مئذنة من العصر الأيوبي ولا تتبع «الآثار»

مئذنة مسجد «المحيبس» فى الوادى الجديد حالها كالعديد من المناطق التاريخية المهملة فى الواحات، فرغم أنها أول مئذنة أطلق منها صوت الأذان فى منطقة الخارجة منذ مئات السنين، فإنها مهملة ووضعها الحالى يعد مثالاً لتدمير الموروثات التاريخية.
إبراهيم خليل، مدير مكتبة «مصر العامة» فى الوادى الجديد، قال إن المئذنة كانت تتبع مسجد بنى قديماً على الطراز الأيوبى، وأطلق عليه اسم «المحيبس» وهو تصغير كلمة «المحبس» نسبة إلى محبس بئر من المياه تم حفره بمواسير مصنوعة من خشب الدوم حينذاك؛ حيث كان المؤذن قديما يصعد تلك المئذنة من الداخل عن طريق سلم حلزونى من الطوب اللبن والأخشاب حتى يصل إلى القمة، وهناك يخرج من باب صغير إلى شرفة دائرية الشكل مصممة من الأخشاب ليؤذن داخلها وهو يتحرك فى تلك الشرفة بكل الاتجاهات، حتى يسمع الأهالى بمدينة الخارجة الأذان.
وأوضح «إبراهيم» أن المنطقة التى تضم المئذنة، من المناطق الغنية بالتراث الثقافى للواحات وتضم عدداً من الدروب القديمة شبه الأثرية، كدرب الكاشف والشعابنة والحباكوة وغيرها؛ مطالبا بضرورة ضم المنطقة إلى وزارة الآثار للحفاظ على محتوياتها الثقافية من الاندثار.
وأكد منصور عثمان، مدير الآثار الإسلامية بالوادى الجديد، أن مئذنة «المحيبس» لا تتبع قطاع الآثار لأنها غير مسجلة كآثار إسلامية وغير معلومة التاريخ وكان من الأجدى لوزارة الأوقاف الحفاظ على طابع المسجد الأصلى بترميمه بدلا من إحلاله وبناء مسجد جديد وترك المئذنة الأصلية.
وأضاف ناجى أحمد عوض، مدير أوقاف الوادى الجديد، أنه تم الإبقاء على هذه المئذنة كمعلم من معالم منطقة الخارجة القديمة وأن المسجد الذى تم بناؤه فى عام 2001 بدلاً من المسجد الأصلى خضعت رسوماته الهندسية لوزارة الأوقاف التى تتجه حالياً لبناء المساجد بدون مئذنة.