قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسانين هيكل، في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، على قناى سي بي سي، من أخطاء ال 40 عاما الماضية أننا أعطينا المستقبل كلية لأمريكا، واعتمدنا عليها في كل شيء كباعث للرخاء، والنتيجة أن خرجت مصر من العالم العربي وإفريقيا، ومشكلة النيل أقرب مثال . وأضاف: ألغينا أشياء كثيرة جداً كان يجب ألا تحدث، ونحن نتكلم عن القوات المسلحة، وأن هذا نهاية الصراع والسلام الاستراتيجي قادم، حتى الاقتصاد كانت هناك مشاكل في قضية الخصخصة، وأنا أرى القطاع الخاص يقوم بدور كبير مهم، لكن نريد قطاعا منتجا لا يقتصر على بيع القطاع العام فقط، وأن لا يكون هو الرخاء المعتمد على الاتجار في الأراضي والعقارات، لأنه لا يضيف شيئاً إلى الثروة الوطنية، وهناك دول قامت بذلك، ولم تجن شيئاً، مثل اليونان، فهو رخاء يعتمد على ارتفاع الأسعار في العقارات، وبالتالي هناك مشكلة حدثت. وتابع هيكل: ليس هذا فقط، بل ومشاكل الفساد، والحكم الشخصي العائلي، وكلها خطايا محسوبة عليكي.. حاولنا الالتفاف عليها، وتركنا الانتماء العربي، ودخلنا في عداوات ليس لها سبباً مع الاتحاد السوفيتي، وقمنا بطرده من إفريقيا، واستخدمنا الإسلام في أفغانستان لمحاربة الاتحاد السوفيتي، وتعاملنا مع عالم خارجي بدون الهند والصين، وجعلنا قبلتنا فقط هى أمريكا وأوروبا. وعن سبيل إصلاح تلك الخطايا، قال هيكل: قبل أن أقول شيئا لا بد أن أفرق بين العاجل، فأنا أمام أزمة ملحة لها عناصر وعوامل مثل الطاقة، فالعودة إلى روسيا ليست القضية، بل العالم كله هو القضية، لكن العبرة أن تعودي وأنتي قادرة، وليس أن نعود ونحن نعرج، ولا يوجد أحد متفرغا لأحد، وأول شيء نفعله هو جسر مستقبل/ صراط مستقيم للعاجل . وأوضح : أول عاجل من وجهة نظري هو الأمن، وليس الأمن البوليسي، وثاني العاجل هو كيف يمكن إدارة أزمة مثل أزمة الطاقة، وهي تؤثر فينا ؟ وطاقة التشغيل النائمة فهناك 4000 مصنع توقف بسب الطاقة أو غيرها، وبالتالي بدلاً من الخطط الطويلة المدى لا بد من تشغيل الطاقات الموجودة، ثم نحتاج إلى أن تدرك قوى في البلد الحال الذي نحن فيها، مثل الشباب، ولا أريد أن أزيد فيما يخص الشباب، لأن البعض يستغل هذا الأمر. وتابع: بصفة عامة لدى الشباب حساسية أن يؤمر، ولا يريد العواجيز، ويشعر في الأولى بنوع من التسلط، والثانية وصاية ونحتاج لغة خطاب تفرق بين المهام العاجلة والملحة في هذه اللحظة، وقد سألت الدكتور الببلاوي عن أهم أوجه الاستفادة من التجربة السابقة، فقال لي هي التفرقة بين العاجل والضروري .