لم تغب الإثارة والندية عن مباريات الهلال والشباب خلال السنوات العشر الأخيرة حتى أنها باتت تحظى بزخم إعلامي وجماهيري يختلف تماماً عما كانت عليه من قبل، وأصبحت مباراة الهلال والشباب في السنوات الأخيرة تتصدر واجهة الكرة السعودية، ولعل أبرز ما يميز "ديربي الوسطى" بين الزعيم والليث أن المنافسة بين الفريقين كبيرة ومن الصعب التنبؤ بنتيجة مباراتهما قبل أن تبدأ بخلاف "ديربي الوسطى" بين الزعيم والعالمي الذي كان وحده من يحظى بالإهتمام إذ مالت الكفة بشكل واضح للهلاليين في العقد الأخير وهو ما أفقد مباراتهما نسبة كبيرة من الإثارة والإهتمام الجماهيري كون نتيجة المباراة أصبحت معروفة مسبقاً. الجماهير السعودية على موعد مع المتعة الليلة وبالتحديد في مباراة الهلال والشباب التي من المنتظر أن تشهد إثارة وندية بينهما قياساً على تقارب مستوياتهما وتشابه ظروفهما، وعطفاً على مباريات الهلال ومباريات الشباب هذا الموسم فإن مباراة الليلة قد تشهد مهرجان أهداف لمصلحة الفريقين كونهما يمتلكان أقوى هجوم في الدوري حتى نهاية الجولة السادسة، وفي المقابل فإن دفاع الفريقين ليس على مايرام إذ يعانيان من ضعف واضح فيه حتى أنه بات نقطة ضعف ظاهرة لخصومهما. الفريقان يمتلكان قوة هجومية ضاربة تتمثل في هداف الدوري المهاجم البرازيلي ويسلي لوبيز والمهاجم الأرجنتيني تيجالي والمهاجمين السعوديين ناصر الشمراني وياسر القحطاني، أما خط الوسط وصناعة اللعب فقوته لا تقل عن الهجوم بوجود البرازيلي كماتشو وأحمد عطيف وعبدالعزيز الدوسري ونواف العابد، وما يؤكد قوة الهجوم لدى الفريقين أن الشباب سجل 17 هدفاً بمعدل 2.8 هدف في كل مباراة، بينما سجل هجوم الهلال 16 هدفاً بمعدل 2.6 هدف في كل مباراة. القوة الهجومية في صفوف الفريقين يقابلها ضعف دفاعي في صفوفهما وهو مايزيد من احتمالية مشاهدتنا للأهداف في مباراة الليلة. عناصرياً عانى الشباب في المباريات السابقة من ضعف واضح في عمق الدفاع إذ نجح أكثر من فريق في ضرب الدفاع الشبابي لاسيما وأن مدربه البلجيكي برودوم كان يرفض الإستعانة بمحور دفاعي ثابت قبل أن يغير قناعاته بعد رباعية الفتح وبعد أن اهتزت شباك فريقه في الدوري تسع مرات، وعلى الطرف الآخر فإن الدفاع الهلالي ليس أفضل حالاً من دفاع الشباب إذ عانى هو الآخر من أخطاء مدافعيه ماجد المرشدي ومانجان على وجه الخصوص وهي الأخطاء التي تسببت في هز الخصوم للشباك الهلالية سبع مرات. المدربان البلجيكي ميشيل برودوم والفرنسي كومبواريه ينتظرهما اختبار صعب الليلة وتنتظرهما مباراة تكتيكية من النوع الثقيل الخطأ فيها قد لا يعوض، أما جماهير الفريقين فكل ماعليها هو الحضور إلى الملعب لدعم فريقيهما والاستمتاع بالمباراة وإثارتها.