في عيد ميلادها ال 122.. ملامح لا تُنسى صنعت تاريخ السيدة العجوز

في الأول من نوفمبر عام 1897 قاد الأخوان يوجينيو وإنريكي كانفاري مجموعة من طلبة مدرسة ماسيمو دازيليو العليا في تورينو لتأسيس ناد أصبح العلامة الكروية الأشهر في الأراضي الإيطالية، والذي امتد ليهيمن على الكالتشيو بعد 122 عامًا من ذلك التاريخ.
يوفنتوس، الإسم الذي اكتسب بريقًا لا يُضاهى في إيطاليا، تأسس تحت اسم نادي يوفنتوس الرياضي، قبل أن يتغير اسمه بعد عامين إلى نادي يوفنتوس لكرة القدم، بدأ المشاركة في المسابقة الملحية الإيطالية عام 1900 لم يبدأ الظهور بألوانه المعتادة "الأبيض والأسود" في السنوات الأولى، حيث تُوج بلقب الدوري الأول في تاريخه عام 1905 بالقميص الوردي والسروال الأسود، قبل أن يتحول للأبيض والأسود في السنوات التالية متأثرًا بفريق نوتس كاونتي الإنجليزي، الذي تأسس قبل 35 عامًا من تأسيس يوفنتوس، ويحتل المركز الثالث والعشرين حاليًا بين أربعة وعشرين فريقًا يتنافسون في دوري القسم الرابع الإنجليزي.
الخطوة الأبرز في تاريخ يوفنتوس والتي لعبت الدور الأكبر في سيطرته المحلية تاريخيًا، تمثلت في استحواذ إدواردو أنييلي مالك شركة "فيات" الشهيرة للسيارات على النادي عام 1923، وكان بناء ستاد النادي أولى خطوات النشوة الاقتصادية، قبل أن تقوده تلك النشوة للتتويج باللقب الثاني في الدوري المحلي في موسم 1925/1926 واستمر التطور المبهر في تلك الفترة ليشمل هيمنة على الكرة الإيطالية في ثلاثينيات القرن العشرين، حيث تُوج يوفنتوس بخمسة ألقاب متتالية بالدوري المحلي، وكان المساهم الأبرز في تألق المنتخب الإيطالي عالميًا، وتتويجه بلقبي كأس العالم عامي 1934 و1938 بقيادة نجوم أبرزهم رايموندو أورسي، لويجي بيرتوليني، لويز مونتي وجيوفاني فيراري.
ألقاب عديدة اشتهر بها يوفنتوس تاريخيًا، بينها الحمير الوحشية نسبة لألوان قميص الفريق، البيانكونيري "الذي يشير أيضًا لألوان القميص" إلا أن لقب السيدة العجوز بات الأشهر والأكثر انتشارًا.
نشأ لقب "السيدة العجوز" من مزحة بين جماهير الفريق، حيث تشير كلمة "يوفنتوس" إلى الشباب في اللغة اللاتينية، وهو ما دفع البعض لاستخدام نقيض الكلمة في إشارة إلى عراقة النادي وتاريخه، كما ساهم في ذلك تفضيل إدارة الفريق لعناصر الخبرة في حقبة الثلاثينيات، بدلًا من تجديد الدماء والاستعانة بالشباب.
أسباب أخرى ساهمت في ارتباط لقب "السيدة العجوز" بفريق يوفنتوس، بينها تمتعه بشريحة عريضة من المشجعين الذين اتوا من جنوب إيطاليا للعمل في شركات الشمال، وأصبح يوفنتوس هو قبلتهم وبديلهم عن فتيات الأحلام والصديقات.
بعد تراجع لمصلحة غريمه تورينو في حقبة أسطورية للأخير انتهت بشكل درامي بعد سقوط طائرة جيله الذهبي نهاية الأربعينيات، استفاق يوفنتوس مجددًا وحقق أربعة ألقاب في الدوري بين عامي 1950 و1960، قبل لقبين جديدين في الستينيات، إلا أن حقبة تاريخية جديدة كانت في انتظاره تحت قيادة المدير الفني ديوفاني تراباتوني الذي تولى تدريب الفريق عام 1976.
قبل ذلك التاريخ لم يعرف يوفنتوس طعم الألقاب القارية رغم تميزه محليًا، قبل يتمرد على الملحية في عشرية أسطورية قادها تراباتوني، بدأت بالتتويج بكأس الاتحاد الأوروبي في موسم 1976/1977 ثم التتويج بكأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس في موسم 1983/1984 والتتويج بالسوبر الأوروبي في عام 1984 قبل المشهد الأبرز بالتتويج بكأس أوروبا للأندية الأبطال في موسم 1984/1985 إلا ان التتويج الأول باللقب الأوروبي الأهم صاحبه أكثر المشاهد إيلامًا في تاريخ السيدة العجوز، برحيل 39 من مشجعي الفريق في ستاد هايسل الذي احتضن المواجهة النهائية التي فاز بها يوفنتوس على ليفربول بهدف نظيف، بعد اندفاع عدد كبير من جماهير الفريق الإنجليزي تجاه أماكن نظرائهم الإيطاليين.
تُوج يوفنتوس أيضًا في تلك الفترة بكأس إنتركونتينينتال "التي كانت تجمع بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية" عام 1985 وامتدت الإنجازات للأجواء المحلية أيضًا، حيث نال نجمته الذهبية الثانية بعد وصوله للقب العشرين في الدوري الإيطالي عام 1984، كما هيمن نجومه على الكرة الذهبية التي كانت تُقدم لأفضل لاعب في أوروبا لأربع سنوات متتالية، بدأها باولو روسي عام 1982 قبل ثلاث تتويجات متتلية للأسطورة الفرنسي ميشيل بلاتيني.
تحت قيادة مارتشيلو ليبي فاز يوفنتوس بلقبه الثاني في كأس أوروبا للأندية والأول في حقبة "دوري أبطال أوروبا" في موسم 1995/1996 وتواصل التألق مطلع الألفية الثانية، حيث ساهم يوفنتوس بخمسة من أبرز نجوم القائمة التي منحت إيطاليا النجمة الرابعة في كأس العالم عام 2006، قبل أن يشهد العام ذاته طامة كبرى للعملاق، الذي تورط في قضية "كالتشيوبولي" التي أدت لهبوط الفريق لدوري الدرجة الثانية الإيطالي، وتجريده من لقبي الدوري في موسمي 2004/2005 و2005/2006.
فضّل العديد من نجوم يوفنتوس الرحيل عن اللعب في ظلمات الدرجة الثانية، وأبرزهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الفرنسي ليليان تورام، إلا ان مجموعة من أساطير الفريق بقيت لتقوده في الأزمة، مثل جيانلويجي بوفون، أليساندرو ديل بييرو، بافل نيدفيد وديفيد تريزيجيه، وهو ما ساهم في عودة الفريق سريعًا للدرجة الأولى بعد تصدره جدول ترتيب الدرجة الثانية في موسم 2006/2007.
عانى يوفنتوس لأربع سنوات، قبل أن يعود للهيمنة مجددًا تحت قيادة أنتونيو كونتي وماسيميليانو أليجري على الترتيب، وتوج الفريق بثماني ألقاب متتالية بين موسم 2011/2012 والموسم الماضي، كما حقق ثنائية الدوري والكأس في أربعة مواسم متتالية تحت قيادة أليجري.