"هو صحيح الهوى غلاب معرفش أنا".. آخر لحن للشيخ زكريا أحمد غنته أم كلثوم، وصاغ كلماته بيرم التونسى الثالوث الذى قدم أروع الأغنيات تأليفا وتلحينا وغناء. تأثر الشيخ زكريا أحمد بالفنان سيد درويش فى أغانيه وألحانه، ويرجع إليه الفضل فى استقدام سيد درويش إلى القاهرة، وكذلك أم كلثوم، فحين ذاع صيت سيد درويش بالإسكندرية سعى زكريا للتعرف عليه، فسافر إلى الإسكندرية ليلتقى بالنجم الصاعد ويقنعه بالقدوم إلى القاهرة، وبعد ثلاثة أيام فقط من اللقاء اصطحبه إلى القاهرة.. أما أم كلثوم فيحكى زكريا أحمد أنه زارها فى قريتها طماى الزهايرة بالسنبلاوين، وقدم والدها له وزة كاملة ليأكلها، وبعد أن دب الخلاف بينه وبين أم كلثوم كان يقول "ضحكت على أم كلثوم بوزة وضحكت عليها بأربعة آلاف جنى".. ولد زكريا أحمد عام 1896 لأب حافظ للقرآن ويعشق سماع التواشيح مما أكسب الابن الحس الموسيقى، وكان حسن الصوت يعشق الغناء وحين التحق بالأزهر ذاع صيته بين زملائه كقارئ ومنشد.. أخذ الشيخ زكريا الموسيقى عن الشيوخ الحريرى والمسلوب وعلى محمود، بدأ رحلة التلحين عام 1919 وقدمه الشيخ على محمود إلى إحدى شركات الأسطوانات فبدأ التلحين للمسرح الغنائى ولحن لمعظم الفرق المسرحية الشهيرة وقتئذ؛ مثل على الكسار ونجيب الريحانى وزكى عكاشة ومنيرة المهدية وعزيز عيد وغيرهم، حتى إنه قدم 500 لحن لعدد 65 مسرحية.. لحن لأم كلثوم عام 1931 مجموعة من الأدوار كما لحن لها الكثير من أغانى أفلامها مثل الورد جميل، وغنى لى شوية.. كما لحن لها عددا من الأغانى الكلاسيكية الطويلة فى الأربعينيات منها أنا فى انتظارك، مليت، وحبيبى يسعد أوقاته، وأهل الهوى، وفى عام 1960 لحن لها هو صحيح الهوى غلاب، ويعد الملحن زكريا أحمد رائد فن الطقطوقة وتوفى فى 14 فبراير 1961.
