لم تقتصر مشاكل برشلونة في بداية الموسم الجاري على الجوانب الفنية فقط، بل امتدت إلى الجانب البدني بعدما فقد الفريق الكتالوني عدة عناصر أساسية على رأسها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي لم يهنأ بمشاركته الأساسية الأولى هذا الموسم بعد مغادرة مباراة فياريال بين الشوطين مصابًا. برشلونة بفوزه على فياريال تجاوز الانطلاقة الأسوأ له في الدوري الإسباني منذ 25 عاما، بعدما جمع 7 نقاط فقط من أول خمس مباريات له في الليجا، إثر خسارته أمام أتلتيك بيلباو وغرناطة وتعادله مع أوساسونا، لكن الأزمة امتدت إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يغيب خمسة لاعبين للإصابة. والغريب أن الإسباني إرنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة، أصبح غير مفهوم في تصريحاته، حيث أثار تساؤلات عديدة بحديثه عن إصابة ميسي، بعدما أكد أنه لا يعطي أهمية كبيرة للجانب البدني، في الوقت الذي يعد فيه الإعداد البدني عنصرًا أساسيًا في كرة القدم كما تضاعفت أهميته في السنوات الأخيرة. الإعداد البدني قد يكون هو السبب الرئيسي وراء إقصاء برشلونة من دوري أبطال أوروبا خلال الموسمين الماضيين على يد روما الإيطالي وليفربول الإنجليزي رغم تقدمه بفارق مريح في لقاء الذهاب على ملعبه "كامب نو"، خاصةً أن تلك المرحلة الحاسمة في نهاية الموسم يتطلب خلالها جاهزية جميع اللاعبين. ويبدو أن المشاكل العضلية لبرشلونة مستمرة خلال الموسم الجاري أيضًا، خاصةً أن الفريق لم تكتمل صفوفه منذ انطلاق الليجا، وتمثّلت الإصابات في كل من ليونيل ميسي وعثمان ديمبيلي وصامويل أومتيتي وخوردي ألبا، بجانب الجناح الشاب أنسو فاتي الذي أصبح ضمن العناصر الأساسية تحت قيادة فالفيردي. ولأول مرة ينتظر برشلونة حتى اليوم التالي للإعلان عن حجم إصابة ميسي، خاصةً أنه يكشف بشكل رسمي فور إصابة أحد لاعبيه عن موقفه وفترة غيابه بتحديد المباريات التي سيفقد خلالها الفريق الكتالوني خدماته، وهو ما يثير قلق جماهير البارسا، قبل أن يخرج فالفيردي ليؤكد أنه لا يعرف موعد عودته. واكتفى برشلونة بالإعلان عبر موقعه الرسمي يوم الأربعاء أن ميسي يعاني من استطالة في العضلة المقربة بالفخذ الأيسر، مؤكدًا أن عودته للملاعب تعتمد على سرعة تعافيه، في الوقت الذي كان أعلن فيه فالفيردي بعد مباراة فياريال أن قائد الفريق عانى من بعض الآلام الخفيفة قبل أن يستبدله بديمبيلي كإجراء احترازي. حتى ديمبيلي نفسه الذي شارك لمدة 45 دقيقة فقط أمام فياريال لم يلبث أن يعود إلى الملاعب بعد تعافيه من الإصابة قبل أن يتعرض لإصابة جديدة قبل دقائق من مباراة الأمس أمام خيتافي التي انتهت بفوز فريقه (2-0)، لتتواصل سلسلة الإصابات التي ضربت العديد من نجوم الفريق الكتالوني منذ بداية الموسم الحالي. وأعلن برشلونة أمس السبت أن ديمبيلي يعاني من شد عضلي في عضلات الفخذ لساقه الأيسر، بعد الخضوع لفحوصات طبية عقب العودة من مواجهة خيتافي، دون أن يحدد موعد عودته، وكشفت التقارير أنها نفس الإصابة التي تعرض لها أمام أتلتيك بيلباو في المباراة الافتتاحية لليجا والتي أبعدته لأكثر من شهر عن الملاعب. قائمة المصابين في برشلونة تضم أيضا فاتي الذي يبلغ من العمر 16 عاما، بعد معاناته من بعض المتاعب في أربطة الركبة اليمنى خلال تدريبات الجمعة، بجانب كل من ألبا وأومتيتي، ولم يتضح حتى الآن موقفهم من المشاركة في المباراة المرتقبة ضد إنتر ميلان الإيطالي، بالجولة الثانية من دور المجموعات لدوري الأبطال الأربعاء.