فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى يعتبرها البعض قمة الليبرالية وكعبة الحرية فى العالم، يحظر الدستور الأمريكى حتى اليوم قيام أحزاب على أسس شيوعية! بل وتقوم مكاتب الأمن القومى الأمريكية بملاحقة أى مجموعة تعتنق الفكر اليسارى وتروج له، تلك هى أمريكا التى تريد أن تحل لنفسها ما تحرمه علينا . الفكر اليسارى أو الاشتراكى لا يحمل جينات إرهابية، ولا يتحالف مع القاعدة وجماعات التكفير والعنف التى تتحالف معها بوضوح وبكل تبجح جماعة الإخوان فى مصر والعالم، ومع ذلك تريد الإدارة الأمريكية فرضها علينا وإعادة دمجها بل وتمكينها من المشهد السياسى المصرى بعدما لفظها الشعب بشكل عفوى عبرت عنه ملايين لم يشهد العالم مثلها فى 30 / 6 أو 26/ 7 المنقضيين. الدستور الأمريكى يحارب الفكر الاشتراكى علانية، بحجة أنه لا يتوافق مع مبادئ الحرية الفردية المتطرفة والتى بشر به جون ديوى وغيره وهذا حقهم ولا نتدخل فى شئونهم، فلماذا إذن يتبجحون ويحاولون بشتى الطرق فرض جماعة تاريخها وحاضرها قائم على الفاشية الدينية وتعتنق العنف سبيلا أوحدا للتغير فى حال خسارتها للحكم أو لفظها شعبيا وفكريا كما حدث فى مصر . لقد عانى المثقفون الأمريكان فى بلد الحرية، وذاقوا ويلات السجون والملاحقة فى عهد المكارثية عندما أقر مجلس الشيوخ قانون جوزيف مكارثى بملاحقة كل ذى فكر يميل للعدالة أو اليسار بتهمة الخيانه العظمى والعمل لصالح روسيا الشيوعية ! لهذه الدرجة تخشى أمريكا على مبادئها السياسية والاجتماعية، بينما تسعى لفرض عنصرية بغيضة وفاشية مقيتة تمارسها جماعة لا تنتمى لأى وطن تعيش فوق أرضه وتتحالف معها بحجة ترسيخ قيم الديمقراطية وعدم الإقصاء، ما دخلكم يا سادة؟ هل لجماعة الإخوان جذور أمريكية عريقية منذ عهد رعاة البقر فى الولايات العريقة التى لا يجاوز عمرها التاريخى والإنسانى عمر سوق شعبى فى حارة فى أصغر مدينة مصرية . هل للولايات المتحدة ارتباط بالشريعة الإسلامية وفق مفهوم الدين عند جماعة سيد قطب وقدوته حسن البنا ! هل تسعى الولاياتالمتحدة للحفاظ على الأقلية المسيحية فى مصر وذلك عن طريق تمكين جماعة راعية للمواطنة وداعية للمساواة والإحسان والتعايش السلمى تسمى بالإخوان المسلمين ! ربما ربما الدولة المدنية خطر على الديمقراطيه فى العالم وفى مصر خاصة وتسعى إدارة الشيخ أوباما للتمكين للدولة الدينية الكهنوتية ! لا وقت للميوعة السياسية والخنوع للغرب من جانب النظام المصرى المدنى الحاكم هذه الأيام ولو عندكم شك ولو بسيط فى أن الشعب هو من أتى بكم وليس الغرب، فلترحلوا غير مأسوف عليكم.. انتهى عهد أن تصرحوا للغرب كلاما تافها خائبا عن الاحتواء والمصالحة والعفو العام ثم تنكرون هذا فى الداخل، هل قامت ألمانيا بالعفو عن النازيين عقب هزيمة هتلر؟ وهل احتضنت إيطاليا الفاشيين أم حاكمتهم ؟ الإخوان أسوا من هؤلاء بكثير، الطفل المصرى الآن يتحدث فى السياسة ولا يمكن الاستهزاء بعقليته فما بالكم بشعب خرجت غالبيته الساحقة رفضا للإرهاب وتفويضا لمؤسسته العسكرية للتخلص من الإرهابيين الذين تحاولون إعادة فرضهم .