شهدت مليونية "الإصرار"، أمس الثلاثاء، مشاركة أعداد كبيرة من المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس محمد مرسي، في فعاليات التظاهرات بميدان التحرير، وأمام قصر الاتحادية، ووزارة الدفاع، وقصر القبة، حيث امتلأ محيط قصر الاتحادية عن آخره بالمتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس محمد مرسي، وذلك بعد وصول أربع مسيرات قادمة من شيراتون المطار وسراى القبة والألف مسكن وميدان المحكمة. وفى ميدان التحرير الذي امتلأت شوارعه الجانبية بالمتظاهرين، أشعل المتظاهرون حماس جميع المتواجدين بالميدان، بعد استخدام الليزر وكتابة عبارات على مجمع التحرير مثل "الشعب أسقط النظام" و"ارحل"، و"مصر" و"الشعب أسقط النظام". وكذلك تزايدت أعداد المتظاهرين أمام قصر القبة بعد وصول أربع مسيرات رئيسية للمتظاهرين بناءً على دعوة حملة تمرد لمحاصرة قصر القبة بعد انتهاء مهلة ال48ساعة التي بدأت من أول أمس الأحد، وذلك للضغط على الرئيس محمد مرسي، للتنحى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حيث رفع الجميع أعلام مصر مطالبين برحيل الرئيس محمد مرسي، وأطلق العديد منهم الشماريخ احتفالًا ببيان القوات المسلحة وخاصة بعد اقتراب المهلة التي حددها البيان لحل الأزمة. وكانت المسيرات الأربع بدأت في الانطلاق عصر اليوم من عدة مناطق مختلفة، فكانت المسيرة الأولى من شبرا وميدان الخلفاوي مرورا بكوبري أبو وافية وسكة الوايلي ثم قصر القبة، والثانية من آخر شارع مصر والسودان، والثالثة من ميدان المطرية إلى شارع كفر الجبل ثم إلى قصر القبة، أما المسيرة الرابعة، فانطلقت من مسجد النور إلى روكسي فكوبري الطاهرة، وصولًا إلى قصر القبة، لتلتقي المسيرات الأربع أمام المدخل الرئيسي للقصر بجوار محطة مترو القبة. ورفع المتظاهرون بالمسيرة القادمة من منطقتي الجمالية والدراسة المعارضون للرئيس مرسي إعلام مصر والكروت الحمراء المدون عليها "ارحل ارحل". كما شهدت المسيرة المنطلقة من أمام مسجد النور إلى قصر القبة، قيام المتظاهرون المشاركون فيها بتشكيل كردونًا أمنيًا أمام حزب الحرية والعدالة بشارع مصر والسوادن لمنع حدوث أي محاولات اقتحام لمقر الحزب، وردد المتظاهرون هتافات "سلمية سلمية"، و"يسقط يسقط حكم المرشد ومفيش إخوان الليلة"، و"ارحل ارحل"، كما تفاعل المواطنون بشارع عبده باشا معها، رافعين أعلام مصر من الشرفات. فيما شهدت مسيرة دوران شبرا مشاركة عدد كبير من المتظاهرين، وذلك بعد أن انضمت إليها مسيرة الزاوية الحمراء للانضمام إلى متظاهري "القبة" في مليونية "الإصرار" التي تنادي بإسقاط النظام، مرددين هتافات "ارحل ارحل"، وذلك وسط تجاوب الأهالي ممن وقفوا في نوافذ المنازل لمشاركة المسيرة، رافعين أعلام مصر، وصورًا لمرسي كتب عليها "ارحل". وخلال مرور المسيرة أمام قصر الساحل، ردد المتظاهرون هتافات "الجيش والشعب والشرطة إيد واحدة"، ليقوم عدد من ضباط الشرطة الموجودين بالقسم برفع علامة النصر وأعلام مصر خلال مرور المسيرة من أمام القسم. كما شهدت المسيرة قيام بعض الشباب المشاركين بالمسيرة بعمل كردون أمني حول الفتيات والسيدات الموجودات بالمسيرة. ومن جانبهم، وزع سكان العقارات الموجودة في محيط الاتحادية قطع الشوكولاتة والحلوى على المتظاهرين المتواجدين بمحيط الاتحادية، معبرين عن فرحتهم الكبيرة بالتواجد الضخم للمتظاهرين بالشوارع، مرددين هتافات "شرطة وجيش وشعب إيد واحدة". كما شهدت فعاليات التظاهرات أمام الاتحادية، تعدى بعض المتظاهرين على اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق، ما أدى إلى إصابته في الرأس، نتيجة اعتداء المتظاهرين عليه بالمولوتوف مرددين هتافات "اللي قتل جيكا أهو"، حيث كان جمال الدين قد توجه إلى الاتحادية للمشاركة في التظاهرات هناك، وقام عدد من المتظاهرين بتشكيل سلسلة بشرية حوله، واصطحبوه إلى أحد الشوارع الجانبية القريبة من نفق العروبة والمغلق في نهايته بسلك شائك. وفتح ضباط الحرس الجمهوري السلك الشائك أمام وزير الداخلية السابق، وتم عمل كردون أمني لمنع التسلل إليه، كما تدخل بعض العقلاء من المتظاهرين، ومنعوا زملاءهم من مهاجمة جمال الدين، ورددوا هتافات منها "سلمية سلمية". وخلال كلمة محمد حسين عضو اللجنة المركزية لحركة تمرد أعلى منصة الاتحادية، أعلن أن الحملة وضعت بندا، في خارطة الطريق التي ستقدمها للقوات المسلحة خلال الساعات القليلة القادمة، ينص على العزل السياسي لجميع رموز النظام السابق الذين تولوا منصبا قياديا منذ عام 2002. نافيا من جانبه الاتهامات الموجهة ل"تمرد" بعلاقتها بالنظام السابق والفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية. كما أعلنت حملة "تمرد" من المنصة الرئيسية لميدان التحرير رفضها التام للخروج الآمن لرموز النظام الحالي وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي، وطالبت بمحاكمتهم بميدان التحرير في محكمة ثورية، كما أعلنت تأييدها للجيش المصري والتحالف معه ضد حكم الإخوان المسلمين.