توصلت فرنسا ورؤساء البلدان الأفريقية المشاركة في قمة "الاليزيه" حول الأمن والسلام في القارة السمراء، على عدد من القرارات المشتركة من أجل إرساء الأمن والسلام في ربوع أفريقيا. وتتضمن تلك القرارات قيام فرنسا بمساعدة البلدان الأفريقية على تشكيل هيئة أركان أفريقية مشتركة لتدعيم القدرات الأفريقية من أجل التدخل السريع في مواجهة الأزمات التي تطرأ على بلدان القارة. كما توافق الجانبان الفرنسى والافريقى، خلال أعمال القمة المنعقدة حاليا بباريس، على تقديم باريس المشورة للبلدان الأفريقية بشأن توحيد القدرات الجوية العسكرية الأفريقية. واتفقت فرنسا والدول الأفريقية على قيام الأولى بتدريب 20 ألف عسكري إفريقي سنويا، وإتاحة المستشارين السياسيين والعسكريين للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" والجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، بالإضافة إلى مساعدة فرنسا للبلدان الأفريقية على صياغة "الكتب البيضاء" على غرار "الكتاب الأبيض" الفرنسى الذي يتضمن الإستراتيجية العسكرية خلال فترة زمنية محددة (خمس سنوات). ودعا الجانبان إلى تصديق البلدان الأفريقية على معاهدة تجارة الأسلحة، لمواجهة خطر انتشار الأسلحة في القارة، مشددين على ضرورة دعم المبادرات سواء الثنائية، كما في مالى والنيجر والمتعلقة بالدوريات المشتركة والاستخبارات، أو على الصعيد المتعدد الأطراف من أجل ضمان أمن الحدود في القارة السمراء. وفيما يتعلق بتهريب المخدرات في منطقة غرب أفريقيا، تقرر عقد نقاش على مستوى رفيع بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأيضا اجتماع على مستوى رؤساء الدول والحكومات في العام المقبل 2014 في إطار مجموعة الدول الصناعية الكبرى (مجموعة الثمانية). ومن ضمن القرارات التي تم اتخاذها خلال قمة "الإليزيه" في الشق المتعلق بالأمن والسلام في القارة الأفريقية، اتفق المشاركون على تأسيس "كلية للتدريب" لضمان الأمن البحرى في خليج غينيا في إطار مكافحة ظاهرة القرصنة، مع دعم تنفيذ بيان ياوندى في ذات الصدد. وبالنسبة لجهود مواجهة ظاهرة الإرهاب، اتفقت فرنسا على دراسة تنفيذ إستراتيجية وطنية للوقاية وتجنب خطر التطرف، بالإضافة إلى دعم ومساندة الافارقة على الرقابة على تدفق الأموال التي تمول الإرهاب من خلال حشد الجهود الضرورية من جانب الأممالمتحدة، منظمة الانتربول الدولية ومنظمة "جافى" التي تعمل على مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. كان الرئيس الفرنسى قد دعا أمس، الجمعة، خلال افتتاح أعمال القمة الأفارقة إلى التكفل بأمنهم بأنفسهم، وذلك من خلال إنشاء قوة تدخل سريع مشتركة تكون تحت إشراف منظمة الاتحاد الأفريقي وتكون قادرة على مواجهة كل التهديدات التي تتعرض لها القارة والحفاظ على السلم والأمن فيها. كما أعلن استعداد بلاده تقديم يد العون من خلال تدريب العسكريين أو المساعدة في المجال التقني واللوجستي ولكن ليس عبر التدخل العسكري على الأرض، وذلك من خلال تدريب 20 ألف جندي أفريقي سنويا. وأشار أولاند إلى أن الأخطار التي تتعرض لها أفريقيا، مثل تجارة المخدرات والأسلحة والإرهاب، هي نفس الأخطار التي تهدد فرنسا وأوربا، لذا يجب العمل معا من أجل القضاء عليها.