فيما يخص نظام الحكم الحالي فى مصر والمشروع الإخواني الذي تسعى المجموعة الحاكمة لتطبيقه ولا أقول المشروع الإسلامي لأن هناك فرقا كبيرا جدا بين كلا المشروعين الإخواني والإسلامي وإن كان هذا لا يعتبر دليلا على خروج الإخوان من ملة الإسلام ولا حتى أي فريق آخر من جماعات المعارضة المصرية للإخوان. أما نصف الكوب الفارغ فهذا أمر جلي واضح في وعود الدكتور محمد مرسي الكاذبة ومشروع النهضة الفاشل والديون التي يكبل بها النظام الحالي الدولة المصرية من قبل جميع الجهات العربية والدولية ومسلسل الإنجازات الوهمية التي أوجع الإخوان بها رءوسنا فى حلقات طويلة من الأكاذيب الفجة التي لا يصدقها أيضا القائلون بها ومخطط الأخونة الدائر على قدم وساق حيث يتم الاستدعاء حتى لأولئك الذين سبق وانفصلوا عن الإخوان في ظل التضييق السياسي عليهم من قبل النظام السابق ومن ثم يتم زرعهم في دواوين الحكومة المختلفة والتلويح للبسطاء من الناس بكارنيه حزب الحرية والعدالة تذكرة الدخول إلى الجنة الإخوانية لاستقطاب أكبر عدد منهم وهو الأمر الذي يجري بصفة منتظمة في سوهاج المحافظة التي هي محل إقامتي وفي كل مكان منها مع العلم أن أغلبية هؤلاء من أعضاء الحزب الوطني السابق. كذلك فإنه لا يمكنني نسيان مشروعات الضرائب المتعددة تحت عناوين ومسميات مختلفة وموجات ارتفاع الأسعار المتتالية والأزمات التموينية المتكررة والأمن المفقود والاقتصاد المهتز وجولات الرئيس للتسول من جميع دول العالم العربية والإسلامية والأجنبية وتصريحات قيادات الإخوان الذين ليس لديهم أي صفة وظيفية في الدولة أو داخل نظام الحكم الحالي بأحاديث لا معنى لها. وأما نصف الكوب الممتلئ والذي قد لا يلاحظه أحد فهو الاستهلاك المتتالي والتآكل التدريجي والتصدع الكبير فى مصداقية جماعة الإخوان التي خدعت الشعب المصري كله بالإضافة إلى ما يقابل ذلك أيضا وبنفس التعبيرات الاستهلاك والتآكل والتصدع في بعض من بقي صامدا من أركان النظام السابق والذين كانوا يوالونه ويرتدون الآن ثياب الثورة مع أن كلا الطرفين أولئك والإخوان يمثلان الثورة المضادة بالفعل. وهذا ما يبدو لي من حكمة إلهية لتوفيق السيد محمد مرسي لاعتلاء كرسي الرئاسة في مصر ولله في خلقة شئون وشجون.