الشيخ محمود علي البنا من أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي الشهير بصوته الملائكي ترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967 والمصحف المجود في الإذاعة المصرية والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات. ولد البنا في قرية شبرا باص مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية في ديسمبر 1926 وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش وأتم حفظه وهو في الحادية عشرة ثم انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدي وتلقى القراءات فيها على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكي. جاء إلى القاهرة عام 1945 وبدأ صيته يذيع فيها ودرس فيها علوم المقامات على يد الشيخ الحجة في ذلك المجال درويش الحريري اختير قارئًا لجمعية الشبان المسلمين عام 1947 وكان يفتتح كل الاحتفالات التي تقيمها الجمعية وفي عام 1948م استمع إليه علي ماهر باشا والأمير عبد الكريم الخطابي وعدد من كبار الأعيان الحاضرين في حفل الجمعية وطلبوا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية التحق الشيخ البنا بالإذاعة المصرية عام 1948 وكانت أول قراءة له على الهواء في ديسمبر 1948 من سورة هود وصار خلال سنوات قليلة أحد أشهر أعلام القراء في مصر. اختير قارئا لمسجد عين الحياة في ختام الأربعينيات ثم لمسجد الإمام الرفاعي في الخمسينيات وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدي في طنطا عام 1959 وظل به حتى عام 1980 حيث تولى القراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته. زار الشيخ البنا العديد من دول العالم وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي والمسجد الأموي ومعظم الدول العربية وزار العديد من دول أوربا ومن ضمنها ألمانيا عام 1978 كان الشيخ البنا من المناضلين من أجل إنشاء نقابة للقراء واختير نائبا للنقيب عند إنشائها عام 1984. انتقل الشيخ محمود علي البنا إلى رحمة الله في 20 يوليو 1985م ودفن في ضريحه الملحق بمسجده بقريته شبرا باص وقد منح الرئيس المصري السابق اسمه وسام العلوم والفنون عام 1990.