الأحداث الأخيرة التي تمر بها البلاد، وطريقة الرئيس مرسي في إدارة البلاد، اختلف حولها الشعب ما بين مؤيد، ومعارض، فانقسمت البلاد بين من معه، ومن ضده، وأصبحنا نعيش معارك يومية حول الرئيس، في الشوارع والمواصلات العامة، من يراه مذنبا، ومن يراه محقا، ومن يراه مغلوبا على أمره والمشاكل التي يواجهها فوق احتمال البشر، وغيرها من الرؤى. لكن أن تمتد هذه الشجارات إلى الأزواج فيما بينهم، فبدلا من أن يتشاجر الزوجان على مصروف البيت، أو على الرياضة التي سيمارسها أطفالهم، أو حتى عن عدم اهتمام أحدهما بالآخر، هذا بالفعل أصبح حال الأسر المصرية، حيث أصبح الأزواج يتشاجرون الفترة الأخيرة حول الرئيس مرسي، من معه ومن ضده، رصدنا الظاهرة في السطور التالية. تقول نشوى محمود – متزوجة من ثلاث سنوات- زوجي من أنصار الرئيس مرسي، ولا يسمح لي بانتقاده في أي شيء، حتى أنه في إحدى المرات انتقدت جزءا من خطابه، فثار على وظل يتشاجر معي أكثر من ثلاث ساعات، حتى اضطررت أخيرًا أن اعتذر له، ولم أكررها ثانية منعا للمشاكل. أما هيام سيد – متزوجة من عامين – تقول: منذ أن تولى الرئيس مرسي الحكم، والشجارات بيني وبين زوجي لم تنته، فهو دائما يستهزأ به، ويرفض طريقته في إدارة البلاد، وأنا أجده الرجل المناسب في المكان المناسب، ولا أقبل أي إهانة له، مما يجعلنا على خلاف دائم، ولا يستطيع أحدنا أن يفوت للآخر كلمة. وتؤكد مروة حمدي – متزوجة من سبع سنوات – أن الرئيس مرسي كان سيتسبب في طلاقها، فهي متمردة متعصبة، وزوجها مع الرئيس مرسي حتى النخاع، وتقول: منذ الإعلان عن تجميع توقيعات حملة تمرد، وقد شرفت بتوقيعي على إحدى استماراتها، وما أن علم زوجي هذا الأمر، إلا ودارت بيننا معركة حامية، كادت أن تنهي زواجنا، فأنا صممت على رأيي وموقفي ورفضي للرئيس، وهو ظل يهاجمني، ووصل الأمر لحد الإهانة، الأمر الذي لم أقبله، فتركت له المنزل وذهبت لأهلي الذين استطاعوا الإصلاح بيننا، لكن حتى هذه اللحظة الشجارات لا تنتهي. وتعلق الدكتورة عبلة إبراهيم خبيرة العلاقات الزوجية عن هذه الظاهرة قائلة: الأسرة المصرية هي جزء من المجتمع ككل، وللأسف هذا أصبح حال المجتمع كله، فلقد انقسمنا كمصريين، بين مؤيد ومعارض للرئيس، والكل، حتى الصفوة، يفكرون بطريقة من ليس معي فهو ضدي، وهذا يعكس عدم استيعابنا كشعب وكسياسيين أيضا للمعنى الحقيقي للحرية والديمقراطية، التي من أبسط قواعدها احترام رأي الآخر، وإن اختلف معي. وتضيف دكتورة عبلة أنه بالنسبة للشجارات الزوجية حول الرئيس مرسي، فتعكس عدة أمور، أولها النظرة الذكورية المتمثلة في عدم تقبل الزوج لخلاف زوجته معه في الرأي، كما أن الرجل الشرقي مازال ينظر للمرأة على أنها غير مؤهلة للحديث في السياسة، فيكفيها الحديث عن الطبخ والموضة والأطفال، أما السياسة فلعبة الرجال. وتوضح دكتورة عبلة أنه إلى جانب ما سبق فالتفكك المجتمعي الذي أصبنا به بعد الثورة امتد للأسرة المصرية، وتصدعت العلاقات الزوجية، نتيجة الصراعات وعدم الأمان الذي نعيش فيه الفترة الأخيرة.