رقم مخيف عن متعاطي المخدرات حول العالم ورقم مرعب حول ارباح تجارة الموت وغسل اموال هذه التجارة القاتلة.. الرقمان اكدهما تقرير سنوي للامم المتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات. يأتي الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها في السادس والعشرين من يونيو كل عام ، وسط مخاوف دولية من تزايد عدد المدمنين واتساع نطاق الاتجار بها حول العالم حيث ذكر ت منظمة الصحة العالمية ان هناك ما يقارب من 225 مليون شخص في العالم يتعاطون انواعا مختلفة من المخدرات بينما اكدت تقارير الاممالمتحدة انه يتم سنويا غسيل حوالي 120 مليار دولار من تلك التجارة في اسواق المال العالمية ومن خلال المصارف والبنوك الكبيرة ،واضافت أن قيمة تجارة المخدرات العالمية تقدر بحوالي 320 مليار دولار وهي أعلي من اجمالي الناتج المحلي لتسعين في المائة من دول العالم . وكالة أنباء »شينخوا« اشارت الي ان التقرير السنوي الذي اصدره مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة العام الماضي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها، الي ان هناك مؤشرات علي ازدياد زراعة الكوكا والأفيون، وكذلك ظهرت طفرة حديثة في إمدادات المخدرات، والتحول المنتظم الحاصل في دروب إنتاج وتجارة المخدرات، ولا سيما الكوكايين. ويبين تقرير الاممالمتحدة ان اقل من شخص واحد بين كل 20 شخصا »تتراوح اعمارهم بين 15 و64 عاما« جربوا المخدرات مرة واحدة علي الاقل خلال عام 2007 اما متعاطو المخدرات ذو الحالات المستعصية فيعادلون اقل من عشر هذه النسبة المئوية المنخفضة . ووفقا لتقارير الأممالمتحدة فان تجارة المخدرات تمثل المركز الثالث ضمن الأنشطة التجارية والاقتصادية العالمية. وحذر التقرير من أن االدول القائمة في منطقة الكاريبي وأمريكا الوسطي وغرب أفريقيا، وكذلك المناطق الحدودية من المكسيك، تقع بين أكبر منتجي الكوكا في العالم وأكبر المستهلكين »أمريكا الشمالية وأوروبا«. أما أموال المخدرات، فتفسِد الحكومات، حتي إنها تحول لتمويل الإرهاب، مما يجعل سيادة القانون الطريقة الفضلي لمكافحة تجارة المخدرات. ويؤكد الاطباء ان الادمان يسبب أضرارا جسمية مدمرة حيث يؤثر علي كفاءة جميع وظائف الأعضاء بالجسم ويؤدي إلي تعرض المدمنين لعدد من الأمراض مثل سرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة، والمريء ،وتليف وتشمع الكبد والاصابات الجلدية نتيجة تكرار الحقن الوريدية،كما قد يتعرض المدمن للوفاة نتيجة تناوله جرعات زائدة . بجانب ان متعاطي المخدرات لا يتأثر وحده بانخفاض إنتاجه في العمل ولكن إنتاج المجتمع أيضا يتأثر في حالة تفشي المخدرات وتعاطيها فالظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلي تعاطي المخدرات ،تؤدي إلي انخفاض إنتاجية قطاع من الشعب العام . كما أن تعاطي المخدرات يساعد علي إيجاد نوع من البطالة ؛ وذلك لأن المال إذا استغل في المشاريع العامة النفع ،فهذا يتطلب توفر أيدي عاملة ويرفع معدل الإنتاج ، أما إذا استعمل هذا المال في الطرق غير المشروعة كتجارة المخدرات فإنه لا يكون بحاجة إلي أيدي عاملة ؛ لأن ذلك يتم خفية عن أعين الناس بأيدي عاملة قليلة . ويؤكد خبراء البيئة ان المخدرات تسبب ضررا بالبيئة ، خاصة في الدول المنتجة للمخدرات بسبب ازالة الغابات لزراعة الكوكا والخشخاش وازالة النباتات التقليدية ، والصنع غير المشروع للمخدرات فيه تصريف غير سليم للنفايات حيث ينتهي إلي الماء ، والماء نستخدمه في الشرب والزراعة فيؤثر بدوره علي الانسان.