بين الأجيال تفاوت كبير في الفهم والخبرات والمشاعر وردود الفعل إزاء مختلف المواقف؛ فالأبناء يضيقون ذرعا بتوجيهات آبائهم ونصائحهم وحرصهم وخوفهم عليهم، يرون ذلك أبوية سلطوية لا أبوة حانية وبينهما فارق كبير! وحين يبلغ الابن -أي ابن- من العمر عتيا وقد فارقه الوالدان، أحدهما أو كلاهما يتذكر كل لحظة في حياتهما وحين يرزق بأولاد يكرر معهم الشيء نفسه الذي فعله والده.. وربما حدثته نفسه بشريط الذكريات، وكيف كان أبوه هو الأفضل حين كان يعطف عليه ويترفق به ويداعبه ويتلطف معه وهو ابن 4 سنين.. فلما كبر الولد شيئا فشيئا زاد إعجابه بأبيه الذي يعرف كل الناس، فلما بلغ الطفل العاشرة رأى أباه ممتازا لكن خلقه بدأ يضيق وقد أصبح صعبا وحساسا ربما تأثرا بأثقال الحياة لكنه مع ذلك لا يزال لطيفا معه. فلما بلغ الفتى السادسة عشرة من عمره قال إن أبي لا يمكن أن يتماشى مع العصر الحالي، ولم تتغير نظرة الإبن لأبيه الذي يراه يزداد حدة مع كل يوم جديد.. ولما جاوز الغلام 20 عامًا شعر بأنه من الصعب جدًا أن يسامح أباه، بل بما نازعته نفسه بسؤال: كيف تحملت أمى هذا الرجل كل تلك الأعوام؟
ولما بلغ مبلغ الشباب وصار في الخامسة والعشرين قال: أبي يعترض على كل موضوع.. وفي الثلاثين قال من الصعب جدًا أن أتفق مع أبي، وتساءل: هل يا ترى أتعب أبي جدي وهو بنفس عمري؟! ومع التقدم في العمر وذهاب حمية الشباب وهدوء اندفاعاته قال المرء لنفسه وهو في الخامسة والثلاثين من عمره: إن أبي رباني في هذه الحياة مع كثير من الضوابط، ولابد أن أفعل نفس الشيء مع أبنائي. حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة انتابته الحيرة، وتداعت عليه الخواطر والأسئلة: كيف استطاع أبي أن يقوم بتربيتنا جميعًا؟! وفي الخامسة والأربعين وجد أنه من الصعب التحكم في أبنائه، وهنا يصل لحقيقة لو علمها في وقتها لأراح واستراح وأدخل السرور على قلب أبيه لكنه لم يفعل حتى وصل لما هو فيه الآن حيث تتقافز في رأسه خواطر ممزوجة بالألم والحسرة على ما فرط في جنب أبيه وتحدثه نفسه اللوامة: كم تكبد أبي من عناء لأجل أن يربينا ويحافظ علينا.
ولم يجد وهو يعانق الخمسين من عمره إلا حقيقة لا يخالجها شك وهي: كم كان أبي رجلا ذا نظرة بعيدة فقد خطط رغم ضيق ذات اليد لعدة أشياء لمستقبلنا، أبي كان مميزًا ولطيفًا.. أبي هو الأجمل، هو الأفضل!
اختاروا صح! هل ظلمنا المرأة؟! (2) فهل كان الإنسان في حاجة لكل هذا العمر حتى يصل لتلك الحقيقة الساطعة.. ألم يكن يعي قول ربنا عز وجل: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا". فأحسنوا إلى والديكم قبل فوات الأوان.. استشعروا نبضهم واستمتعوا بالنظر إليهم وعلى وجوههم ابتسامة كنتم سببا في إدخالها إلى قلوبهم.. فالفراق صعب واللوم لا يرحم والحنين لا يحتمل! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا