سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بعد آخر تراجع بمستهل تعاملات السبت 10 مايو 2025    الشقة ب5 جنيهات في الشهر| جراحة دقيقة بالبرلمان لتعديل قانون الإيجار القديم    الهند توقف العمل في 32 مطارا مدنيا بسبب القصف الباكستاني    غزة وسوريا وإيران.. رهان إسرائيل لإعادة تشكيل المنطقة    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال نور البيتاوي في الضفة الغربية    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    كواليس استعدادات منتخب الشباب لمباراة تنزانيا    عمرو أديب: "الأهلي مبيقعش وكله بيقع والأهلي واقف"    الترسانة يواجه «وي» في افتتاح مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    عقب الفوز على بيراميدز.. رئيس البنك الأهلي: نريد تأمين المركز الرابع    مصاب في واقعة مدرسة السلام: «لقيت ناس جايين من بره ومعاهم شوم وضربونا»    السيطرة على حريق داخل عصارة عسل أسود بقنا    عمرو أديب يكشف تفاصيل أزمة أسرة محمود عبدالعزيز وبوسي شلبي    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    غدا انطلاق هاكاثون 17.. وحلول تكنولوجية لأهداف التنمية الاكثر الحاحا التعليم والصحة والطاقة والتنمية والمناخ    «غرفة السياحة» تجمع بيانات المعتمرين المتخلفين عن العودة    النائبة سميرة الجزار: أحذر من سماسرة يستغلون البسطاء باسم الحج    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    تكريم منى زكي كأفضل ممثلة بمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما    من هو السعودي حميدان التركي الذي أفرجت عنه أمريكا بعد 20 عاما في السجن؟    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    حدث في منتصف الليل| ننشر تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي.. والعمل تعلن عن وظائف جديدة    «بنسبة 90%».. إبراهيم فايق يكشف مدرب الأهلي الجديد    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    الكرملين: الجيش الروسي يحلل الهجمات الأوكرانية في ظل وقف إطلاق النار    وزير سعودي يزور باكستان والهند لوقف التصعيد بينهما    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    حبس المتهم بإلقاء زوجته من بلكونة منزلهما بالعبور.. والتحريات: خلافات زوجية السبب    حريق ضخم يلتهم مخزن عبوات بلاستيكية بالمنوفية    الأعراض المبكرة للاكتئاب وكيف يمكن أن يتطور إلى حاد؟    محاكمة 9 متهمين في قضية «ولاية داعش الدلتا»| اليوم    «بُص في ورقتك».. سيد عبدالحفيظ يعلق على هزيمة بيراميدز بالدوري    مصر في المجموعة الرابعة بكأس أمم إفريقيا لكرة السلة 2025    البترول: تلقينا 681 شكوى ليست جميعها مرتبطة بالبنزين.. وسنعلن النتائج بشفافية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية بالبنك المركزي المصري    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    يسرا عن أزمة بوسي شلبي: «لحد آخر يوم في عمره كانت زوجته على سُنة الله ورسوله»    انطلاق مهرجان المسرح العالمي «دورة الأساتذة» بمعهد الفنون المسرحية| فيديو    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    النائب العام يلتقي أعضاء النيابة العامة وموظفيها بدائرة نيابة استئناف المنصورة    اليوم.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    إنقاذ حالة ولادة نادرة بمستشفى أشمون العام    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    تكريم رئيس هيئة قضايا الدولة في احتفالية كبرى ب جامعة القاهرة    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤسس «سلفيو كوستا»: خروج مرسى من الرئاسة يؤدى لانتهاء تنظيم الإخوان «إلى الأبد»
نشر في الصباح يوم 07 - 03 - 2013

أطالب بجلد «أم أيمن» لتصريحاتها حول «زنا معتصمى الاتحادية»
ثورة الجياع تقترب.. وحكومة قنديل تعالج مشكلات استثنائية بحلول جامدة
الجماعة لا تتقن فن الحكم ولا تعرف إلا تأدية دور الضحية
الإسلاميون يخشون من أن يمنع الليبراليون ارتداء النقاب ويحرمون «إطلاق اللحى»

حذر محمد طلبة مؤسسة مجموعة «سلفيو كوستا» من أن ثورة الجياع أصبحت أقرب من أى وقت مضى، بسبب سياسات «الإخوان المسلمون» التى لا تراعى مبادئ العدالة الاجتماعية وتتأسس على مبادئ الرأسمالية المتوحشة.
وقال فى حوار ل «الصباح»: إن المخاوف من أخونة الدولة فيها قدر كبير من المبالغة، فالإخوان جماعة غير مبدعة بحكم تركيبها البنيوى وليس فى وسعها إدارة دولة ولا حتى بقالة، متهمًا الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بأنه ليس الرجل المناسب لأنه يلجأ إلى حل مشكلات استثنائية بحلول جامدة، ما يؤكد أن «الجلابية واسعة عليه».
ورأى أن جماعة الإخوان لم تتاجر بالدين حتى تصل إلى الحكم، بقدر ما لعبت على نغمة الاستقرار، لكن ما إن وصلت إلى الحكم حتى اكتشف الشعب أن وجودهم سيعزز الفوضى، معتبرًا أن الجماعة تنزف شعبيتها بغزارة، وخروج الرئيس محمد مرسى من قصر الرئاسة سيكون خروجًا للإخوان من التاريخ.
وطالب بجلد النائبة السابقة الدكتورة عزة الجرف الشهيرة باسم أم أيمن، لأنها قالت إنها رأت «علاقة جنسية كاملة» بين شاب وفتاة من المعتصمين بجوار أسوار قصر الاتحادية، من دون أن تستدعى شهودًا ليشهدوا الواقعة، قائلًا: «هذا حكم الشرع، وعلينا أن نطبقه على أنفسنا، وليس على رأس أم أيمن ريشة».
*هاجم «سلفيو كوستا» الدعوة إلى الحوار الوطنى قبل أن تبدأ.. فلماذا؟
- لأننا لم نرَ حوارًا من الأساس، ونشعر بأن الوطن قد غدا مفهومًا مضطربا، فالشعب يتناقص ويموت ويغتال ويصنف ويوجَّه، وبعدما كان يفتقد إلى وجود رئيس أو حكومة أو معارضة أصبح يفتقد إلى وجود مؤسسات.
عارضنا الحوار، لأننا رأينا المعارضة لا تتبع الأسلوب الصحيح للحوار.. هناك عبارة موحية وعميقة لتشرشل، مفادها: حينما تتفاوض يجب أن تتحدث بلطف وتحمل عصا غليظة، لكن قوى المعارضة، تحدثت بلطف لكنها لم تحمل العصا الغليظة.
جبهة الإنقاذ، رغم أنها تضم أهم رموز المعارضة فى مصر، لا تملك قوة تأثير فى الشارع، إذن.. ففيم الحوار؟
*وبناءً عليه.. ماذا تفعل المعارضة؟
- توّحد صفها أولًا، ثم تخوض حوارًا، وتجعل من قوتها فى الشارع، عصا بين يديها، لا أن ترتضى أن تكون مستضعفة.
هذا يتضح للغاية، حين تزدحم الميادين بالمتظاهرين، حيث تسارع جماعة الإخوان، إلى إطلاق الدعوات للحوار، فما إن تهدأ الأمور، حتى تتنكر لدعوتها، وتفرض شروطًا تعجيزية.
المشكلة أن الجماعة غائبة عن الوعى، ولا ترى أن مصر بصدد ثورة جياع عارمة، كما أن المعارضة لا تريد أن تعترف بهذه الحقيقة، وهذا كارثى وخطير.
*ولماذا لا يراد الاعتراف بهذه الحقيقة «إن كانت حقيقة»؟
- لأن مصطلح ثورة الجياع، مصطلح مخيف، وربما لأن «اسمه مش حلو».
هناك دلائل على أن الميادين أصبحت تزدحم بالجوعى، فما إن تنتهى الاشتباكات، حتى نكتشف أن الذين يقتلون أو يقبض عليهم، من أفقر فقراء مصر، مثل بائع البطاطا، لكن المؤسف حقًا أن أحدًا لا يعرهم انتباها، فهم ليسوا نجوم توك شو ولا معروفين إعلاميا.
بعد اقتحام فندق سميراميس ما كان من الذين يقال عنهم «بلطجية وحرامية» إلا أن كسروا «ثلاجة الجاتوه» وأكلوا ما فيها، فكيف بعد أن اقتحم فندقا كبيرا بالسلاح والمولوتوف وقاوم الشرطة وينتظره المتظاهرون من أجل القبض عليه يكون جل همه فقط والمكسب له هو «ثلاجة الجاتوه».
أحد الشباب قال لى: أنا حينما أنزل للمظاهرات أرتدى أرقى الملابس وأفخمها فحينما أموت لا يقال عنى بلطجى أو «من الشارع».
*هل تعتقد بأن بعض رموز المعارضة تعزز العنف ضمنيًا؟
- هذا سؤال معقد، فحمدين صباحى قال تعليقًا على أحداث الاتحادية: «العنف شىء وحش».. وهذه مقولة تذكرنى بأغنية حمادة هلال «شهداء 25 يناير ماتوا فى أحداث يناير».
والغريب أن حمدين نفسه رفض مؤخرًا فى برنامج تلفزيونى استخدام العنف فى المظاهرات، وشدد على ضرورة سلمية الثورة، وهنا تبدو المواقف متناقضة، أو هكذا تبدو لى.
*المشهد العام يوحى بأن الدولة على طريق الأخونة.. أليس كذلك؟
- هذا أمر لا يزعجنى، فليتمموا مخطط الأخونة، لكن عليهم ألا يتناسوا أنهم سيحاسبون على «المشاريب».
إن جماعة الإخوان تشعر بأنها حوصرت بعد أن أصبحت تحكم، وأخونة الدولة أصبحت بالنسبة للجماعة معركة حياة أو موت، فسقوطها يعنى بالنسبة لقيادييها العودة مرة ثانية إلى السجون، وأنا شخصيًا سأكون أول من يقاضى مرسى بعد خلعه.
*وهل ترى أن خلع مرسى ممكن؟
- أعتقد أن الجماعة بأسرها على وشك السقوط، لأنهم وإن تمكنوا من خداع بعض الناس بعض الوقت، لن يستطيعوا خداع الكل كل الوقت.
الإخوان يروجون لمرسى باعتباره الرئيس المؤمن، فينشرون صوره فيما يصلى، ويركزون العدسات على عينيه إذ تدمعان، أو ينقلون أخبار أدائه فريضة الحج أو العمرة.
لكن على أرض الواقع، لا توجد إجراءات فعلية لبناء الدولة الإسلامية التى وعدوا بها.
قالوا: إن الرئيس المؤمن سيمنع الخمور، ولعب القمار، ولم يحققوا شيئًا.. زعموا أن الرئيس المؤمن، لن يلجأ إلى القروض الربوية، ثم هرع الرئيس إلى البنك الدولى.
الأمر من أوله لآخره متاجرة باسم الدين، والهدف ليس شريعة الله، وإنما الكراسى والسلطة.
خدعوك فقالوا نحن دولة متدينة.. فماذا عن وجود الخمور والبارات وحفلة دوللى شاهين الأخيرة؟
التدين ليس فى المظاهر وليس فى لبس الجلباب أو اللحية.. هذا الأمر يربط عند الناس صورة المتدين بالمظاهر، كما أن المتطرفين والإرهابيين ليس بالضرورة أن يكونوا بلحية وجلباب قصير.
الإخوان يمارسون سياسة نزع التعاطف الشعبى مع القضايا ويتحججون دوما بعبارات بلهاء على شاكلة: «إيه اللى وداها هناك، وعباية بكباسين، وماشية بمخدرات، وعلاقات داخل الخيام».
فى حكم الشريعة أم أيمن لابد أن تجلد 80 جلدة لأنها قالت أنا رأيت علاقات جنسية كاملة، تتم أمام قصر الاتحادية دون أن تجلب أربعة شهود كما هو معروف فى الشريعة لكنها كانت تؤدى دورها فى نزع التعاطف الشعبى.
أنا أطالب بجلد كل من يتهم أحدًا بلا بينة من الدين والشرع، وهذا أمر شرعى، وحد أقره الإسلام، وليس على رأس أم أيمن ريشة.
*لكن.. بعيدًا عن الدين يظل الإخوان الفصيل الأكثر تنظيمًا وتأهيلًا لحكم البلاد.. على الأقل لأنه تنظيم قديم؟
- إذا كان عمر جماعة الإخوان ثمانين عامًا، فإن حكم النادى الأهلى يبلغ أكثر من مائة عام، وهذا لا يعنى أنه مؤهل لحكم مصر.
إن جماعة الإخوان لا تملك مؤهلات تمكنها من حكم مصر، ولا تتقن عملًا إلا ادعاء أنها كانت ضحية للنظام السابق، وهذه كذبة كبرى، فكل المعارضة تعرضت للقهر والعنف فى عهد مبارك، أما فى حال أصر قياديو الإخوان على أنهم سددوا الفاتورة وحدهم، فهذه «غشومية» وخيبة كبرى.
*أليس غريبًا هجومك الدائم على الإخوان رغم انتمائك للتيار الإسلامى؟
- من الخطأ أن تدافع عنهم التيارات الإسلامية، عن الإخوان، فقد تربينا كسلفيين على أننا مختلفون عنهم، فهم مميعون فى الدين ومفرطون فى العقيدة.
*ولماذا تتحالف التيارات الدينية «معظم الأوقات» معهم؟
-لا أملك رأيًا حاسمًا، يفسر هذا الأمر.. هناك رأيان، الأول يتمثل فى أن التحالف تحالف مصالح، فيما يذهب البعض إلى أن الإخوان خدعوا الجميع، بمن فيهم السلفيون.. تقديرى أن الحقيقة فى المنتصف بين الرأيين.
إن ميل الإسلاميين وجدانيًا وعاطفيًا إلى جماعة الإخوان، يرجع بالدرجة الأولى، إلى أن هناك تخوفًا لدى قطاع كبير منهم، من أن الليبراليين حال وصولهم إلى الحكم، سيجبرون نساءهم على خلع النقاب، وسيمنعونهم من إطلاق لحاهم.
هذه كذبة يروج لها الإخوان، وهم يستغلون ما تعرض له التيار الإسلامى من قمع خلال العقود الستة الماضية، حيث تعرضوا لاضطهاد، وعاشوا فى مجموعات منعزلة أصبحت تجد لنفسها بديلا عن كل شىء فى المجتمع.
إن فكرة ربط الإخوان بالتيار الدينى شائعة مكذوبة ذات أغراض سياسية، فالإخوان ليسوا تيارًا دينيا ولا محافظا والدليل حفلة دوللى شاهين.
*مجددًا.. كلامك عن القمع فى العهد السابق يبدو عزفًا على أوتار «ربابة الإخوان»، فهل كان القمع حكرًا على الإسلاميين فقط؟
-كل التيارات المعارضة تعرضت للقمع، لكن ليس كالإسلاميين، فالليبراليون لم يجربوا منعهم من دخول ناد أو قرية تابعة للقوات المسلحة بسبب أن زوجاتهم منتقبات، ولم يفاجأوا بلافتة مكتوب عليها «ممنوع دخول الملتحين والمنتقبات والكلاب».. لم يجربوا أن يستوقفهم كمين شرطة، بينما هم فى طريقهم إلى الغردقة، فيجبرهم إلى العودة بعد قطع نصف الطريق، لمجرد أنهم ملتحون.
*وهل ترى أن جماعة الإخوان ستحقق العدالة للجميع؟
-جماعة الإخوان نشأت على مبدأ إقصاء الآخر، كل الآخر طالما أنه ليس إخوانيًا.
هناك ما يمكن أن نسميه بالدولة البديلة، التى عاش الإخوان خلف أسوارها منذ تأسست الجماعة، حيث قاطعوا الشعب مقاطعة تعاونية، وليست مقاطعة عقابية، وقصروا تعاملاتهم على محلاتهم وشركاتهم الخاصة.
الاخوانى لم يترب على التعامل والتواصل مع الآخر، وهم مؤمنون بأن عليهم أن يسمعوا ويطيعوا فقط.
صبحى صالح حينما قال إن الإخوانى لا يتزوج إلا إخوانية كان يقصد الحفاظ على السلالة من «الانقراض» وهذا متعارف عليه فى الجماعات السرية فليس من المنطقى أن يتزوج من ستبلغ عنه الشرطة فى يوم من الأيام.
*هذا دليل على قوة التنظيم؟
-ودليل على انعدام القدرة على الإبداع أيضًا، وهذا أمر نلمسه جميعًا، منذ وصلوا إلى الحكم، فقد رأينا حكومة جامدة غير قادرة على التفكير، تدهشنا بحلول حمقاء لمعضلات تحتاج حلولاً ابتكارية.
*إذن.. كيف تنظر إلى أداء حكومة الدكتور هشام قنديل؟
-إنه رجل محدود القدرات، ولا يوجد خلاف على أن اختياره دليل على التخبط الذى يعترى مؤسسة الرئاسة.. لا مؤهلات له إلا أنه سامع مطيع، ولا يمكنه بحال من الأحوال أن يدير بقالة. له الاحترام الشخصى والتقدير، لكن «الجلابية كبيرة عليه».
*كلامك سيعزز رأى معارضيك باتهامك بالإساءة إلى التيار الإسلامى؟
-هذه الاتهامات مبنية على جهل وعصبية، لأننا مقبولون فى الشارع، وليس لنا رأى سياسى، حيث لم نعلن تأييدا لمرشح رئاسى أو برلمانى سابق.
حين كنا نهاجم الإخوان سابقًا، كان السلفيون يقولون إننا كفار وعصاة ونحارب الشريعة، ونقف ضد الإسلام، أما الآن وبعد خلافهم مع الإخوان، أصبحوا يمتدحوننا.
*كيف ترى الانقسام بين التيار السلفى حاليًا؟
-حين أعلن «سلفيو كوستا»، معارضتهم لسياسة الإخوان، اتهمنا السلفيون بأننا نسعى إلى شق الصف السلفى، والآن وبعد أن تفتت حزب النور إلى ثمانية أحزاب، الأمر الذى يدفعنى إلى التساؤل: هل سلفيو كوستا مسئولون الآن عن هذا التفتت؟
تقديرى أن التحالف مع الإخوان كان من أكبر خطايا السلفيين، لأننا مختلفون معهم فى الكثير من الأمور، وعلى رأس خلافاتنا مع الإخوان، أننا نرى أنهم «مميعون» فى الدين.
*هل تحسبون أنفسكم على تيار الإسلام الوسطى أو الأحزاب الوسطية؟
-كلا على الإطلاق، فنحن متشددون جدًا، ولا نؤمن بالوسطية، كونها تعريفًا مطاطيًا، وبإمكان كل شخص أن يدعى أنه وسطى.
-الدكتور عصام سلطان مثلًا، يدعى أنه وسطى، وهو ليس كذلك، فهو شخص طائفى جدا وتصريحاته تؤدى إلى الفتن الطائفية وهو أبعد ما يكون عن الوسطية وإسم حزبه «الوسط» لا يعطيه أى حصانة.
*على ذكر الطائفية، كيف تنظر إلى وضع الأقباط بعد الثورة؟
-هناك تمييز وعنصرية ضد الأقليات قبل وبعد الثورة، وهذا كلام أعلنته صريحًا قبل الثورة، ومازلت مؤمنًا به.
يحق للأقباط أن يشعروا بالخوف من الفتاوى الحماقة التى تنطلق من هنا ومن هناك، وطبيعى أن نتفهم حقيقة مخاوفهم، وفى تقديرى للموقف أن الإخوان سعداء بمثل هذه الفتاوى، ويشعرون بالرضا تجاهها.
*ولما يرحب بها الإخوان؟
-لأنها تحمل رسالة مبطنة إلى التيار الليبرالى، وإلى الأقباط أيضا.. رسالة مفادها: إن سقطنا فهؤلاء سيحكمون، وعندئذ سيحكمون هكذا.
*باعتباركم مجموعة من الشباب المقبولين على نطاق واسع.. ماذا فعلتم لمحاربة التمييز ضد الأقباط؟
-المعروف أن عدد الأعضاء فى «سلفيو كوستا» يبلغ 150 عضوًا، ثلثهم من الأقباط، ونحن نريد أن نقدم عمليًا للناس نموذجًا على أننا منفتحون ومتقبلون للآخر.
على سبيل المثال، نحن نمنع التهانى بالأعياد القبطية على صفحتنا، لأن لنا موقفا ما منها، لكن هذا لا يعنى إقصاء الأقباط.. وقد تم تدشين «سلفيو كوستا»، بمباراة كرة قدم بين السلفيين والأقباط، انتهت بالتعادل.
*هل ترى أن جماعة الإخوان أصبحت «تنزف شعبيتها» فى الشارع المصرى؟
-الإخوان يروجون أنهم وصلوا للحكم لأن الشعب متدين بطبعه، وهذه كذبة فنحن لسنا متدينين كما ينبغى، ويكفى أن أعيادنا الدينية أصبحت أعيادًا للتحرش الجنسى.
الإخوان وصلوا إلى الحكم لأنهم أصحاب الخطاب الأكثر ميلًا إلى الاستقرار، واستغلوا أن الشعب كان مستهلكًا من أحداث الثورة والفترة الانتقالية، أما الآن وبعد وصولهم إلى الحكم، اكتشف الناس أن عهدهم عهد توتر وتناحرات وصراع، وبالتالى أصيبت شعبيتهم بالتآكل وستستمر فى التآكل حتى يسقطوا.
إن نهاية عهد محمد مرسى، سواء بثورة أو بنهاية مدته، ستكون السقطة الأخيرة لجماعة الإخوان، وهم يعلمون ذلك جيدًا، لذلك يبذلون كل ما فى وسعهم للحفاظ على ما يعتبرونه فرصتهم الأولى والأخيرة لتنفيذ مشروعهم، هذا المشروع الطامع إلى الحكم، الذى يلبسونه عباءة الإسلام لستر عوراته، وهو أبعد ما يكون عن الإسلام.
*وهل تعتقد أن القطاع الأكبر من الشعب يشعر بذلك؟
-الشعب أصبح لا يؤمن بما يقوله الإخوان، ولم يعد مستعدًا لأن يسمع فيطيع، وهذا تجلى بوضوح مع إعلان حظر التجوال فى بورسعيد، حيث تحدى القرار، وأصبح يلعب كرة القدم مع قوات الجيش.
والغريب أن بعض نشطاء اللجان الإلكترونية، أخذوا يهللون للقرار ويزعمون بأن الرئيس تعمد إصدار القرار، حتى يمنع نزول البلطجية إلى شوارع بورسعيد.
*هناك اتهامات ل «سلفيو كوستا»، بأنهم يتلقون تمويلًا من جهات ما، فما ردك؟
-هذا كذب إخوانى فطرى، فكل المعارضين ممولون فى شرع الإخوان.. وهذه اتهامات لا تعنينا من قريب أو بعيد.
المعروف أننا نعلن على صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعى، عن عزمنا التوجه بقافلة لمكان ما، فنجد المتبرعين يهرعون إلى دعمنا.. هذا مع العلم بأن عدد المشتركين بصفحتنا على «فيسبوك» يزيد على 200 ألف.
أحد شيوخ السلفية بالسعودية عرض على تمويلا، رفضت وقلت له إننى أحتاج لقوة بشرية من الناس وليس للأموال، فأجابنى «محتاج كام واحد يعنى 60 ألف بسيطة نعمل درس للشيخ أبو إسحق الحوينى فى أحد المساجد بالقاهرة وندعو كل الناس ليه لكن لو زعلتهم ياويلك»، فرفضت الأمر.
*هل تسعى الحركة لتدشين حزب؟
فى غضون سنوات قليلة سنصبح حزبا ليكون لنا غطاء قانونى نتحرك من خلاله وللتمكين من المشاركة الفعالة وتحقيق أهدافنا المجتمعية وسيكون أول حزب أخضر ينشأ فى مصر .
*باعتباركم على مسافة واحدة من كل الأطراف.. لماذا لا تستخدمون هذه الميزة لتقريب وجهات النظر بين الليبراليين والإسلاميين؟
-الإخوان لا تحب أن تدعى لمبادرة وتريد أن تكون هى صاحبة المبادرة فهى تستعلى على ذلك.
قياديو الجماعة، يشعرون أنهم دولة أخرى وحاولنا سابقا وعرض على مسئول بحزب النور منصب متحدث رسمى باسم الحزب فرفضت المنصب وأخبرته أننى سأسعى لهذا الدور من خلال منظورى المجتمعى لخدمة الناس وبعيدا عن السياسة برمتها وحينما رفضت عرضوا على مناصب أخرى.
بعدها اتهمونى بأنى مبتدع ولا يوجد منى أمل وهاجمنى الشيخ خالد عبد الله وقتها كثيرا وقاطعونى؛ لكنهم بعد انتخابات مجلس الشعب حاولوا إعادة الأمور إلى نصابها بيننا من جديد وقالوا لى إننى كنت على صواب وهم المخطئون فى فهم الأمور وقتها وإنهم فوجئوا حينما كانوا نوابا فى مجلس الشعب أنهم لايعرفون الشعب.
*كيف ترى الدستور المصرى؟
-ليس بدستور إسلامى ولا يطبق الشريعة الإسلامية كما يدعون فبمقارنة بسيطة مع دستور دولة السودان وهو دستور إسلامى لا نجد أى وجه تشابه بينهما كما أن الدستور المصرى ليس بيسارى ولا ليبرالى لكن دستور «مكرونة» يعطى امتيازات للجيش ويؤمنه.
*وماذا عن الشرطة؟
الشرطة تعاقب الشعب حتى الآن.. إن شرطة 28 يناير مازالت تبحث عن نصر لها هى الأخرى.. ولكن الشعب يرفض ذلك فنحن لن نسكت على القمع والذل وقتل الأطفال والشباب والعجائز.
النصر الذى تتمناه الشرطة هو أن يركع لها الشعب مرة أخرى شاعرا بندمه وأسفه عما فعله فى أيام الثورة الأولى ضد الشرطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.