فى ظل الأحداث السياسية المتسارعة وانشغال الجميع بحالة الفوران الثورى التى تعيشها البلاد حاليا، وجدت محقق "فيتو" أنه من الأنسب فتح ملف الأمن وأجهزة الشرطة المختلفة، فى حالة سقوط الرئيس مرسى وزوال حكم جماعة الإخوان المسلمين، ووضع المؤسسة الأمنية ممثلة فى وزارة الداخلية ومنشآتها المختلفة، وموقفها من الثوار وكيفية تعاملها مع سيناريو الفوضى والعنف المتوقع.. وللحصول على كافة المعلومات الوافية عن هذا الملف الضخم، كان من الضرورى أن يلتقى عدد من خبراء الأمن السابقين والحاليين، ليرسموا السيناريوهات المتوقعة لوضع مصر الأمنى فى الفترة المقبلة. فى البداية التقى المحقق مع مصدر أمنى فضل عدم الكشف عن اسمه، وسأله عما تحقق من إنجازات فى المجال الأمنى خلال عام مضى هو فترة حكم الرئيس مرسى، خاصة وأن الأخير أكد فى غير موضع أن الأمن استعاد قوته بنسبة 70%.. ومستقبل الأمن فى حالة نجاح ثورة 30 يونيو والإطاحة بنظام الإخوان فأجاب بحسم: " لم يحدث أى تقدم فى مجال الأمن نهائيا خلال العام الماضى، بل على العكس ارتفعت معدلات الجريمة بكافة أنواعها، وعلى سبيل المثال تضاعفت جرائم الخطف ثلاثة أضعاف، وزادت جرائم القتل بنسبة لا تقل عن 30%.. أما جرائم البلطجة فحدث ولا حرج.. حيث تضاعفت أعداد البلطجية ثلاثة مرات على الأقل، فضلا عن انتشار الأسلحة بكافة أنواعها فى أيدى الجميع.. الأخطر من ذلك هو ظهور أنواع جديدة من الجرائم فى المجتمع المصرى، مثل سحل البلطجية فى الشوارع والتمثيل بجثثهم، وهذه الجريمة تكررت 25 مرة فى عام واحد. أيضا تجرأ المسجلون خطر على قيادات فى الشرطة، وسرقوا سيارة مساعد وزير الداخلية تحت تهديد السلاح، وتعرض رئيس الوزراء نفسه لإطلاق النار.. وسرقت سيارة رئيس البنك المركزى تحت التهديد.. إذن من غير المعقول أن يتحدث أى شخص عن تحسن الأداء الأمنى بنسبة 70 %.. جهاز الشرطة مازال مكسورا، ولن يسترد عافيته بسهولة.. والسبب الأساسى هو وجود رغبة قوية لدى السلطة الحاكمة فى بقاء الوضع على ما هو عليه".. المصدر أضاف: " الشرطة فى الوقت الراهن لن تنحاز إلا للشعب، وستعمل على حمايته وتأمين منشآتها، وقد تعلمت من درس 25 يناير ولن يتكرر ما حدث ثانية، وإذا سقط نظام الحكم، فمن المتوقع أن تحدث حالة من الفوضى لفترة من الزمن ولكنها لن تطول، وستتم إعادة بناء وتطوير المؤسسات الشرطية، وإعادة صياغة المنظومة الأمنية كاملة بما يتوافق مع إرادة الشعب". أما الخبير الأمنى اللواء فؤاد علام وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقا، فقد أكد لمحقق "فيتو"، وجود مخطط أعدته جماعة الإخوان المسلمين مسبقا، هدفه إسقاط وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها، وإفساد العلاقة بين رجل الشرطة والمواطنين، ثم تحويل هذه العلاقة إلى عداء شديد.. غير أنه عندما شرعت فى تنفيذ ذلك المخطط انهار الأمن بشكل شبه تام، وكادت الأمور تخرج عن السيطرة، فبدأ الرئيس مرسى وقيادات جماعته، يتحدثون عن رجال الشرطة بشكل إيجابى ويشيدون بها بمناسبة وبغير مناسبة.. وللعلم فإن جهاز الشرطة بدأ بالفعل يتعافى من كبوته، ولكنه تعاف بطيء، وسبب هذا البطء هو انهيار قطاعات الدولة الأخرى، خصوصا القطاع الاقتصادى، وارتفاع معدلات البطالة والفقر".. علام أضاف: "فى حالة سقوط النظام ورحيل مرسى وجماعته، ستحدث فوضى فى الشارع المصرى ولكن لوقت قليل جدا، ومن المتوقع أن يحكم الجيش قبضته على كافة الأمور بسرعة، وسيقوم بالاشتراك مع الشرطة بفرض الأمن فى ربوع البلاد، ومع الوقت ستتعافى الداخلية وتعود لممارسة عملها فى خدمة الشعب".