سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"هيكل": أخطأنا في الاعتماد على أمريكا وإهمال الهند والصين.. الإخوان جزء من مشروع يضم قطر وتركيا وإسرائيل.. أوباما زار الرياض لقلقه على مستقبل العلاقات الأمريكية السعودية
أكد الكاتب الكبير، محمد حسنين هيكل، أننا ارتكبنا أخطاء استراتيجية كبرى، خلال الأربعين عامًا الماضية، كما أخطأنا في حسابات التاريخ والجغرافيا وانفصلنا عن العالم. وأضاف هيكل، خلال سلسلة حواراته التي يجريها مع الإعلامية لميس الحديدي، بعنوان "مصري أين ومصر إلى أين؟" على قناة "سي بي سي"، أننا تصورنا أن جسرا واحدا يكفي وهو الجسر الأمريكي كمدخل للرخاء، موضحا أنه بعد أربعة عقود وجدنا ما نحن فيه الآن. وتابع هيكل أن ثورة يناير زلزال هز الساحة المكتظة بالمشاكل والأخطاء التي وقعنا فيها، موضحا أننا حاولنا إخفاء أخطائنا دوليا، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفكريا، لكن جاءت ثورة يناير لهز كل هذه الساحة كالزلزال. وأوضح الكاتب الكبير خلال حواره: "إننا أعطينا المستقبل كله لأمريكا واعتمدنا عليها في كل شيء كباعث للرخاء والنتيجة أن خرجت مصر من العالم العربي وأفريقيا ومشكلة النيل أقرب مثال"، لافتا إلى أننا تعاملنا مع عالم خارجي دون الهند والصين وجعلنا قبلتنا فقط هي أمريكا وأوربا، مشيرا إلى أن كل هذه خطايا وأخطاء ومصائب. وعن الحالة الاقتصادية، لفت هيكل إلى أنه "كانت هناك مشاكل في قضية الخصخصة وأنا أرى القطاع الخاص يلعب دورا كبيرا لكن نريد قطاعا منتجا لا يقتصر على بيع القطاع العام فقط، وألا يكون هو الرخاء المعتمد على الاتجار بالأراضي والعقارات لأنه لا يضيف شيئًا إلى الثروة الوطنية، وهناك دول قامت بذلك ولم تجن شيئًا مثل اليونان فهو رخاء يعتمد على ارتفاع الأسعار في العقارات". وذكر هيكل أن العودة إلى روسيا ليست الحل بل العالم كله هو القضية، موضحا أنه يجب بناء جسر المستقبل لنعبر عليه من الطوفان الحالي بأنفسنا، لأنه "لا يوجد أحد فاضي لأحد". وأشار هيكل إلى أن أول شيء يجب الاهتمام به هو الأمن وليس الأمن البوليسي فقط، وأن ثاني عاجل هو كيف تمكن إدارة أزمة مثل أزمة الطاقة، مشيرا إلى أن هناك 4000 مصنع توقفت بسبب الطاقة أو غيرها وبالتالي بدلًا من الخطط الطويلة المدى لابد من تشغيل الطاقات الموجودة ثم نحتاج إلى أن يدرك الشباب الحال الذي نحن فيه، موضحا أن الشباب بصفة عامة لديه حساسية أن يُؤمر ولا يريد العواجيز ويشعر في الأولى بنوع من التسلط والثانية وصاية. ولفت الكاتب الكبير إلى أنه سأل الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء السابق، عن أهم أوجه الاستفادة من التجربة السابقة فقال له "التفرقة بين العاجل والضروري". وقال هيكل: إن جماعة الإخوان كانت جزءا من الماضي وجزءا من مشروع حلف الأطلنطي ودول أوربا الغربية وتركيا وقطر وإسرائيل. موضحا أنه عند ذكر أن هناك خطرا من قطر على مصر فإنه يحزن، لأنه يعتبر ذلك إهانة لمصر، رغم أن قطر وراءها أمريكا وإسرائيل. وعن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة للرياض، قال إنه يعتقد أن الزيارة بالدرجة الأولى علاقات عامة، موضحا أننا لابد أن نعرف أن النظام السعودي يفوق مرحلة التغيير فالكبار هما الملك عبد الله والملك سلمان، صحتهما ليست على ما يرام، وهناك انتقال جديد للسلطة إلى جيل جديد وأمريكا قلقة على هذا ليس على البترول بل على مستقبل العلاقات التقليدية، فالولاياتالمتحدة لا تريد البترول قد يكون الغرب محتاجا إليه لكن البترول لم يعد القضية لكن الموقف الحاكم في المنطقة وحاجة الولاياتالمتحدة إلى قاعدة سياسية في المنطقة يمكن الاعتماد عليها، وهو نظام محافظ بطبعه وبالتالي الولاياتالمتحدة تحتاج إلى هذا التيار المحافظ ليكون ركيزة يمكن الاعتماد عليها. واستطرد قائلا: "السعودية لديها مواقف معينة والقضيتان الرئيسيتان هما سوريا التي لم يضربها الأمريكان وهي قضية غريبة جدا انه غاضب منهم لعدم ضرب سوريا أو إيران أنا أعرف أن هناك حساسية شيعية وهابية منذ وقت مبكر بطبيعة الأشياء لكن الزمن تغير ومن ضمن ما فعلناه أن هناك قضايا ظننا أننا تجاوزناها لكن لم يحدث مثلًا المرأة عندما ظهرت هدى شعراوي ظننا ذلك، لكننا الآن ما زلنا في نفس المشكلة أيضًا السنة والشيعة عندما ظننا أن التقريب بين المذاهب قطع شوطًا كبيرًا وأن العصر ليس عصر الفتنة الكبرى لكن ما حدث ضمن الأخطاء الكبيرة إعادة استغلال الدين لمواجهة الناصرية والشيوعية والقومية وهنا سنجد أن أناسًا لعبوا بأدوات كبرى في ألعاب صغرى وبالتالي وصلنا إلى الموقف الحالي شديد الخطورة".