أمريكا تضيق على مدفوعات ديون روسيا.. والغرب يستعد بعقوبات جديدة

أكدت واشنطن، أمس الإثنين، أنها لن تسمح بسداد أي مدفوعات ديون بالدولار من حسابات الحكومة الروسية.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان: إنه "لن يتم السماح لموسكو بالسداد بالدولار في المؤسسات المالية الأمريكية".
يأتي هذا فيما تخطط الولايات المتحدة وأوروبا، اليوم الثلاثاء، لفرض عقوبات جديدة على موسكو لاتهامها ب"جرائم قتل المدنيين في أوكرانيا".
وحذَّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من "احتمال اكتشاف المزيد من القتلى في المناطق التي سيطر عليها الروس".

التوسع في العقوبات
وفي إطار ردود الفعل المستمرة، التي تستهدف موسكو، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، تستعد الولايات المتحدة وأوروبا لفرض مزيد من العقوبات.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، أمس الإثنين: إن بوتين وأنصاره "سيشعرون بعواقب ما حدث في بوتشا؛ حيث تتهم أوكرانيا روسيا بارتكاب جرائم حرب فيها، وإن الحلفاء الغربيين سيوافقون على مزيد من العقوبات على موسكو في الأيام المقبلة".
بدوره، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن "واشنطن ستعلن هذا الأسبوع عن عقوبات أمريكية جديدة على موسكو".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: إنها "تدعم فريقًا دوليًّا من المدَّعين العامِّين والخبراء لجمع وتحليل الأدلة على الفظائع".
وفي سياق متصل، ذكرت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت أن "الاتحاد الأوروبي يجب أن يناقش حظر الغاز الروسي، رغم أن مسؤولين آخرين حثوا على توخي الحذر بشأن الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة طاقة أوروبية".
وتزود روسيا أوروبا بنحو ثلث احتياجاتها من الغاز، وحاول بوتين استخدام الطاقة كأداة للرد على العقوبات الغربية، لكن موسكو أبقت على تدفق الغاز عبر خطوط الأنابيب الرئيسية إلى أوروبا، على الرغم من عدم اليقين بشأن مطالب بوتين الخاصة بالمدفوعات بالروبل.

حظر السلع الفاخرة
وفي إطار العقوبات المستمرة، أعلنت أستراليا أنها ستحظر تصدير السلع الفاخرة إلى روسيا.
وقالت وزارة الخارجية الأسترالية، في بيان: إن "العقوبات، التي تشمل الخمور وقطع غيار السيارات الفاخرة، تستهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعديه الأثرياء"، مضيفة أنها "لا تستهدف المستهلكين الروس العاديين".
وأضاف البيان: "الحكومة الأسترالية ملتزمة التزامًا عميقًا بفرض أعلى التكاليف على روسيا بسبب حرب الرئيس فلاديمير بوتين غير القانونية".
ويأتي الحظر في أعقاب عقوبات مستهدفة أخرى على بوتين وأعضاء حكومته والأوليجارش الروس (النخبة المالية المقربة من السلطة)، وكبار القادة العسكريين الروس والأفراد الذين وصفتهم أستراليا بأنهم "دعائيين وعملاء تضليل".

معارك في الشرق
قالت أوكرانيا: إنها تستعد لاستدعاء موسكو نحو 60 ألفًا من جنود الاحتياط الروس لتعزيز هجومها في الشرق؛ حيث شملت الأهداف الرئيسية لروسيا ميناء ماريوبول وخاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد.
وفي مدينة ماريوبول الجنوبية الشرقية المطلة على بحر آزوف والمحاصرة منذ أسابيع، أظهرت صور لرويترز ثلاث جثث في ثياب مدنية ملقاة في شارع.
وتقول أوكرانيا: إنها أجْلَت آلاف المدنيين في الأيام القليلة الماضية من ماريوبول التي تحيط بها مناطق يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في منطقة دونباس الشرقية.
وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الإثنين: إنه تم إيقاف فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال محاولة للوصول إلى ماريوبول لإجلاء المدنيين، وهو محتجز الآن في بلدة مجاورة.
وفي ميكولايف، قال رئيس الإدارة الإقليمية أولكسندر سينكيفيتش إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص قتلوا، بينهم طفل، وأصيب 46 آخرون يوم الاثنين في البلدة الواقعة إلى الغرب من ماريوبول.
وانسحبت القوات الروسية من العاصمة كييف في مواجهة مقاومة أوكرانية شرسة على نحو غير متوقع باستخدام أسلحة غربية مضادة للدبابات.
ووصفت موسكو الانسحاب بأنه بادرة حسن نية في محادثات السلام التي عقدت آخر مرة يوم الجمعة، وكان من المقرر أن يجتمع المفاوضون، الإثنين، لكن لم يكشف أي من الجانبين جديدا بخصوص المحادثات.