عندما تذكر اسم مسجد المحيبس فأنت تتحدث عن قصة تراث أثري إسلامي نادر من العصر الأيوبي انطلق منه الأذان منذ مئات السنين لأهل الواحات في الماضي وما زال أجزاء منه متبقية إلى وقتنا الحالي. يقع مسجد المحيبس بحي عين الدار بمدينة الخارجة وهو أحد الأحياء القديمة جدا؛ حيث تم تشييد المسجد في العصر الأيوبي ولم يتبق منه إلا مئذنته العريقة، والتي ما زالت متواجدة إلى عهدنا هذا وتعتبر أحد معالم مدينة الخارجة والبالغ طولها أكثر من 20 مترا سميت "محيبس" بهذا الاسم تصغيرا لكلمة محبس للمياه كان قد حفر قديما بتلك المنطقة. يقع المسجد بجانب حارة الأدارسة بمدينة الخارجة وهي إحدى الحارات المتفرعة من منطقة عين الدار القديمة وتربط بين مسجد المحيبس القبلي وبين عين الدار وتم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى عائلة الأدارسة التي استوطنت مدينة الخارجة سنة 300 هجرية من جهة زهون غربي تونس. وهناك عدة دروب وحارات أثرية أخرى بجانب المسجد كانت لأهل الواحات قديما في العصور الأيوبية. وعلى الرغم من عمليات الإحلال والتجديد التي تمت للمسجد في عام 2001 إلا أن مئذنته العريقة ما زالت كما هي بالرغم أنها لا تتبع وزارة الآثار إلى الآن إلا أن أهالي الحي حافظوا على قيمتها الدينية والتراثية والأثرية إلى الآن. بنيت مئذنة المسجد من الطوب اللبن على الطراز الأيوبي والمسجد التابعة له؛ حيث تتكون من عدة طوابق يتم صعودها عن طريق سلم دائري حلزوني من الخشب وتتكون في الأعلى من شرفة مصنعة من أخشاب الدوم وبعض أفلاق النخيل، والتي كان يتم بناء منازل الواحات بها قديما. وعلى الرغم من حفاظ الأهالي على تلك المئذنة التي ما زالت تؤدي دورها إلى الآن إلا أن خوفهم من سقوطها؛ بسبب عدم ترميهما وعدم تبعيتها لوزارة الآثار هو الشاغل الأكبر خصوصا أن المئذنة والمسجد ذو قيمة تاريخية بالمنطقة.