أظهر المنتخب الإيطالي أمس الاثنين بفوزه على منتخب بلجيكا في مستهل مشوار الفريقين بكأس أمم أوروبا (يورو 2016) أنه من ضمن المرشحين للتتويج باللقب، وذلك بفضل الانضباط والروح القوية التي لعب بها الفريق، بخلاف الدور الرئيسي لخط الدفاع. إذا كان ريال مدريد يمتلك في الهجوم ثلاثي ال"بي بي سي" المكون من جاريث بيل وكريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو، فإن إيطاليا لديها هي الأخرى نفس الثلاثي ولكن في خط الدفاع متمثلا في كل من أندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني. وطوال المباراة، التي اعتمدت فيها إيطاليا على صلابتها التكتيكية، فإن "بي بي سي" الأتزوري كان لهم الكلمة العليا على الصعيد الدفاعي هذا بخلاف مساهمتهم في الهدف الأول الذي سجله إيمانويلي جاكيريني بعد تمريرة مثالية في العمق من بونوتشي. وفي ظل عدم وجود أسماء لامعة في إيطاليا فإن مدرب المنتخب أنطونيو كونتي راهن على الجانبين التكتيكي والتنظيمي، ارتكازا على صلابة خط الدفاع. ويوجد تناغم كبير بين الثلاثي بارزالي وبونوتشي وكيليني بفضل تواجدهم في يوفنتوس منذ خمس سنوات، الأمر الذي يعطي شعورا فعليا بالامان للمنتخب الذي يلعب بتكتيك سهل ولكنه فعال. وتتطلب خطة 3-5-2 التي يعتمد عليها كونتي مجهودا كبيرا من الظهيرين الطوليين أنطونيو كاندريفا وماتيو دارميان، حيث تفرض عليهما مهام التغطية الدفاعية والدعم الهجومي الدائم عند استعادة الاستحواذ على الكرة. وبالنسبة لمنطقة الوسط فإن دانييل دي روسي يعد بمثابة محور تحريك الجناحين الداخليين، وكلاهما منوط بالمشاركة في المهام الهجومية عبر النقلات السريعة. ولم يعد كونتي كمدرب لإيطاليا يمتلك أندريا بيرلو كصانع للألعاب أو الفرنسي بول بوجبا او التشيلي أرتورو فيدال كما كان الأمر في يوفنتوس، بل لديه ماركو بارولو وجاكيريني، اللذين ظهرا أمس بشكل رائع. وكان جاكيريني، الذي يعد لاعب وسط متعدد المواهب وأحد الأسماء التي يفضلها المدرب، هو من سجل الهدف الأول أمام بلجيكا. ويعد التحرك بين الخطوط الذي نفذه جاكيريني أمس قبل احراز الهدف من ضمن اللعبات المستمرة التي كان يعتمد عليها كونتي: تمريرة من الخلف من بيرلو (الآن بونوتشي) ثم ركض بين الخطوط واستلام ومراوغة وتسديد. وفي الهجوم يتوجب على جرازيانو بيلي وايدر تصعيب بناء الهجمة من قبل الخصم، هذا بخلاف تمتعهم بالطول المناسب للنزاع في الألعاب الهوائية في حالتي الهجوم والدفاع. وحصل بيلي على جائزة مجهوده الوافر أمس حينما سجل في الوقت الضائع من الشوط الثاني هدف الحسم بعد عرضية من كاندريفا.
