار للإنتاج فى أربع سنوات "إنجاز أحدث تحولا"، وأضاف: أن الشركاء فى الحقل سيعملون الآن على الاستثمار فى زيادة سعة الأنابيب، مضيفا: "انطلاقا من هذا النجاح سنعمل مع شركائنا ومع الحكومة على إقرار المرحلة القادمة للتطوير فى حقل تمار ومرحلة التطوير الداخلى فى حقل ليفياثان". وفى السياق نفسه، أكد وزير الطاقة والمياه الإسرائيلية سيلفان شالوم، إن ضخ الغاز الطبيعى من الحقل البحرى "تامار" إلى منشآت شركة الكهرباء سيوفر على مرافق الطاقة فى البلاد مليار شيكل شهريا. وأوضح أن توقف ضخ الغاز من مصر إلى إسرائيل والانتقال إلى استخدام المازوت تسببا فى تكون عجز مالى فى ميزانية شركة الكهرباء بمبلغ 9 مليارات شيكل، معربا عن أمله خلال مقابلة مع الإذاعة العامة الإسرائيلية أن يكون رفع أسعار الكهرباء المزمع الشهر القادم الأخير. وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن خزانة الدولة ستتمتع بعد عدة سنوات بمبالغ طائلة بقيمة 12% من مجموع عائدات الشركات الخاصة التى اكتشفت حقل الغاز الطبيعى المذكور والمقدرة ب76 مليار دولار. و قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" خلال تقريرها أيضا عن بدء ضخ الغاز الطبيعى للمستهلكين الإسرائيليين، اليوم، إن إسرائيل تحولت "لأرض العسل واللبن" بعد تشغيل حقل "تمار"، مشيرة إلى أن هذا الحقل يحتوى حسب التقييمات المتوفرة على أكثر من 280 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى.