«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصباغ يعترف بأن سيد فايز هو صاحب قرار اغتيال النقراشي

وحتي نكون منصفين فإننا لن نعتمد علي صوت واحد من داخل النظام الخاص‏(‏ الجناح العسكري للإخوان‏)‏ في تأكيد قيام الإخوان بعملية الاغتيال‏,‏ علي الرغم من إنكار البنا
وعدد من قادة الإخوان نسبة عملية الاغتيال للجماعة حتي الآن‏,‏ فسوف نورد ما قاله أحد الأقطاب الكبار للنظام الخاص وبطل قضية السيارة الجيب المعروف‏,‏ محمود الصباغ‏,‏ الذي يروي تفاصيل عملية الاغتيال كاملة في متابه الذي قدم له مصطفي مشهور عام‏1986‏ حقيقة التنظيم الخاص ودره في دعوة الأخوان المسلمين الطبعة الأولي دار الاعتصام ص‏312‏
قتل النقراشي باشا‏:‏
فتحت هذا العنوان يقول الصباغ في ص‏450:‏ لا يمكن أن نعتبر أن قتل النقراشي باشا من حوادث الاغتيالات السياسية فهو عمل فدائي صرف قام به أبطال الاخوان المسلمين‏(‏ إذن لماذا أصر البنا آنذاك علي أن الإخوان بريئون من دم النقراشي براءة الذئب من دم بن يعقوب وما زال بعض قياداتهم يصر علي ذلك حتي الآن‏)‏ لما ظهرت خيانة النقراشي باشا صارخة في فلسطين بأن أسهم في تسليمها لليهود ثم أعلن الحرب علي الطائفة المسلمة الوحيدة التي تنزل ضربات موجعة لليهود‏,‏ كما شهد بذلك ضابط القوات المسلحة المصرية سابقا‏,‏ وكما سنرويه تفصيليا في الفصل القادم ان شاء الله‏,‏ فحل جماعتهم واعتقل قادتهم وصادر ممتلكاتهم وحرم أن تقوم دعوة في مصر تدعو الي هذه المبادئ الفاضلة الي الأبد‏,‏ فكانت خيانة صارخة لا تستتر وراء أي عذر أو مبرر‏,‏ مما يوجب قتل هذا الخائن شرعا‏,‏ ويكون قتله فرض عين علي كل مسلم ومسلمة‏(‏ انظروا كيف يقرر الإخوان من هو الخائن ومن هو الوطني ثم يصدرون الحكم عليه ثم ينفذونه دون أدني محاكمة‏).‏
سرية الشهيد الظابط أحمد فؤاد لقتل النقراشي باشا‏:‏
وتحت هذا العنوان يورد الصباغ مانصه‏:‏ كان الشهيد السيد فايز هو مسئول التنظيم الخاص عن مدينة القاهرة بعد اعتقال كل من يعلوه في القيادة سواء من رجال الدعوة العامة أو من رجال النظام الخاص‏,‏ فقد اعتقل جميع اعضاء الهيئة التأسيسية وحيل بين المرشد العام وبين جميع الأخوان‏,‏ فأصبح سيد فايز هو المسئول عن حماية الدعوة في هذه الظروف الشاذة وله حق الاجتهاد‏.‏
وقد نظر السيد فايز في قرار حل الاخوان المسلمين وفي الظروف التي تحيط بهذا القرار سواء في الميدان أو في داخل مصر‏,‏ فشعر أنه محكوم بحكومة محاربة للإسلام والمسلمين وقرر الدخول معها في حرب عصابات فوق أرض مصر‏.‏
‏(‏الغريب أن سيد فايز هذا تم قتله فيما بعد بمعرفة نفس التنظيم الذي كان يقوده بواسطة علبة حلوي مفخخة وهكذا أذاقه الله طعم ما ذوقه للآخرين وصدق الله العظيم يمهل ولايهمل‏)‏
ونكمل مع الصباغ حيث يورد‏:‏ لم يكن للسيد فايز من بد في أن يتحمل هذه المسئولية‏,‏ فكل اخوان الدعوة العامة معتقلون والمرشد العام محجوب عن اللقاء بالاخوان بوضعه تحت العدسة المكبرة لرجال الأمن طوال ساعات النهار والليل فليس هناك مجال للاتصال به أو أخذ التعليمات منه‏,‏ وبدأ السيد فايز معاركه برأس الخيانة محمود فهمي النقراشي‏.‏
كون سرية من محمد مالك وشفيق أنس وعاطف عطية حلمي والضابط أحمد فؤاد وعبد المجيد أحمد حسن ومحمود كامل‏,‏ لقتل النقراشي باشا غيلة وليتحطم رأس الاستبداد وقد أسند قيادة هذه السرية الي الشهيد الضابط أحمد فؤاد‏.‏
وقد رسموا الخطة علي النحو الذي ظهر في تحقيقات هذه القضية‏(‏ قد أشرنا إليه في الحلقات السابقة‏)‏ ونجح عبدالمجيد أحمد حسن في قتل النقراشي باشا‏,‏ في مركز سلطانه وسط ضباطه وجنوده وهو يدخل مصعد وزارة الداخلية‏.‏
البنا وعملية قتل النقراشي‏:‏
أشارت أغلب كتابات قادة الإخوان في موضوع مقتل النقراشي باشا علي يد العصابة الإخوانية المسماة‏,‏ زورا وبهتانا‏,‏ بالمسلمين‏,‏ من طرف خفي الي عدم علم البنا بقرار اغتيال النقراشي‏,‏ مع الأخذ في الاعتبار أن سيد فايز المخطط الرئيسي للحادث هو التلميذ النجيب للبنا‏,‏ الذي أتي به للقضاء‏,‏ علي ما أسماه‏(‏ البنا‏)‏ فوضي النظام الخاص في عهد عبدالرحمن السندي‏,‏ وعلي الرغم من أن مجمل كتابات الاخوان أنفسهم قد أكدت علي ان سيد فايز لم يكن به أبدا أن يتخذ قرارا دون علم البنا‏,‏ فما بالك والقرار هو اغتيال رئيس وزراء مصر‏.‏ نقول علي الرغم من كل ذلك فإنه مازال من قادة الإخوان من يذهب الي عدم علم البنا بقرار الجماعة قتل النقراشي باشا‏,‏ وهنا يجب الإشارة الي وثيقتين أساسيتين‏,‏ ربما يلقوا نظرة مختلفة لما إذا كان البنا هو الذي أتخذ القرار أم غيره‏.‏
الأولي‏,‏ هي نص خطاب البنا الي الملك الذي راح يحرض فيه السراي علي النقراشي باشا في السادس من ديسمبر عام‏1948,‏ والذي حوله الملك الي إبراهيم عبدالهادي باشا رئيس الديوان‏,‏ الذي حوله بدوره الي النقراشي باشا‏.‏ ونصه‏:‏
الخطاب الذي رفعه حسن البنا الي الملك يستعديه علي النقراشي
ديوان جلالة الملك سري رقم‏1666‏
حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك وادي النيل حفظه الله‏,‏ أحمد اليكم الله الذي لا إله إلا هو وأصلي وأسلم علي سيدنا محمد خاتم النبيين وأمام المتقين وأحيي سيادة جلالتكم المجيدة بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته متبوعة بأصدق آيات الاخلاص وأخلص معاني الولاء‏.‏
ياصاحب الجلالة لقد حرمنا جهادنا في فلسطين أو كدنا لا لضعف في جيشنا أو تخاذل في شعبنا أو نقص في عددنا أو جهل بواجبنا ولكن لتحكم السياسة المترددة في الحرب الصارمة وتدخل رئيس الحكومة‏(‏ في إشارة الي النقراشي باشا‏)‏ في شئون القتال وتردده في مواجهة المواقف بما تقتضيه الي جانب العوامل الأخري التي لايد لنا فيها ولكن كان في وسع الحازم اللبق والقوي الفن أن ينتفع بها ويستفيد منها‏.‏
ولقد انفرد الحاكم العام بالعمل في السودان ينفذ فيه سياسة بريطانيا المرسومة وخططها الانفصالية المعلومة وأخذ يوجه الي مصر اللطمة بعد اللطمة وينفذ من برنامجه الخطوة تلو الخطوة والحكومة المصرية تمد له في ذلك وتشجعه علي المضي فيه بسياستها السلبية وهو ممعن في عدوانه حتي بلغ به الأمر أخيرا الي أن يمنع بعثة المحامين من أداء واجبها ويعلن علي لسان رجاله أن مصر شيء والسودان شيء آخر وكل هذا يحدث والحكومة المصرية لم تفعل شيئا بعد‏.‏
والعالم كله الآن يا صاحب الجلالة تغلي مراجله بالأحداث الجسام والخطوب العظام ويبدو في آفاقه كل يوم شأن جديد لا يقوي أبدا دولة النقراشي باشا علي أن يضطلع بأعباء التصرف فيه بما يحفظ كرامة مصر ويصون حقوق الوادي المجيد العظيم‏,‏ والنزاهة وطهارة اليد‏(‏ اعترف جلي من البنا بنزاهة وطهارة يد النقراشي باشا تلك التي لم تشفع له عند الجماعة بحال‏)‏ لا تكفي وحدها لمواجهة هذه الغمرات المتلاحقة من أحداث الزمن ومضلات الفتن‏.‏
وفي وسط هذه اللجنة من الحوادث الجسيمة التي تتصل بحاضر الوطن ومستقبله وكيانه في الصميم يعلن دولة النقراشي باشا الحرب السافرة الجائرة علي الاخوان المسلمين‏.‏ فيحل بالأمر العسكري بعض شعبهم‏.‏ ويعتقل بهذه السلطة نفسها بدون اتهام أو تحقيق سكرتيرهم العام وبعض أعضاء هيئتهم ويأمر الوزارات والمصالح المختلفة بتشريد الموظفين الذين يتصلون بالهيئة ولو بالاشتراك في أقسام البر والخدمة الاجتماعية تليفونيا أو تلغرافيا الي الأماكن النائية والمهاوي السحيقة وما عليهم أن ينقلوا فذلك شأن الموظف المفروض فيه ولكن صدور هذه التنقلات في هذه الصور القاسية التي تحمل معني الانتقام والاتهام تجرح الصدور وتثير النفوس وتسيء اليهم في نظر رؤسائهم ومرءوسيهم علي السواء‏.‏
ويصدر الرقيب العام أمره بتعطيل جريدتهم اليومية الي أجل غير مسمي بحجة لا قيمة لها ولا دليل عليها بل أنه لو صحت الأوضاع لكان للجريدة أن تؤاخذ الرقباء أشد المؤاخذة بمواقفهم منها وتعنتهم معها وعدم اصغائهم الي شكاياتها المتلاحقة‏.‏
ويتردد علي الأفواه والشفاه قرار حل الهيئة ووعيد الحكومة لكل من اتصل بها بالويل والثبور وعظائم الأمور‏.‏
وأخيرا يحاول دولة رئيس الحكومة أن يلصق بالاخوان تهمة الحوادث الأخيرة التي لم تكن الا صدي لهذا العدوان من الحاكم في السودان ولجهاد اخواننا السودانيين في جنوب الوادي ويلقي عليهم تبعة هذا الحادث الأسيف حادث مصرع حكمدار العاصمة الذي كان المركز العام للإخوان المسلمين أول من أسف له وتألم منه اذا كان رحمه الله معروفا بعطفه علي حركتهم ودفاعه عن هيئتهم ومواقفه الطيبة في ساعات المحن الي جانبهم مع حكمة في العمل واحسان في التصرف‏(‏ لاحظ كلام البنا عن الرجل وما اعترف به الصباغ آنفا من مسئولية للإخوان عن الحادث وحسبنا الله ونعم
الوكيل‏).‏
ويحاول دولته أن يتذرع لهذه الحرب الشعواء بتحقيقات لم ينته أمرها بعد ولم يعرف فيها المتهم من البريء الي الآن وإن كانت وزارة الداخلية في بلاغاتها الرسمية قد خالفت أمر النيابة وسبقت كلمة القضاء وأعلنت علي رءوس الأشهاد اتهام الأبرياء‏.‏
يا صاحب الجلالة
اسمح لي أن أجرؤ في هذا المقام الكريم فأقول أن هذه المجموعة من الاخوان المسلمين في وادي النيل هي أطهر مجموعة علي ظهر الأرض‏(‏ لاحظ الوصف‏)‏ نقاء سريرة وحسن سيرة واخلاصا لله وللوطن وللجالس علي العرش‏(‏ لاحظ التملق‏)‏ في كل كفاحهم في سبيل دعوة لا تخرج أبدا عما رسم الاسلام الحنيف قيد شعره وأنهم بحكم إيمانهم ومنهاجهم ونظامهم وانتشار دعوتهم بكل مكان في الداخل والخارج أفضل قوة يعتمد عليها من يريد بهذا الوطن الخير ويتمني له التقدم والنهوض وأكتب ورقة في يد كل عامل لخير البلاد والعباد وأن تحطيم دعوتهم والقضاء عليهم وهو ما تستطيعه الحكومة إذا أرادته وصممت عليه ولو في ظاهر الأمر الي حين بما في يدها من سلطات عسكرية وما تملكه من قوة رسمية ليس من المصلحة في شئ بل هو قضاء علي نهضة هذا الوطن الحقيقية وقتل للبقية الباقية من روح الإخلاص والجد والاستقامة والطهر فيه علي أن نتائج هذا الموقف في مثل هذه الظروف غير مضمونة ولا معروفة ولا أدري لحساب من يقوم دولة رئيس الحكومة بهذه المهمة ويحمل هذه التبعة الضخمة أمام الله وأمام الناس وفي التاريخ الذي لاينسي ولا يرحم‏.‏
يا صاحب الجلالة
أن الأخوان المسلمين باسم شعب وادي النيل كله يلوذون بعرشكم‏(‏ لاحظ اللغة‏)‏ وهو خير ملاذ ويعوذون بعطفكم وهو أفضل معاذ ملتمسين أن تتفضلوا جلالتكم بتوجيه الحكومة الي نهج الصواب أو بإعفائها من أعباء الحكم ليقوم بها من هو أقدر علي حملها ولجلالتكم الرأي الأعلي والله أسأل أن يتم عليكم نعمة التأييد والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏..‏
المخلص‏/‏ حسن البنا
المرشد العام للإخوان المسلمين
ولن نعلق كثيرا علي هذه الوثيقة التي أوردتها كاملة الأستاذة الدكتورة هدي شامل أباظة‏,‏ في كتابه الرائع حول النقراشي باشا الطبعة الأولي دار الشروق‏.‏ فالوثيقة
تشرح نفسها ينفسها وتدل علي مدي حمق البنا علي النقراشي وسعيه الي تنحيته عن الحكم بأي وسيلة‏.‏
مذكرة عبد الرحمن بك عمار‏:‏
ونأتي للوثيقة الثانية وننقلها من نفس كتاب الدكتورة هدي شامل أباظة‏(‏ علي الرغم من امتلاكنا لصورة من الوثيقتين‏)‏ وهي مذكرة عبد الرحمن بك عمار وكيل وزارة الداخلية الي النقراشي باشا‏,‏ والتي تتضمن تقريرا عن لقائه بحسن البنا في الثامن من ديسمبر‏1948‏ أي عقب رسالته للملك بيومين‏(‏ واقرأ بها العجب العجاب لتري مدي دهاء الرجل وخداعه البعيدين أبدا عن أخلاق الإسلام‏).‏
حضر الليلة الشيخ حسن البنا الي ديوان وزارة الداخلية وطلب مقابلتنا بحجة الافضاء الينا بأمور هامة يرغب في ابلاغها فورا الي حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء‏,‏ فلما قابلناه حدثنا بأنه قد علم أن الحكومة أصدرت قرارا بحل جماعة الأخوان المسلمين أو هي في سبيل اصدار هذا القرار وأنه يريد أن ينهي الي دولة رئيس الوزراء بأنه قد عول نهائيا علي ترك الاشتغال بالشئون السياسية وقصر نشاط الجماعة علي الشئون الدينية كما كان الحال في بداية قيام جماعة الإخوان المسلمين وأنه يود من كل قلبه التعاون مع دولة الرئيس تعاونا وثيقا مؤيدا للحكومة في كل الأمور وأنه كفيل بتوجيه رجاله في كافة الجهات بالسير علي مقتضي هذا الاتجاه‏,‏ كما أعرب عن أسفه لما وقع من جرائم ارتكبها اشخاص يري أنهم اندسوا علي الإخوان المسلمين‏,‏ وراح يترحم علي سليم زكي باشا قائلا أنه كان صديقا حميما له وكان بينهما تعاون وثيق وتفاهم تام ثم أكمل مادحا دولة النقراشي باشا قائلا أنه علي يقين من نزاهته وحرصه علي خدمة وطنه وعدالته في كل الأمور‏.‏ وأنه لو تمكن من مقابلة دولته بعد أن مضت سنتان لم يلتقيا فيها بسبب جفوة أثارها الوشاة‏(‏ هو لم يعتبر نفسه من الوشاه حيث لم تكن رسالته للملك قد جف حبرها بعد‏)‏ لأقنع دولته بأنه من صالح الحكومة والأمة معا أن يبقي الصرح الضخم الذي جاهد الاخوان المسملون سنوات طويلة في اقامته كما قال أنه يعز عليه بل ويزعجه ويؤلمه أن ينهار هذا الصرح علي يد دولة النقراشي باشا الحريص علي خدمة بلاده‏.‏
ثم قال إنه اذا قدر أن تمضي الحكومة قي ما اعتزمته من حل الجماعة فأنه يؤكد أنه ورجاله سوف لا تبدر منهم مبادرة تعكر صفو الأمن اذا لا يقدم علي مثل هذا العمل الا مجنون كما أكد أن الحكومة لو تعاونت معه لضمن للبلاد أمنا شاملا‏(‏ أنظر كيف يقدم البنا خدماته لوزير الداخلية النقراشي باشا‏).‏
وختم حديثه بقوله أنه علي استعداد للعودة بجماعة الاخوان المسلمين الي قواعدها بعيدا عن السياسة والاحزاب متوفرا علي خدمة الدين ونشر تعاليمه بل أنه يتمني
لو استطاع أن يعتكف في بيته ويقرأ ويؤلف مؤثرا حياة العزة ثم جعل يبكي بكاء شديدا ويقول أنه سيعود الي مقره في انتظار تعليمات دولة رئيس الوزراء داعيا له بالخير والتوفيق‏.‏
وكيل الداخلية
‏8‏ ديسمبر سنة‏1948‏

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.