السياسة الفاشلة التي اعتمدت عليها الحكومة للوفاء بالتزاماتها والتي تتمثل في الحصول على قروض سواء محلية أو خارجية كانت بمثابة الرصاصة القاتلة في صدر الاقتصاد الوطني، فقد اتبعت الحكومة سياسة الديون ورفعت شعار "لله يا محسنين"، وهي السياسة التي أتت ثمارها كما ينبغي ونجحت في تكبيل رقبة الوطن بأسورة من ديون بالغة الارتفاع، فاقت حد التصور، فقد وصل حجم الديون الخارجية إلى نحو 168 مليار دولار، فيما تجاوز حجم الدين المحلي 14 تريليون جنيه. أرقام صادمة تؤكد فشل الحكومة في توفير الإيرادات اللازمة لمواجهة التحديات المالية، وتشير إلى الاعتماد التام على القروض بمختلف أشكالها في سد العجز المتكرر الذي تواجهه الحكومة من آن لآخر، متجاهلة تماما العديد من القطاعات التى لو تم الاهتمام بها لتمكنت مصر من سد احتياجاتها وعلى رأسها قطاع الصناعة.
القراءة المتأنية في هذه البيانات الرسمية صادمة للغاية وتنذر بكارثة اقتصادية كبرى وخراب مستعجل فقد ارتفعت فوائد هذه الديون من 71 مليار جنيه إلى 3,6 تريليون جنيه -التريليون يساوى ألف مليار- خلال خمسة عشر عاما فقط، وارتفعت أقساط الديون من 18,3 مليار جنيه إلى 1,7 تريليون جنيه فى تطور يعكس توسعا كبيرا فى الاقتراض وتزايد تكلفة تمويله. فيما زاد الإنفاق العام من 374,7 مليار جنيه منذ عام 2010 إلى 5,6 تريليون جنيه في نهاية السنة المالية الماضية وارتفعت الإيرادات العامة إلى 2,5 تريليون جنيه مما أدى إلى اتساع الفجوة بين الإيرادات والإنفاق. وتشير الأرقام إلى أن إجمالي فوائد كارثة الديون كنسبة من الإنفاق العام ارتفع إلى 65 % أي أن ما يقرب من ثلثي الإنفاق العام يذهب لخدمة فوائد الدين وحدها، أما إجمالي الأقساط والفوائد إلى الإيرادات زاد إلى 142% وهى نسبة تاريخية غير مسبوقة لتغطية أعباء خدمة الدين، ومع ذلك تُصر الحكومة على اتباع سياسة التسول و"مد الإيد" لسداد التزاماتها السابقة التي لا ذنب للشعب فيها. ولا شك أن هذه السياسة الهزيلة فرضت قيود خطيرة على الوطن أصبحت تهدد القدرة الحقيقية للدولة على التمويل والاستثمار في القطاعات الحيوية، ويؤدي إلى ترك ميراث مفزع للأجيال القادمة يتمثل في حجم الديون الضخمة المستحقة على مصر، والتى تلقى بأعباء مالية هائلة على البلاد دون أي مردود اقتصادي يوازي حتى أقساط تلك الديون التى توحشت وأصبحت كالسرطان الذى ينهش فى جسد الوطن. هذه الديون أيها السيدات والسادة تلتهم نسبة كبيرة للغاية من الإيرادات كما ذكرنا بما يجعل الحكومة عاجزة عن تمويل مشروعات إنتاجية قادرة على تحقيق نمو مستدام، خاصة وأن الاقتراض الخارجي تحديدا يعد حل مؤقت لسد العجز المالى أو تغطية النفقات الجارية بدلا من توجيهه نحو قطاعات تحقق إنتاج حقيقى سواء في الصناعة أو الزراعة أو السياحة، وهو الأمر الذى يمثل ضغطا كبيرا على الموازنة ويقلص قدرة الحكومة على التوسع فى الإنفاق الاجتماعي والاستثماري.. كما أن الاعتماد المتزايد على القروض الخارجية لا يزيد فقط من حجم الديون بل يجعل الاقتصاد الوطني مرهونا بتقلبات الأسواق العالمية، وهو ما يزيد من ضعف الموازنة العامة للدولة ويحد من قدرة الدولة على الصمود أمام الصدمات المالية الخارجية. ولمواجهة تلك التحديات الجسيمة لابد من إعادة هيكلة جذرية للاقتصاد المحلي تقوم على تعزيز القدرة على الإنتاج الوطني وزيادة الصادرات ذات القيمة المضافة العالية، مع وضع ضوابط صارمة على أي اقتراض جديد وربطه بمشروعات ذات عائد اقتصادي مع تبنى إستراتيجية إنتاجية في مختلف القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية، لدعم النمو المستدام وتوفير فرص عمل فعلية وتقليل الاعتماد على الاستثمارات العقارية والمضاربات التي لا تضيف قيمة للاقتصاد الوطني. وللخروج من عنق الزجاجة التى وضعت هذه الحكومة البلاد فيها يجب توجيه الجهاز المصرفي لدعم المشروعات الإنتاجية بدلا من التركيز على الأنشطة العقارية أو التمويل الاستهلاكي، مع الاستفادة من موارد الدولة المحلية، وإعادة توجيه الإنفاق العام نحو مشروعات توسع الطاقة الإنتاجية وتحقق مردودا اقتصاديا حقيقيا. مذبحة القيادات.. مسمار جديد في نعش التعليم المصري القمح.. والحملة القومية لمواجهة التحديات وفي الوقت نفسه لابد من تعظيم مصادر الدخل القومي مثل قناة السويس والسياحة وتحويلات العاملين بالخارج، بالإضافة إلى الإصلاحات المالية التى ترفع كفاءة الاقتصاد المحلي في مواجهة الضغوط الخارجية، والأهم التخلي عن أساليب البذخ والتبذير في إقامة الحفلات والمؤتمرات والاحتفالات التي لا مردود إيجابي لها وعدم إقامة بنايات تحاكى بل وفوق مثيلاتها في دول العالم، حيث إن الشعب يحتاج مزيدا من الاهتمام في العديد من القطاعات الإستراتيجية على رأسها الصحة والتعليم. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا