في أوائل أغسطس الماضي، وبعد تتويج مانشستر سيتي بكأس الدرع الخيرية عقب الفوز على ليفربول بركلات الترجيح 6-5، ظن الكثيرين أن هيمنة بيب جوارديولا في إنجلترا ستستمر بعد موسم "استثنائي" حقق خلاله أربع بطولات محلية (الدوري الإنجليزي- كأس الاتحاد- كأس الرابطة الإنجليزية- الدرع الخيرية). لم يتوقع أحد الوضع الذي وصل إليه السيتزنز مع اقتراب نهاية الموسم الحالي، وابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي بعد سقوطه المبكر وفقدانه 5 نقاط في أول 5 جولات ببريميرليج (تعادل أمام توتنهام بالجولة الثانية، ثم الخسارة أمام نوريتش سيتي 3-2 بالجولة الخامسة). الأمور ساءت وتغيرت الأوضاع كثيرًا بعد الخلخلة التي شهدها دفاع الفريق السماوي بإصابة إيمريك لابورت ولحقه جون ستونز ليضطر جوارديولا للاستعانة بخدمات فيرناندينيو ونيكولاس أوتاميندي لشغل مركز قلبي الدفاع وفي بعض الأحيان رودريجو هيرنانديز "رودري". واصل سيتي نزيف النقاط وبدأ يفقد الصدارة جولة تلو الأخرى، في الوقت ذاته توالت انتصارات ليفربول الذي أحكم قبضته على القمة منذ اليوم الأول للبطولة، بل ساءت الأوضاع اكثر وتراجع السيتزنز إلى المركز الثالث في بعض الجولات لصالح ليستر سيتي. بحلول الجولة ال12 والتي التقى فيها ليفربول مع مانشستر سيتي كان الفارق بين الناديين 8 نقاط لصالح الريدز، ووضعت جماهير السيتزنز آمالها في الفوز بالمباراة ومن ثم العودة للمنافسة على لقب الدوري وتضييق الخناق على ليفربول، إلا أن الرياح لم تأت بما تشتهيه جماهير الفريق السماوي الذي مُنيت شباكه بثلاثة أهداف لهدف ليتسع الفارق إلى 11 نقطة. من الناحية النفسية، بدأ الفريق السماوي فقدان حماسه ومعها توالى فقدان النقاط، وبحلول الجولة ال25 من عمر البطولة المحلية اتسع الفارق إلى 22 نقطة بعد تلقى السيتزنز الهزيمة السادسة أمام توتنهام، مما دفع قائد السيتزنز للقول: "ليفربول حسم لقب الدوري الإنجليزي عمليًا، بعد الفارق الكبير الذي يتقدمون به في الصدارة". خسارة السيتزنز الأخيرة أمام توتنهام بهدفين دون رد، أشعلت فتيل أزمة داخل غرفة خلع ملابس الفريق، فكانت البداية من المدرب جوارديولا الذي اجتمع بلاعبيه مدة تقترب من ال45 دقيقة عقب نهاية المباراة، تلاها تصريحات للاعبين حول رفض السياسة التي يتبعها المدرب الكتالوني. بحسب ما ذكرته صحيفة "ميرور" البريطانية فإن لاعبي مانشستر سيتي الكبار طالبوا مدربهم بالتوقف عن سياسة التدوير التي يتبعها. ومن المعروف أن بيب يتبع سياسة التدوير بشكل مستمر، ولم يعتمد على تشكيل أساسي لفريقه منذ بداية الموسم، بعض التغييرات كانت اضطرارية والبعض الآخر كان ليخدم فلسفته. صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أشارت إلى أن جوارديولا أكثر مدرب أشرك لاعبين في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، يليه فرانك لامبارد مدرب تشيلسي ثم يورجن كلوب مدرب ليفربول. بانقلاب اللاعبين على المدرب الكتالوني، إلى جانب سوء نتائج الفريق في بطولة الدوري، سيواجه جوارديولا أزمة حقيقة إذا لم يتجاوز عقبة ريال مدريد بدور ال16 لدوري أبطال أوروبا، حيث من المقرر أن يلتقي الفريقين في السادس والعشرين من فبراير الجاري على ملعب سانتياجو برنابيو بينما تقام مباراة الإياب على ملعب الاتحاد في السابع عشر من مارس المقبل. أمام مانشستر سيتي فرصة "ذهبية" إذا نجح في الوصول إلى أبعد مدى في بطولة دوري الأبطال لحفظ ماء وجه الفريق، بالتأكيد الأمر ليس سهلًا خاصة مع انتفاضة ريال مدريد الأخيرة وتربعه على قمة جدول الدوري الإسباني، مع الوضع في الاعتبار أن الإخفاق قد يغير من خارطة المدرب والنادي بنهاية الموسم الجاري.