سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستشفيات مصر تحت حصار البلطجة تاريخ بدأ متى ينتهي.. الاعتداء على قصر العيني أبرزها.. نقابة الأطباء: إهمال الداخلية وراء الظاهرة وندرس خطوات تصعيدية.. نقابة التمريض: ما تتعرض له الممرضات لا يوصف
نالت المستشفيات المصرية مرارة الاعتداءات المتوالية على أطقم العاملين فيها خلال الشهور السابقة، وتزايدت خلال الفترة الانتقالية، بين تغيير وزراء الداخلية السابقين، منصور العيسوى، ومحمد إبراهيم، واشتدت أحداث الاعتداءات على الأطباء، وأطقم التمريض، خلال الفترة السابقة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. أصبح الاعتداء على الأطباء والطواقم الطبية المساعدة من قبل أهالي المرضى والبلطجية مشهدا متكررا في كل المستشفيات بمحافظات مصر وكان آخر هذه الاعتداءات ما تم بمستشفى طب الإسكندرية، ما اضطر أطباء الامتياز بالكلية إلى غلق أقسام المستشفى احتجاجًا على عدم تأمينهم من اعتداء الأهالي عليهم، ونظم الأطباء وقفة احتجاجية للمطالبة بتأمين المستشفى. وفي هذا الإطار قال الدكتور عبد الله الكريونى، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء: إن ظاهرة الاعتداء على المستشفيات والمرضى تعود إلى حالة الانفلات الأمني وعدم قدرة وزارة الداخلية على إدراك أهمية تأمين المستشفيات وأرواح المواطنين بداخلها. محملا وزارة الداخلية انتشار هذه الظاهرة وإهمالها مما بات يهدد الأمن القومي للمواطن المصري، مؤكدا أن القانون يجيز للأطباء أحقية التوقف عن العمل وإغلاق المستشفيات إلى أن يتم تأمينها. وأضاف "الكريوني" أن النقابة تتتخذ إجراءات تصعيدية لحماية المستشفيات من الاعتداء عليها من خلال التوقف عن العمل لحين القضاء على حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المستشفيات. وأكد "الكريوني" أن هناك العديد من الخسائر التي تتعرض لها المستشفيات في الفترة الأخيرة في المعدات والآلات والأجهزة الطبية وتعرضها للسرقة على أيدي البلطجية أو التعدي الجسدي على الأطباء وإرهابهم أثناء عملهم. كما استنكرت الدكتورة كوثر محمود، نقيبة التمريض ووكيل وزارة الصحة لشئون التمريض، ظاهرة الاعتداء على المستشفيات، موضحة أن ما يحدث هو نتاج طبيعي لإهمال أهالي المرضي بالمستشفيات وانتشار ظاهرة الانفلات الأخلاقي كما أنه نتيجة لانتشار ظاهرة الانفلات الأمني، خاصة بعد ثورة 25 يناير. مطالبة وزارة الداخلية بحماية المنشآت الطبية من عبث البلطجة وأهالي المرضى. وأضافت نقيبة التمريض أنه منذ 3 شهور وزعت النقابة منشورا على المواطنين من أجل التوعية بأهمية الحفاظ على المستشفيات من العبث ولكن لم يستجب أحد لذلك. ورفضت "كوثر" فكرة التوقف عن العمل معللة ذلك بالخوف على حياة المرضى وتعرضهم للموت في ظل غياب العمل بالمستشفيات، مؤكدة أن الممرضات هم ملائكة الرحمة للمرضى، وكشفت "كوثر" أن هناك العديد من الخسائر المادية ولكن ليست مهمة، مؤكدة على وجود ظاهرة الخسائر النفسية للممرضات نتيجة لما يتعرضن له من الاعتداء والضرب والإهانة، وهو ما يجعل البعض منهن يبتعد عن ممارسة المهنة تماما. وناشدت "كوثر" الأهالى والمواطنين بالحفاظ على المستشفيات. يذكر أنه تعددت حالات الاعتداء على المستشفيات خاصة المستشفيات الحكومية، حيث سيطرت مباحث شبرا الخيمة على مشاجرة بمستشفى النيل، بعد تعدى 4 أشخاص بالسب والضرب على طاقم التمريض والأطباء، فيما أغلق الأطباء مستشفى بلطيم المركزى بكفر الشيخ أمام الجمهور، بعد اعتداء بعض أهالى المرضى عليهم وتحطيم واجهة المستشفى، كما تم إغلاق قسم الطوارئ بمستشفى قصر العينى بعد اعتداء بعض البلطجية على المستشفى. وفى محافظة المنيا قام أهالى مريضة بتحطيم قسم العناية المركزة بمستشفى ملوى العام عقب وفاة إحدى قريباتهم وتعدوا على الأطباء، بدعوى تقاعس أحد الأطباء فى إسعافها وعلاجها. وكان تراخى الممرضات فى الإسماعيلية عن معالجة عشرات الأشخاص -الذين تسمموا جراء تناولهم بوظة بقرية جلبانة مركز القنطرة شرق- وراء الاعتداء على الممرضين والعاملين بقسم الطوارئ وتهشيم الواجهة الزجاجية، اعتراضًا على عدم السرعة فى إسعاف المرضى وعدم تواجد مدير المستشفى العام. وتنوعت حوادث الاعتداء على المستشفيات فكان منها ما تم بغرض السلب والنهب والتخريب، كما فى حالة مستشفى تبارك للأطفال ومستشفى قصر العينى التعليمى، ومستشفى الدمرداش التعليمى الذى وصل فيه الحد إلى اختطاف أحد الأطباء لتوقيع الكشف على مصاب فى حادثة. وتكررت جرائم البلطجة لتصل إلى حد التعدى بالأسلحة البيضاء على الأطباء وأطقم التمريض والمرضى، وتدمير الأجهزة الطبية الموجودة، ما دفع وزير الصحة إلى إغلاق أقسام الطوارئ فى هذا المستشفيات حتى يتم توفير الحماية اللازمة للعاملين والمرضى، وإزاء هذه الأحداث تم غلق أقسام الاستقبال والطوارئ بعدة مستشفيات من بينها قصر العينى والدمرداش والمطرية وأم المصريين وبولاق الدكرور وأحمد ماهر، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل أيضًا إلى حد محاولة اقتحام وسرقة قصر العينى ومستشفى سرطان الأطفال. ومن بين أبشع حالات البلطجة التى استقبلتها دور الرعاية اعتداء البلطجية على شخص بالضرب وتقطيع جسده وإصابته فى عينه بخرطوش، بعد تقييده وقطع لسانه وإلقائه أمام مستشفى الدمرداش، وتحول عنبر الحروق بالمستشفى إلى مرتع للمجرمين ومتعاطى المخدرات بعد أحداث الثورة وما تلاها من انفلات أمنى، إذ ضمت البلطجية المصابين فى معارك الشوارع مع أقرانهم ممن دخلوا للمستشفى بأقسام التجميل والحروق، وحدثت واقعة الاعتداء على أمين شرطة وتقييده وسرقة سلاحه وإلقائه موثقًا على الأرض بإحدى دورات المياه أسفل المراحيض بالمستشفى، حتى أصبح قسم «8» بالمستشفى يعرف بأنه قطعة من السجن، حيث يقيم البلطجية فيه بالقوة، فضلًا عن الصورة التى أصبح عليها قسم «25 حريم»، حيث تناثرت محتويات الغرفة حول المرضى ممن انكمشوا على أسرتهم فى رعب من أحداث العنف بعد الاعتداء عليهم بالضرب والسب. واقتحمت مجموعة من البلطجية قسم الاستقبال بالمستشفى بعدما علموا بوفاة مريضهم بعد ثلاث دقائق من دخوله المستشفى، معتقدين أن إدارة المستشفى تسببت فى وفاته، رغم أنه حضر مصابًا بطعنات فى أماكن حساسة بجسده، ليقوم البلطجية بعدها بتحطيم أبواب المستشفى وأجهزتها الحديثة وكأنه نوع من الثأر أو الانتقام. ونتج عن تلك الوقائع خسائر مادية فادحة، خاصة بعد تعرض الأجهزة الطبية للتدمير، وتعرض الأطباء للترويع والاعتداء أثناء سير العمل فى المستشفى، وفى مستشفى أحمد ماهر التعليمى حاصر 200 بلطجى المستشفى بعد معركة بمنطقة السيدة عائشة بين باعة جائلين وسائقى ميكروباصات، وتطور الوضع لاستخدام المولوتوف والأسلحة النارية، مما أدى إلى ترويع العاملين والمرضى بالمستشفى، وإصابة عدد من الممرضات بالإغماء، وإجبار الأطباء على العمل تحت تهديد السلاح. وأعمال البلطجة تتكرر بشكل شبه يومى بالمستشفى، شاملة سبًا وضربًا وإهانة للأطباء، كان آخرها اعتداء البلطجية على طبيب التجميل أحمد إسماعيل، بالضرب وتقطيع ملابسه، وصفع طبيبة على وجهها حيث أصبح قسم الحروق معروفًا داخل المستشفى بأنه قطعة من السجن، لكون البلطجية يقيمون فيه بالقوة وبصفة مستمرة، مما اضطر مدير المستشفى الدكتور محمد مصطفى إلى التقدم باستقالته لتعرض حياة المرضى للخطر. وفى مستشفى جمال عبد الناصر للتأمين الصحى بالإسكندرية، يوجد نوع آخر من البلطجية فقد تعرض لعدة حوادث منها دخول الزائرين دون دفع أى تذاكر زيارة بعد ضرب أفراد الأمن والتعدى على طاقم التمريض والأطباء وذلك لإشاعة الرعب وأيضًا حرمان صندوق المستشفى من الإيرادات التى تستخدم فى تحسين الخدمة الطبية المقدمة للجمهور. واقتحام البلطجية للمستشفى أدى إلى تكسير الأجهزة الطبية وتحطيم المنشآت وغرف العناية المركزة، وسحبوا أحد الممرضات أثناء عملها من الطابق الثالث حتى وصلوا بها إلى الطابق الأرضى، وانهالوا عليها بالضرب ثم أطلقوا عليها ثلاث طلقات نارية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. ومن أحدث الوقائع اعتداء أقارب مريض على طبيب يدعى أحمد عاشور بصاعق كهربائى لرغبتهم فى زيارة ذويهم من باب الإدارة بعد انتهاء مواعيد الزيارة. وفى الغربية، قام أهالى مريض بالاعتداء على أطباء وطاقم تمريض قسم القلب بأحد المستشفيات؛ لرفض الأهالى الالتزام بالتعليمات المنظمة للزيارة داخل غرفة العناية المركزة، وتطور الأمر إلى أن وصل إلى تهديد طبيب بالقتل وإشهار الأسلحة البيضاء فى القسم وتحطيم جهازى رسم القلب والصدمات، وعلى إثرها هدد مئات الأطباء بقسم القلب فى مستشفى طنطا الجامعى بمعاودة الاعتصام والإضراب عن العمل، لحين توفير الأمن الذى يمكنهم من ممارسة عملهم وحمايتهم من البلطجية. أما مستشفى كفر الزيات فقد تم إشعال النار فيه، وتعرض مدير مستشفى المحلة الكبرى إلى محاولة قتل إثر تلقيه طعنة نافذة، دخل على إثرها للعمليات، ثم تم نقله إلى العناية المركزة لمدة أسبوع، وفى مستشفى الطوارئ بالمنصورة أيضًا، قام ثلاثة بلطجية باقتحام المستشفى بالأسلحة البيضاء فهشموا زجاج أبوابه واعتدوا على أطباء الاستقبال، وأصابوا أحد أفراد الأمن إصابات بالغة، وذلك بسبب قيام هؤلاء بتعقب أحد المصابين فى مشاجرة وضربه داخل المستشفى. وهاجم العشرات من البلطجية صالة الاستقبال بمستشفى بلقاس العام بالدقهلية حاملين الأسلحة البيضاء، وذلك فى عملية تعقب لبعض المصابين والاعتداء عليهم، الأمر الذى أدى إلى إصابة طبيب وأمين شرطة، وقام أحد البلطجية باقتحام مستشفى المطرية المركزى بالدقهلية أيضًا، فى محاولة لسرقة دراجة بخارية مملوكة لأحد المصابين كان يعالج فى المستشفى، وعند منعه من قبل العاملين هناك قام البلطجى بإطلاق الأعيرة النارية من مسدس كان بحوزته. وفى المنوفية قام أهالى مسجون هارب من حكم بالحبس 3 سنوات فى قضايا مخدرات، باختطاف طبيب تحت تهديد السلاح الأبيض والشوم من داخل المستشفى التعليمى والهروب به إلى خارجها بعد تحطيم واجهة المستشفى من الخارج وإتلاف وتدمير بعض الأجهزة الطبية، وكذلك عدد من السيارات خارج المستشفى أمام المواطنين والمارة ليتمكنوا من الهروب. وفى المنيا ثارت المخاوف بين الأطباء بعد اختطاف طبيب يعمل بمستشفى حميات بنى مزار على يد مجهولين، ومطالبتهم بفدية مليون جنيه لإطلاق سراحه، والعديد والعديد من حوادث البلطجة على المستشفيات آخرها ما حدث أمس لمستشفى قصر العينى واستيلاء البلطجية عليها واعتداؤهم على من بداخل المستشفى.