التحكم في أجواء الأرض

يشهد نصف الكرة الشمالي منذ نهاية الألفية الثانية تزايد وتيرة العواصف والأعاصير العاتية، واحترار القطب الشمالي، وكثير من الظواهر الهجينة، التي يختلف على أسبابها خبراء البيئة والمناخ والاستراتيجية، بين التغير المناخي الجيولوجي وبين التحكم البشري في أجواء الأرض.

وكانت الولايات المتحدة صاحبة أول عاصفة ثلجية من صنع الإنسان، مع مختبر أبحاث جنرال إلكتريك (نوفمبر 1946)، وجعل التحكم في الطقس من أسلحة الحرب الباردة، وصولًا للتحكم في موازين حرارة الأرض، وامتلاك التطبيقات التقنية لتلك الميزة الاستراتيجية الفريدة، منذ تأسيس اللجنة الاستشارية الرئاسية المعنية بالتحكم في الطقس (أغسطس 1953).

ولأن معظم ظواهر الطقس تتحرك من الغرب إلى الشرق، لا تكترث الولايات المتحدة لأي رد مناخي روسي ضدها! وليس بخيال علمي، تدمير إعصار (في بداياته) عبر شاشات الرادار وفريق طيران مجهز (جنوب شرق تكساس)، دون خسائر تذكر، وكما سهل العلم هذه المهمة الصعبة فإنه يستطيع التأثير الكلي على الطقس بدرجة مذهلة.

وحذر كبير الميتورولوجيين من امتلاك دولة (غير صديقة) لأسرار التحكم واسع النطاق في أنماط الطقس، قبل أن تتمكن أمريكا من ذلك، وأضاف عالم نوبل في الفيزياء، أن التحكم في الطقس لا يقل عن تأثير القنبلة الذرية.
وكشف الإعلام الأمريكي عن أساليب لإذابة القمم الجليدية القطبية وإطلاق العنان لفيضانات مدمرة (بواسطة أصباغ ملونة)، وصناعة المطر من بذر كميات كبيرة من الغبار في طبقة الستراتوسفير (حسب الطلب).

ومشروع المهندس الروسي (ماركين) نحو تخفيف البرد القارس في نصف الكرة الشمالي، عن طريق بناء سد (عبر مضيق بيرينغ)، مزود بمضخات نووية هائلة لإعادة توجيه مياه المحيط الهادي، مما يساعد على ارتفاع درجات الحرارة في المدن مثل نيويورك ولندن. ولكن العلماء الأمريكيين ناهضوا فكرة فيضانات الروس من إذابة الجليد!
ويرجح البعض خلال خمسة عقود مضت تعرض مناطق في الصين وإيران للضرب بالجفاف، ومناطق أخرى بالسيول والفيضانات، وذلك بالتحكم في الأعاصير المدمرة. وطال إعصار شاهين سلطنة عمان ومدينة العين وسواحل إيران (أكتوبر 2021)، وغيرت السيول من مورفولوجية مدينة درنة وما حولها وأغرقت الألوف من السكان (سبتمبر 2023).

وقد تناولت صحيفة الأهرام في سبعينيات القرن العشرين، عملية أسر السحب من فوق الصحراء الغربية لتعزيز صناعة المطر في الشرق الليبي. أما العاصفة الكاشفة عن سوء تخطيط مدينة دبي (العالمية) وحمايتها ضد السيول والفيضانات وانهيارات التربة، فقد رصدها "ريتشارد واشنطن" عضو فريق صناعة المطر بالإمارات (أستاذ علوم المناخ جامعة أكسفورد)، مستبعدًا أن تكون العاصفة التي أغرقت دبي وسط الصحراء من صنع الإنسان (أبريل 2024)..
بدلالة تلقي أجزاء من شبه الجزيرة العربية حجمًا من الأمطار يساوي نحو (18) شهرًا خلال (24) ساعة! وأنتج ذلك المشهد تياران نفاثان، التيار النفاث شبه الاستوائي والتيار القطبي، اللذان خلفا وراءهما دوامات قوية من الهواء البارد، جذبت معها الهواء الرطب من شمال المحيط الهندي..

وتساوت في حينها درجات حرارة نقطة الندي فوق دولة الإمارات مع الغابات المطيرة في حوض الكونغو، وذلك نتيجة تمركز هذه العاصفة الرعدية الواسعة (تقدر بمساحة فرنسا) لعدة ساعات. وهو بذلك ينفي التساقط بهذا الحجم غير المسبوق من عملية الاستمطار، ويفيد ذلك الطوفان الصحراوي ضد التغير المناخي الكربوني، ويدحض شبهة التحكم في الطقس بهذا الموقع المثالي!

ولايزال مشروع أمريكا (الأممي) للتحكم بموازين حرارة الأرض (2000 2050)، باستخدام تقنية "الكيمتريل" ذات الدمار الشامل، وإطلاق نحو (150) برنامجًا لتعديل الطقس حول العالم، لتقود القوات الجوية الأمريكية (2025) التحكم في أجواء الأرض! DRHHASHEM@GMAIL.COM