نجح الشباب المصرى في الثورة على «مبارك» ونظامه الفاسد، خاصة سياسة وزارة الداخلية التي تمادت في تعذيب المواطنين وتلفيق التهم، مثلما حدث مع خالد سعيد «أيقونة الثورة المصرية»، وسيد بلال الذي تم تعذيبه بتهمة تفجير كنيسة القديسين. وبعد سقوط مبارك تصارعت جماعة الإخوان المسلمين ومعهم «كبار رجال الأحزاب» لالتهام كعكة السلطة، وتم إقصاء الشباب الذين فجروا الثورة من المناصب السياسية، ولولاهم ما كان «العواجيز» قد وصلوا إلى تلك المناصب. وبعد أن تمادت جماعة الإخوان- بعد اقتناصهم الحكم- في ارتكاب أبشع الجرائم في حق البلاد، فقد ثار هؤلاء الشباب مرة أخرى ضد نظام لا يختلف كثيرًا عن نظام مبارك، ونشأت حملة «تمرد» من رحم الشباب، لرفض استمرار حكم الإخوان، وتوعدوا الإخوان بإسقاطهم في 30 يونيو، وبدأوا يجمعون توقيعات المصريين من كل ربوع البلاد، وبالفعل نجح الشباب في إسقاط نظام الإخوان المستبد بعد التظاهرات الحاشدة في كل محافظات مصر ابتداءً من 30 يونيو حتى رحيلهم في 3 يوليو. وبعد سقوط نظام الإخوان تم وضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية لحين وضع دستور جديد للبلاد وانتخاب مجلسى شعب وشورى ثم اختيار رئيس جديد للبلاد، وبالفعل تم الإعلان عن التشكيل الجديد للحكومة الانتقالية لتقود البلاد خلال تلك المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، وللأسف يتكرر ذات السيناريو، وأصبحت أجهزة الدولة التنفيذية في قبضة «العواجيز» بقيادة حازم الببلاوي، وكأن الشباب لم يثوروا. وفى هذا السياق يقول خالد تليمة -عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي- إنه قد اجتمع مع الدكتور حازم الببلاوى، رئيس الوزراء المكلف ودار بينهما حديث مطول حول دور الشباب في المرحلة المقبلة لتولي مسئولياتهم في إدارة شئون الوطن، وكان حوارا مهما في مجمله، وقد عرض رئيس الوزراء عليه وزارة الشباب ولكنه رفض، وفضل منصب نائب وزير الشباب في هذه المرحلة بدلا من الوزارة، وقدم ترشيحات بديلة. وأرجع «تليمة» هذا إلى عدة أسباب، فهو لم يتعامل مسبقا مع جهاز الدولة وأنه في حاجة إلى اكتساب الخبرة أولا حتى يستطيع تولى المناصب الوزارية، وتعينه كنائب وزير أفضل طريقة لاكتسابه خبرة العمل الإداري والعمل مع جهاز الدولة، مطالبا جيل الشباب بضرورة تعلم واكتساب الخبرات اللازمة لتولى مثل هذه المناصب. ودعا عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي رئيس الوزراء أن يفكر جديا في تعيين نواب شباب للوزارات التي يصلحون لها، لتأهيلهم لتحمل مسئولية الوطن وتجديد دماء مصر بشباب ثورتها العظيمة في أقرب وقت ممكن. وأشارت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح - العضو المؤسس بحزب الدستور- إلى أن تعيين الشباب في مناصب نواب الوزراء ومساعدين لهم خلال الفترة المقبلة سيكون افضل بكثير من توليهم مناصب وزارية؛ لأن الشباب ليست لديهم الخبرة الكافية لقيادة الوزارات خلال الفترة المقبلة. وأضافت أن وجود الشباب في مناصب نواب الوزراء ومساعدين لهم لمدة تتراوح من سنتين إلى 4 سنوات من شأنه إكسابهم الخبرة اللازمة وإعدادهم ليكونوا جاهزين لتولى مناصب وزارية فيما بعد، وبذلك نكون قد حققنا الهدف وهو تولى الشباب المناصب المهمة حتى ينقلوا الحالة الثورية إلى الجهاز التنفيذى للدولة. وحول ما إذا كان الشباب سيكون لهم دور مؤثر في الوزارات وأنهم سوف يشاركون في صناعة القرار داخل الوزارات المختلفة أم سيكون وجودهم «شكليًا» فقط، قالت الناشطة السياسية: إن الذين ثاروا ضد نظام مبارك ونظام مرسي لن يقبلوا أن يكونوا مجرد «منظر» داخل الوزارات، وإذا حدث هذا فإنهم سوف يعلنون عن هذا فورا ويستقيلون من مناصبهم.