في نبأ غير مفاجئ، توج الألماني يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول بجائزة أفضل مدرب في العالم بعام 2019 كأول ألماني يُتوج بالجائزة التي انطلقت عام 2016. ومنذ استقراره في الأراضي الإنجليزية عام 2015، بعد تجربتين ناجحتين في الملاعب الألمانية مع فريقي ماينتس وبورسيا دورتموند، نجح كلوب في تحويل مسار ليفربول بشكل مبهر خلال أربعة أعوام فقط. تميز كلوب الذي قضى مشواره الاحترافي كلاعب في دوري الدرجة الثانية الألماني بين عامي 1978 و2001 بالاستقرار في تجاربه التدريبية، حيث تولى تدريب ماينتس الذي لعب بقميصه 11 عامًا مباشرة عقب اعتزاله اللعب، وبقي لسبع سنوات على رأس القيادة الفنية للفريق، قبل سبع سنوات أخرى على رأس القيادة الفنية لبوروسيا دورتموند. أعلن كلوب عن نفسه كأحد أفضل مدربي العالم مع دورتموند، حيث قاد الفريق لمناطحة بايرن ميونخ، والتفوق عليه بوضوح في بعض الفترات، كما أعاد هيبته الأوروبية، بالتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013. وتُوج كلوب مع بوروسيا دورتموند بخمسة ألقاب محلية مختلفة، أبرزها لقبا بوندسليجا في موسمي 2010/2011 و2011/2012. انتقل كلوب لتدريب ليفربول في أجواء صعبة للغاية عقب أسابيع من انطلاق موسم 2015/2016 قررت إدارة النادي الإنجليزي بعدها إقالة المدير الفني السابق براندن روجرز، ليتولى كلوب المهمة بعد موسم أنهاه ليفربول في المركز السادس، وآخر عانى خلاله بشدة قبل حضور المدرب الألماني. تباعًا وبهدوء أعاد كلوب بناء الفريق الإنجليزي، وراهن على العديد من اللاعبين أبرزهم البرازيلي فيرمينو الذي تعاقد معه من صفوف فريق هوفنهايم الألماني والسنغالي ساديو ماني الذي تعاقد معه من صفوف ساوثامبتون الإنجليزي، كما تألق البرازيلي كوتينيو بشكل ملفت تحت قيادته. في صيف 2017 تعاقد كلوب مع المصري محمد صلاح من صفوف فريق روما الإيطالي واستقدم المغمور آندي روبيرتسون من صفوف هال سيتي، كما منح الفرصة للصاعد ترينت أليكساندر أرنولد لاعب شباب النادي الإنجليزي. بشكل مذهل كوّن ليفربول خلطته الخاصة، وانفجرت مواهب لاعبيه بشكل سريع، وأبرزهم صلاح الذي أصبح في غضون شهور معدودة أحد أبرز نجوم العالم، وتًوج في موسمه الأول بجائزة لاعب العام في إنجلترا من رابطة اللاعبين المحترفين، كما نافس على جائزتي أفضل لاعب في العام وأوروبا. تحول روبيرتسون من لاعب مغمور إلى أحد أفضل لاعبي مركز الظهير الأيسر في العالم، وفرض أليكساندر أرنولد نفسه كنجم صاعد بسرعة الضوء في مركز الظهير الأيمن، ليتأهل ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2017/2018 قبل الخسارة أمام ريال مدريد. في الموسم ذاته دعم كلوب دفاعه الذي كان أبرز مشكلات الفريق بصفقة تاريخية، عندما تعاقد في فترة الانتقالات الشتوية مع الهولندي فيرجل فان دايك من صفوف ساوثامبتون، مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، كأغلى مدافع في التاريخ. عرف كلوب جيدًا ماذا أراد من فان دايك، حيث فرض العملاق الهولندي نفسه كأفضل مدافعي العالم دون منافس، بعد سنوات قضاها مغمورًا، وعقب انتهاء الموسم قرر كلوب حل مشكلة جديدة، بالتعاقد مع البرازيلي أليسون حارس مرمى روما. بدوره أيضًا لم يخيب أليسون آمال كلوب، وتألق بشكل ملفت، ليستقر التشكيل الذي أصبح مبهرًا للفريق الإنجليزي، ويتوج المدير الفني المميز موسمه بتتويج تاريخي بلقب دوري أبطال أوروبا. سيطر نجوم ليفربول على ترشيحات الجوائز الفردية عالميًا، حيث توج فان دايك بجائزة أفضل لاعب في أوروبا، وفاز أليسون بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم، كما احتل صلاح وماني مراكز متقدمة في ترشيحات الأفضل بأوروبا والعالم. افتتح ليفربول موسمه الجديد بالتتويج بكأس السوبر الأوروبي على حساب تشيلسي، كما هيمن ليفربول على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، وفاز في مواجهاته الست الأولى للموسم الثاني على التوالي، كأول فريق في تاريخ بريميرليج يحقق ذلك الإنجاز، ليجني كلوب ثمار عمل تاريخي، صنع حقبة مضيئة في تاريخ ليفربول.