سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاحتفال بيوم مكافحة المخدرات.. تقرير: شباب الخليج أكثر استهلاكًا.. مصر في المرتبة ال12 في تصدير الحشيش و450 ألف امرأة مدمنة.. و800 مليار دولار سنويًا حجم التجارة العالمية
يحتفل العالم يوم 26 يونيو باليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها 2013 تحت شعار "إجعل صحتك الجديدة للحياة، وليس للمخدرات"، وهو يهدف للفت انتباه المجتمع، وتوعية أفراده من مخاطر السموم البيضاء. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قررت في عام 1987 الاحتفال بيوم 26 يونيو باعتباره يومًا عالميًا لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، وذلك تعبيرًا عن عزمها على تعزيز العمل والتعاون لبلوغ هدف إقامة مجتمع دولي خال من إساءة استعمال المخدرات. وأشار بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة إلى أنه في جميع أنحاء العالم تهدد المخدرات صحة ورفاة الشباب والأطفال والأسر والمجتمعات، وتعمل بملايين الدولارات التي تدرها تجارة المخدرات على تغذية الفساد وتعزز من قوة الشبكات الإجرامية وتوجد الخوف وعدم الاستقرار. وأشار "مون" إلى أنه زار هذا العام مركز سان باترينيانو لإعادة تأهيل مدمني المخدرات الواقع في شمال إيطاليا حيث يتعلم ما يربو على 1200 شاب وفتاة من 28 بلدًا كيف يعتقون أنفسهم من رقة الإدمان ويتمتعون بحياة كريمة منتجة، والطريق الذي اختاروه ليس سهلًا. فهو يتطلب تحليهم بالشجاعة والالتزام وتعاطف موجهيهم المتفانين. غير أن أفراد هذا المجتمع الملهم يعرفون أنهم محظوظون. وأضاف "مون" أن الاتجار غير المشروع بالمخدرات يمثل عقبة واضحة أمام التنمية، وتقتضي هذه المشكلة العابرة للحدود من الهيئات المعنية بإنفاذ القوانين تقديم استجابة قوية، ومنسقة داخل البلدان وفيما بينها، فالتصدي للجريمة المنظمة وتجارة المخدرات غير المشروعة مسئولية مشتركة، غير أن سيادة القانون ما هي إلا جزء من المعادلة. فعلى سبيل المثال، ينبغي توفير فرص كسب عيش بديلة للمزارعين الذين يعتمدون على زراعة المخدرات غير المشروعة مثل الكوكا والقنب والأفيون، في حين يحتاج مستعملو المخدرات ومدمنوها إلى المساعدة، وليس إلى وصمهم بالعار، ويعد اتباع نهج قائم على حقوق الإنسان والعلوم للرعاية الصحية الأساس السليم الوحيد للوقاية من الإدمان والآثار المرتبطة به وعلاجها، مثل انتقال فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق ممارسات الحقن غير المأمونة. وأكد مون أنه يجب علينا أيضا أن نتصدى لتهديدات من قبيل المشكلة الناشئة المتمثلة في المؤثرات العقلية الجديدة التي لا يخضع الكثير منها للمراقبة الدولية، ويجب توعية الشباب على وجه الخصوص بمخاطر هذه المخدرات، وبمناسبة هذا اليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها، أدعو الحكومات ووسائط الإعلام والمجتمع المدني إلى بذل قصارى جهدهم للتوعية بالأذى الذي تسببه المخدرات غير المشروعة وإلى المساعدة على منع الناس الذين يتربحون من تعاطيها وتعتبر مشكلة المخدرات أشبه بحرب ضروس تفتك في المجتمعات وظاهرة تشكل أكبر مخاطر ومشاكل العصر الحديث بعد أن تفشت بين الصغار والكبار، وتأتي المخدرات في المرتبة الثانية في ترتيب التجارات الأكثر ربحية في العالم بعد السلاح وقبل الاتجار بالبشر. أن خطر المخدرات يطوق العالم بقاراته الخمس، ويهدد مستقبل الشباب وصحة المجتمع واقتصاد العالم، وظلت دول العالم تعاني مشكلة انتشار المخدرات (تهريبًا وترويجًا وتعاطيًا) بين أفرادها ومجتمعاتها، وأدى تفاقم الظاهرة إلى ارتفاع معدلات الجريمة والإخلال بالأمن وتفكك الأسر وضياع أبنائها. وأشار تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات الصادر عام 2012 إلى زيادة الإنتاج العالمي للمخدرات واتساع مساحات الزراعات في كثير من الدول، منها أفغانستان وهي أكبر منتج للحشيش ولصناعة الهيروين حيث أنتجت 87 % من إنتاج الأفيون في العالم وازدادت المساحات المخصصة لزراعة الخشخاش ب62%، وكولومبيا والهند والمغرب وإيران والمكسيك وبوليفيا وبيرو وجمايكا والسودان وسهل البقاع في لبنان في زراعة القنب (الحشيش) والأفيونيات في بعض تلك الدول، وفي المقابل قللت بورما ولاوس من زراعة الخشخاش بنسبة 43\%. ونتيجة للتطور وتتغير أساليب التهريب بشكل مستمر، فقد اتبع تجار المخدرات أنواعًا عديدة من وسائل التهريب ومسالك معقدة ودائمة التغير في مختلف أرجاء العالم لتفادي إجراءات التفتيش التي يقوم بها رجال الجمارك، فتأتي أحيانًا بصفة دوائية وطبية، وأحيانًا بشكل مواد صناعية وكيميائية وغذائية. وأشار التقرير إلى أن حجم التجارة العالمية في المخدرات والأدوية والعقاقير الممنوعة والمواد المسموح بها قانونيًا في بعض بلدان العالم تجاوز حاليًا 800 مليار دولار سنويًا، حسب إحصائيات الأممالمتحدة لعام 2012، وهو ما يزيد على مجموع ميزانيات عشرات من الدول النامية والفقيرة، ويتم سنويا غسيل نحو 120 مليار دولار من تلك التجارة في أسواق المال العالمية ومن خلال المصارف والبنوك الكبيرة. وتقول الجهات الحكومية في بريطانيا إن إدمان المخدرات يكلف الاقتصاد أكثر من 20 مليار جنيه إسترليني سنويًا من خلال ما ينتج منه من جرائم وأمراض وفقدان للإنتاجية، وفي الولاياتالمتحدة وحسب دراسة نشرت عام 2004، كلف إدمان المخدرات الاقتصاد الأمريكي عام 2002 نحو 180 مليار دولار، وعدد مدمني المخدرات الذين تم تنويمهم في المصحات العلاجية تجاوز خمسة ملايين وسبعمائة ألف حالة في العالم. ولا يزال القنب المخدر الأكثر تعاطيًا في أفريقيا، ويتوقع أن يصل عدد المتعاطين إلى 59 مليون متعاطي، والكوكايين يقدر عدد متعاطيه بنحو مليون شخص، كما يصل عدد المتعاطين في أفريقيا للهيروين إلى ما بين500 ألف - 600 ألف متعاطي، وفي أمريكا وحسب تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات فإنه يوجد 3.5 مليون متعاطي للإمفيتامينات، وتم تنويم مليون وتسعمائة وثلاثة وستين ألفًا وتسعة وثمانين شخصًا لعلاجهم من إدمان المخدرات. ومن أشهر المواد المخدرة في شرق وجنوب آسيا هو القنب، أما الحشيش ففي الهند وتايلاند واليابان، ويشهد تعاطي الهيروين بشكل أكبر في سنغافورة والصين وفيتنام وماليزيا وميانمار. وينتشر تعاطي الميثامفيتامين في تايلاند وكوريا والفلبين واليابان. وفي الصين يتعاطى الميثامفيتامين 28 % من إجمالي المتعاطين المسجلين في عام 2010، وعددهم 1.5 مليون متعاطى، وفي منطقة الشرق الأوسط فقد بلغت كمية المواد الإمفيتامينية المضبوطة 10 أطنان في عام 2010. وتنشط تجارة المخدرات بشكل خطير وواسع في الوطن العربي فهو يتمتع بموقع إستراتيجي لمثل هذه التجارة السوداء، فهو يربط بين القارات الثلاث وممر آمن يربط بين الدول المنتجة والمصدرة للمخدرات وبين الدول المستهلكة وهي الدول الأوربية وأمريكا، كما سهلت حدوده الجبلية والصحراوية مهمة مهربي المخدرات. وتعتبر البحار والمحيطات التي تحيط بالوطن العربي معبرا ممتازا بين مناطق إنتاج المخدرات في آسيا، ومناطق استهلاكها في أوربا والشرق الأوسط، هذا بالإضافة إلى أن العالم العربي يعتبر سوقًا نشيطة تستهلك كميات وافرة من المخدرات. وذكر التقرير أن نسبة المدمنين على المخدرات في العالم العربي تتراوح ما بين 7-10%، وأن معظم المدمنين من فئة الشباب، وأن رواج هذه السموم خاصة بين الشباب يعود في المقام الأول إلى المتغيرات التي حصلت في السنوات الأخيرة خاصة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، وقد نتج عن هذه التغييرات تحولات كثيرة طالت مقومات المجتمع العربي. وأضحت الأسرة منشغلة توفير لقمة العيش والمال، ولم تعد تصب جل اهتمامها بالأبناء، الذين انغمسوا في عالم الانترنت والفضائيات دون رقيب. وحسب ما تشير إليه تقارير الأممالمتحدة فقد ارتفع معدل استهلاك المخدرات في المجتمعات الخليجية بشكل خطير جدا، حيث وصل إلى 4.6%، مقابل 2.2% فقط للولايات المتحدة، و2.5% لدول أمريكا الجنوبية، وقد ذكرت منظمة الدولية لمراقبة تهريب المخدرات التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها أن العراق قد تحول إلى محطة ترانزيت رئيسية لنقل الهروين المصنع في أفغانستانوإيران إلى دول العالم. وقد أدت ظروف الحرب والفوضى الأمنية والاجتماعية إلى رواج استعمال المواد المخدرة بين العراقيين، وحسب ما تقوله تقارير صادرة عن وزارة الصحة العراقية فإن من بين كل عشرة شبان عراقيين أعمار ما بين 18 عاما و30 عاما ثلاثة إلى أربعة منهم مدمنون على المخدرات الإيرانية، وهي أشد أنواع المخدرات خطورة حيث تعمل على إتلاف الجهاز العصبي وبشكل كامل خلال شهر واحد من تعاطيها. أما في اليمن، الذي عجز عن وضع حد للاستعمال المتفشي لنبتة القات المخدرة، فإن الأرقام الكبيرة لكميات المواد المخدرة المضبوطة في السنوات الأخيرة تعكس الخطر الذي يحدق بهذا البلد الذي يرزح تحت وطأة الفقر، فمن أربعة أطنان من المخدرات تدخل اليمن قبل ست سنوات إلى ما يقارب ثلاثين طنا من الحشيش المضغوط دخلت عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية في سنة واحدة فقط، إضافة إلى عشرات الملايين من الحبوب المخدرة أغلبها من الكبتاجون المخدر، وقد بلغت الكمية المضبوطة من الحشيش المخدر في عام 2008 وحده ما يقارب 27 طنا جلبها التجار من إيرانوأفغانستان وباكستان، إضافة إلى 14 مليون حبة مخدرة منها خمسة ملايين حبة كبتاجون أدخلت بطريقة تجارية على أنها سخانات المياه وكانت معبأة بداخلها. أما في مصر أن نسبة تعاطى المخدرات في مصر بلغت 33 % من مجموع السكان، وأن عدد السيدات المدمنات في مصر يصل إلى 450 ألفًا، ونسبة المترددات منهن على العلاج قليلة جدًا، وأكد تقرير المخدرات العالمي الذي تصدره الأممالمتحدة سنويا عن أوضاع المخدرات في العالم إلى وجود مصر في المرتبة ال12 بين أكثر الدول المصدرة للحشيش. وفي قارة أوربا يعتبر القنب الأكثر انتشارًا في التعاطي بنسبة تبلغ (6.7 %) بين السكان في الفئة العمرية (14 - 64)، ويعتبر الكوكايين ثاني المخدرات في أوربا، ويشكل ما يقرب ثلث الاستهلاك العالمي، ويفيد المرصد الأوربي للمخدرات وإدمانها بأن عدد من يتلقون العلاج من إدمان المخدرات في الاتحاد الأوربي يقدر بمليون شخص في السنة. وتعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر سوق للكوكايين في العالم، ونسبة الانتشار في التعاطي بين السكان الذين تتراوح أعمارهم بين (15 - 64) سنة لا تزال تمثل نحو خمسة أضعاف المتوسط العالمي. وتشير تقديرات الإنتربول ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن قيمة السوق العالمية غير المشروعة للكوكايين تزيد على (8) مليارات دولار أمريكي. وعلي الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المجتمع الدولي لمواجهة انتشار ظاهرة الاتجارفي المخدرات وتعاطيها والتي باتت تهدد أمن واستقرار المجتمع الدولي، تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد متعاطي المخدرات يزيد على 210 مليون شخص في كل عام، كما أفادت منظمة الصحة العالمية أن 15.3 مليون شخص يصابون بالأمراض بسبب التعاطي، ويلاقي ما يقارب 200 ألف منهم حتفهم سنويا، ولا يشكل تعاطي المخدرات والاتجار بها خطرا على الصحة فحسب، بل يهددات أيضا الاستقرار العالمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم.