"دماء، قتلى، مصابين، قنابل مسيلة للدموع، أعيرة نارية".. هذه أكثر الكلمات التى تتردد فى الوقت الحالى بين المصريين بعدما سبح الإخوان المسلمين فى دماء أشقائهم فى الإسلام والوطن، دون أن يقفوا مع أنفسهم للحظة واحدة من التروى والتريس من إمرهم، ومعرفة إلى أين يذهبون بمصر؟!، بعد التسبب فى انقسامها بهذا الشكل المخجل؟، فقد سمعنا ورأينا الرئيس مرسى فى يوم من الأيام على إحدى القنوات الفضائية يقول "إذا ثار الشعب ضدى فسوف أترك الحكم"، فهل مازال عند كلمته؟ أم إنه رجع فيها كعادته؟!. كان يتعالى صوت الرئيس مرسى الغليظ بالقصاص لشهداء ومصابى الثورة، ويطالب بمحاكمة المسئولين، فقد طالب هو وجماعته بمحاكمة مبارك والعادلى بتهمة قتل الثوار بالأمس القريب، فهل سيطالب الإخوان بمحاكمة مرسى أيضا بتهمة قتل ثوار بورسعيد والسويس وكل القتلى والشهداء الذين سقطوا برصاص الغدر فى عهده، وتجاوز عددهم ضعف شهداء ثورة يناير، فقد سقط فى بورسعيد فقط أكثر من 30 قتيلا، و 8 قتلى بالسويس، الذى رقص على جثثهم فى تعالٍ وكبرياء دون أدنى اعتبار لرأيهم، ولم نسمع عن المطالبة بمحاكمة وزير أو خفير حتى بتهمة قتلهم؟!،هل هذه هى الديمقراطية الذى أوهم بها الشعب؟!، ألم يكن يستطيع حقن دماء المصريين، ألم يكن يعلم بما سيحدث بالاتحادية عندما "طرمخ "على ذهاب أعضاء جماعته للانتقام من المعتصمين منذ أكثر من شهرين وسقط وقتها 8 شهداء؟!!!. لم يبق شبر فى الوطن خاليا من دماء أبنائه نتيجة خطأ وقع فيه الإخوان المسلمون عندما أجبروا مرسى على الزواج غير الشرعى من مصر، والذى ساعدهم فيه البسطاء من الشعب الذين تأثرت مشاعرهم بعباراتهم الرنانة التى تضغط على مشاعر وأحاسيس الغلابة فقط، ولكنهم يدفعون ثمن خطئهم من دماء أبنائهم التى تنذف ليلا ونهارا، دون تدخل جراحى، حتى لوكان بالبتر لوقف هذا النزيف.. هل الرئيس مرسى شجاع بدرجة كافية تجعله يعترف بأن مصر أكبر منه، وأنه لبس ثوبا ليس ثوبه، وأنه فشل فى تحمل المسئولية ويترك الراية لمن يستطيع حقن دماء المصريين دون غطرسة والاعتراف بالفشل،عندما يفعل ذلك سيرفع له الشعب القبعة. فى وجهة نظرى المتواضعة جدا؛ أن الرئيس مرسى يجب أن يحاكم بتهمة قتل الثوار وخيانة الوطن وتبديد ثرواته وضياع شعبه الذى أصبح يعانى من الفوضى والانقسام والخوف على حياته من عبث رئيس استحل دماء المصريين مثل نظيره السورى الخائن لشعبه، وهنا يحضرنى بعض أبيات الشعر قالها مظفر النواب فى القدس حينما قال.." القدس عروس عروبتكم.. فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟.. ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها.. وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفا.. وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض.. فما أشرفكم أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة؟!!!. أعتقد أن هذه الأبيات تنطبق على حالنا ولكن مع اختلاف المغتصبين فهم للأسف من أبنائها الذين يتنافسون على تخريبها ويسمحون للبلطجية بتدميرها، وللأسف الشديد أن من يقومون بتشجيع الشباب على الخروج للشوارع للتخلص من الإخوان ليس لديهم فكر أو أجندة بما سيحدث بعد اقتحام وزارة الداخلية وماسبيرو وقصر الاتحادية ومهاجمة الوزارات والمؤسسات وحرقها.. وأتساءل معكم.. ماذا بعد ذلك؟ يثورون وينتقدون من أجل الانتقاد فقط ؟، متى ينتهى هذا الصراع والفوضى؟، الذى تدفع ثمنها مصر من دم أبنائها التى مازالت تنزف دون وجود قائد حكيم يشفى جراحها. لك الله.. يا مصر.