أطل المستشار الرئاسي الجديد الأستاذ المبجل القبطان أحمد المسلماني على رعاياه من مراسلي الصحف العالمية، ومندوبي الجرائد المصرية، لدى رئاسة الجمهورية في مؤتمره الصحفي الأول، ببدلة ثمينة مكوية، وتسريحة شعر "بجيل" غالي متساوية، ووجه حليق بشوش ذي ابتسامة مرسومة نصفية، لا هي مفندقة تبرز جمال أسنانه اللؤلؤية، ولا مضمومة فيبدو متجهما ذا أيام فقرية، يتطلع من فوق منصته التي تحمل نسر الجمهورية، ليجيب على أسئلة الصحفيين من زملائه وزميلاته الحشرية، وقد حاول أن يمحو بإجاباته المقتضبة المحسوبة بالمسطرة السنتيمترية، أيام المتحدثين اللذين سبقاه في بلاط الحضرة المُرسيّة، واللذين كان الصحفيون يضربون رءوسهم ويلطمون خدودهم منهما بكرة وعشية، حتى يطلعون بشيء مفيد يكتبونه في صحفهم ويفهمه جميع قرائهم بالسوية، وقد بدا المسلماني في طلعته البهية ووجهه المستنير، مثل "على بابا" لابس بعد الضنا حرير في حرير، يخطر في بدلته الموهير، ويشير بيده للصحفيين كالأمير، وقد جاءت أسئلتهم كما يلي بعد أن ألقى عليهم بيانه غير الطويل وغير القصير: أحمد السلكاوي من جريدة الوطن: سمعنا أن فخامة الرئيس عدلي منصور قد استقبل الدكتور محمد البرادعي عصر اليوم ممكن نعرف تفاصيل هذا اللقاء ؟! المسلماني يرد عليه محتفظا بابتسامته المرسومة بعناية التي يبدو أنه استلمها مع المنصب بعد أن مضوه على سركي: أيوه، نعم، قطعا تقابل فخامة الرئيس منصور مع الدكتور البرادعي في تمام الساعة 4.34 دقيقة وخمس ثواني بالضبط، كلام واضح وصريح وموزون ولا لبس فيه، وبإمكان الجميع أخذ هذا التصريح الخطير مباشرة عن لساني مع تحملي المسئولية الكاملة، لأن عصر البيانات والإجابات غير الواضحة والغائمة والمائعة قد ولى وهذا عصر جديد سطرته ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة.. أما بالنسبة لتفاصيل اللقاء - يتناول المسلماني ورقة وقلما كما كان يفعل مع المشاهدين في قناة دريم ويبدأ الشرح - شوف سعادتك معايا الورقة دي.. هتلاحظ إن فخامة الرئيس منصور هو الكلكيعة الكبيرة الضخمة اللي أنا رسمتها بالقلم دي، ثم هتلاحظ إن قدامه كلكيعة صغيرة كده وسمبتيك وبنظارة هاتعرف إنها الدكتور البرادعي علطول بدون أدنى مجهود، أظن كلام واضح وفيه رسم بياني زي الفل أهه، عشان ماحدش يبقى له حجة أو يقول إنه اختلط الأمر عليه بعد كده، أحب أبشركم يا إخواننا إن إحنا في ثورة وفي عهد جديد كله وضوح وشفافية...إيوه اتفضلي وأنت بعدها مباشرة يا عادل. أم المصريين المصري من أ.ش.أ: أيوه يعني سعادتك الغرض من اللقاء كان فيه تكليف بالوزارة، واللا فقط مجرد مشاورات ومتى تنتهي ؟ ومن هو رئيس وزراء مصر القادم في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الوطن ؟! المسلماني مستظرفا: الوطن تاني.. ما بتاع الوطن لسه سائل من شوية - ثم محافظا على ابتسامته الرسمية: لا يوجد تكليف، والمشاورات ما زالت مستمرة، وما حدث مجرد تكهنات وتسريبات إعلامية، وأنا جئت لأقطع أمامكم أنه لم يتم الاتفاق على اسم رئيس الحكومة حتى الآن، والمفاوضات مستمرة. والسماء فوقنا والأرض تحتنا، والدنيا دوارة، ويوم لك ويوم عليك، وحتى لو استطاع صحفي خبيث من سعادتكم التوصل عبر الرئيس منصور نفسه إلى اسم رئيس الحكومة القادم يبقى كلامه غير رسمي طالما لفيت من ورايا وخدته، لذا لزم التوضيح لأننا في مرحلة قمة الشفافية والمعلومات الدقيقة المنضبطة، وأكتفي بهذا القدر من الأسئلة، ولو فيه جديد هانبعتلكم، يالله بيتك بيتك أنت وهو بلا وجع قلب، جتكوا ستين نيلة مليتوا البلد.