بدأ عميد الأدب العربي طه حسين، في 20 صفحة تقريبًا، محاكمة جماعة الإخوان، بسرد ما جاء في مقاله "رخص الحياة فتنة..!" يتضح أن أطوار التغيير برمتها لم تلحق نضجا بفكر الجماعة لأكثر من نصف قرن مر على كتابة هذا المقال. ويستنكر عميد الأدب العربى، في مقاله، عنف الجماعة وتخطيطها للقتل، الأمر الذي يشتبه مع كثير من الممارسات الدموية لأنصار جماعة الإخوان والقرارات والخطط المعلنة قبل وبعد تولي الإسلامين حكم مصر في بداية يوليو 2012. يقول طه حسين: "نصبح ذات يوم فنكتشف فريقا منا كانوا يهيئون الموت والهول والنكر لإخوانهم في الوطن ولإخوانهم في الدين ولإخوانهم في الحياة التي يقدسها الدين كما لا يقدس شيئا آخر غيرها من أمور الناس، ما هذه الأسئلة وما هذه الذخيرة التي تدخر في بيوت الأحياء وفى قبور الموتى.. لم كل هذا الشر ولم كل هذا النكر ولم رخصت حياة المصريين؟!، يقال، إن حياة المصريين إنما رخصت على المصريين بأمر الإسلام الذي لم يحرم شيئا كما حرم القتل". ويصفهم بالوباء فيقول: "والخير كل الخير هو أن نطب لهذا الوباء كما نطلب لغيره من الأوبئة التي تجتاح الشعوب بين حين وحين.. وقد تعلم الناس كيف يطبون للأوبئة التي تجتاح الأجسام وتدفعها إلى الموت دفعا فمتى يتعلمون الطب لهذا الوباء الذي يجتاح النفوس والعقول فيغريها بالشر ويدفعها إلى نشره وإذاعته ويملأ الأرض فسادا وجورا ". وكأنه يعلم جيدا أن لا سلاح له سوي الكتابة مقابل كل هذه الأسلحة لجماعة تحترف الإتجار بالإسلام وإلباس قراراتها عباءة الدين بحرفة بالغة تسمح لحشد كل هؤلاء المساكين حولهم، ينتقد الدكتور طه حسين خروج الحاكم على الدين والقوانين قائلا: " الحياة لا يجرؤا على إطفائها إلا من حرم من شعور الرفق والرحمة، فالعزل الوادعين الذين لا يريدون حربا ولا قتالا، يحتملون أعباء الحياة ما خف منها وما ثقل، لا يؤذون أحدا ولا يحبون أن يريدهم أحد بالأذي، وما دام السلطان نفسه يستبيح الخروج على الدين والقوانين في سبيل المنافع والمطامع فلا على الأفراد ولا على الجماعات أن يستبيحوا الخروج على الدين والقوانين في سبيل المنافع والمطامع أيضا". وقبل أن ينهي طه حسين مقاله ذكَّر الإخوان بقوله: "لم يأمر الله بشيء كما أمر بالتعاون على البر والتقوي ولم ينه عن شيء كما نهي عن التعاون على الإثم والعدوان، ولم يرغب في شيء كما رغب في العدل والإحسان والبر، ولم ينفر من شيء كما نفر من الفحشاء والمنكر والبغي".