سقوط الصيد الثمين الزمان: 21 فبراير 1949، الساعة الثامنة مساء. المكان: القاهرة، شارع الملكة نازلى «رمسيس حاليًا» أمام مقر جمعية الشبان المسلمين. حركة الشارع هادئة تمامًا بسبب برودة الجو، لا يقطع الصمت الذى يلف المكان سوى بعض السيارات التى تمر أحيانًا بالشارع، المشاة قليلون جدًا، لكن ثمة عيون كامنة فى مكان ما تتربص بصيدها الثمين، رجلان يخرجان من مقر الجمعية فى طريقهما لركوب سيارة تاكسى، لحظات صمت يقترب أحد الرجلين بخطى ثابتة نحو التاكسى، فجأة ينهمر الرصاص، يسقط الرجل مضرجًا فى دمائه، يهرول صاحبه ونفر تجمعوا فى الشارع وآخرون خرجوا من المبانى المجاورة، لكن القتلة اختفوا فى طرفة عين.. الرجل النازف على أرضية الشارع هو حسن البنا، هكذا أجاب أحدهم على المارة. تآمر خارجى وتواطؤ داخلى فى كتابة المشهد الأخير. «فايد» البداية.. و«الشبان المسلمين» تقع فى الفخ. البنا رأى فى المنام أنه يموت ليلة اغتياله. البوليس يكلف «جاد ومحمدين» بإنهاء حياة المؤسس. «البنا» وصل إلى «قصرالعينى» بحالة جيدة وتٌرك ينزف حتى الموت. الإمام إلى قبره على أكتاف النساء وتحت الحراسة. سيناريو: محمد عبدالعزيز. «المراجع» : الأسرار الحقيقية لاغتيال حسن البنا «جابر رزق». قضيتنا.. فهمى أبو غدير. حسن البنا مواقف فى الدعوة والتربية «عباس السيسى». فى أعقاب ثورة 1919الجزء الثالث «عبدالرحمن الرافعى». العديد من المقالات ومواقع الإنترنت. اجتماع السفراء الرسالة البريطانية للنقراشى الزمان: 01/11/1948 المكان: قصر القيادة البريطانية، فايد. الحضور: السفير البريطانى، السفير الفرنسى، السفير الأمريكى فى مصر. فى مقر القيادة البريطانية بمدينة فايد على شاطئ قناة السويس وفى صباح يوم 01/11/1948، اجتمع سفراء بريطانيا وفرنسا وأمريكا وحضر اللقاء الكولونيل ماك درموت رئيس المخابرات البريطانية فى الشرق الأوسط، فى البداية قدم السفير البريطانى الشكوى التى قدمها له الرعايا الأجانب المقيمون فى مصر، مع الجالية اليهودية التى تتمتع هى الأخرى برعاية دولة صاحبة الجلالة، إلى السفيرين الفرنسى والأمريكى، وكانت الشكوى بتاريخ 9/8/1948 ويستغيث فيها الرعايا الأجانب واليهود بحكومة صاحبة الجلالة لرفع المعاناة اليومية التى يتعرضون لها بسبب جماعة الإخوان المسلمين والتفجيرات التى تستهدف أماكن تواجدهم ومصالحهم الاقتصادية، التى هى أيضًا مصالح بريطانية وفرنسية وأمريكية، وتذكر الشكوى أن هؤلاء الأجانب هم شركاء لليهود فى شركاتهم واستثماراتهم التجارية والصناعية، وتلتمس من حكومة صاحبة الجلالة سرعة التدخل لوضع حد لهذه الحوادث!! وهنا أشار السفير البريطانى للكولونيل ماك درموت ليقدم للسفيرين ما جمعه من معلومات بشأن الحوادث المذكورة فى الشكوى، فأخرج من جيبه ورقة وبدأ يقرأ منها: - فى 22مارس1948 قام مجموعة من شباب الإخوان بإطلاق الرصاص على المستشار أحمد الخازندار وكيل محكمة الاستئناف، وتوفى على أثرها فورًا!! - فى 52 ابريل 1948 محاولة إرهابية أخرى لنسف فيللا النحاس باشا بجاردن سيتى عن طريق سيارة محملة بالديناميت، أتلفت عند انفجارها جزءًا كبيرًا من المبنى ولم يصب النحاس باشا بسوء!! - فى شهر أغسطس حدثت عدة انفجارات. أولها: انفجار محل بنزين بميدان مصطفى كامل. الثانى: فى محل جاتينيو بشارع محمد فريد. الثالث: فى مبنى شركة أراضى بالمعادى. - فى شهر سبتمبر انفجار مروع بحارة اليهود قتل فيه 20 شخصاً وإصابة 16 آخرين. كذلك انفجار آخر فى شركة الإعلانات الشرقية بشارع جلال المتفرع من شارع عماد الدين!! ثم طوى الكولونيل الورقة وأعادها إلى جيبه، ثم قال: كل هذه العمليات الإرهابية يقف وراءها جماعة الإخوان المسلمين، خاصة التنظيم الخاص الذى أنشأه الشيخ حسن البنا أوائل الأربعينيات، ومن المتوقع أن تزداد هذه الموجة الإرهابية للضغط على الحكومات الغربية للتدخل لصالح العرب فى حرب 1948 الدائرة الآن ومنع وصول الأسلحة للقوات اليهودية، ومن المرجح أن الجماعة ستقف أمام أى محاولة لإنهاء الحرب بمفاوضات سلمية بين العرب واليهود، وراح الكولونيل درموت يشرح الموقف على جبهة القتال بين العرب واليهودى، ثم استعرض الموقف الداخلى المشتعل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وانتهى إلى قرار محدد لابد من تنفيذه فورًا، وكان هذا القرار تصفية جماعة الإخوان المسلمين وإنهاء تواجدها بفلسطين!! الزمان: نوفمبر 1948. المكان: وزارة الداخلية. الحضور: النقراشى باشا رئيس الوزراء، ضابط بريطانى «ضابط الاتصال بين القيادة البريطانية ومكتب رئيس الوزراء». بدأ الضابط البريطانى حديثه مع النقراشى باشا بطريقة ودية وحكى له عن الشكاوى المتعاقبة من الرعايا الأجانب واليهود فى مصر، وحكى له طرفاً من الاجتماع الذى دار فى فايد، وطلب من دولة رئيس الوزراء اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل جماعة الإخوان المسلمين وتصفية نشاطهم فى مصر، وإنهاء تواجدهم فى فلسطين، فوجئ النقراشى بما يقوله الضابط البريطانى وقبل أن يجيب، أكمل الضابط قوله إن حكومة صاحبة الجلالة لا ترغب فى إعادة القوات البريطانية إلى القاهرة لحماية الأجانب والرعايا العزل فى ظل وجود حكومة دولة النقراشى باشا، ثم قام الضابط بكل هدوء وسلم على النقراشى باشا وتركه وانصرف!! - جلس النقراشى على مكتبه وأخذ يفكر ماذا يصنع وكيف يرد على هذا التهديد الصريح؟! - بعد تفكير طويل، أمسك النقراشى بسماعة التليفون ليطلب إبراهيم عبد الهادى صديقه ورئيس الديوان الملكى، لكى يطلب مشورته وفى نفس الوقت يبلغ الملك فاروق بما حدث.