واشنطن باركت تمكين «الجماعة» من السلطة اتصالات «المقطم» وواشنطن تحكمها المصالح المشتركة «لم تكن لها خلفية رسمية طوال السنوات الماضية، لكن الآن سمن على عسل، بحكم المصالح المشتركة بين الطرفين» هكذا وصف المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، الدكتور كمال الهلباوي، علاقة الإخوان بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وطبيعة التفاهمات التي تتكشف بين لحظة وأخرى، منذ صعود الجماعة إلى كرسي الحكم، وتصدرها المشهد العام بالبلاد. «الهلباوي» الذي أعلن انشقاقه عن الجماعة بعد أكثر من 20 عاماً عاشها تعود بين جدرانها، بسبب ما وصفه حينها باختلاف منهج القيادة الحالية عن المؤسس الإمام حسن البنا، أكد أن سيطرة ونفوذ المرشد العام، الدكتور محمد بديع، تنحصر داخل القطر المصري فقط، ويبقى تقدير المواقف بين باقي الدول التي تنتشر بها الجماعة. هناك توافق وزيارات متبادلة، وموافقة من الأمريكان ولو ضمنية علي وصول الإخوان للسلطة، ويساعدون أيضاً على الاقتراض من صندوق النقد الدولي، باعتبار أن أمريكا مهيمنة عليه. ذهبنا إلى «الهلباوي» الذي يعرف كثيراً عن كواليس وخبايا الإخوان..وضعنا أمامه تساؤلات الشارع المصري، والاستفهامات التي تبحث عن إجابات وافية..فجاءت إجابته تحمل الود تارة، والهجوم والتصريحات النارية تارة أخرى، لتصبح النتيجة حقائق ومعلومات دون مواقف مسبقة..وإلى نص الحوار.. هل تعود العلاقات الأمريكية - الإخوانية لعهد الإمام حسن البنا؟ - غير صحيح، ولم أر أي وثائق ثبث ذلك أو تشير إلي وجود علاقة من أي نوع بين الإخوان والإمام الشهيد حسن البنا. وماذا عن مقابلة سعيد رمضان – صهر الأمام البنا – للرئيس الأمريكي إيزنهاور عام 1953؟ - هذا حدث بالفعل، لكن لا يشير إلي وجود علاقات بين الإخوان والأمريكان، ولم تكن المقابلة في إطار إخواني- أمريكي، وجاءت كون صهر البنا رجلا إسلاميا يعمل بالسياسة، ولديه أمر خاص وهو الشكوى من تعنت الرئيس عبدالناصر ومواقفه من الجماعة، وليس بتكليف من الاخوان، ولا أظن أن هناك علاقات رسمية، خاصة أن الأمريكان يرسمون سياساتهم علي الهيمنة، وهو ما يرفضه الاخوان، وتحديداً أيام حسن البنا. لكن الرئيس الأمريكي لا يقابل شخصا لا تربطه به مصالح ؟ - لو كان هناك علاقة لاستمرت أو توترت، و لظهر لها وثائق وكتابات، لكن لم يحدث ذلك، وهي مبادرة شخصية وفردية من الدكتور سعيد، خاصة أنه كان مطارداً خارج مصر في ذلك الوقت،وإذا كان صحيحاً أن هناك علاقات فلماذا قابلت كوندليزا رايس في 2005 - وزير الخارجية الأمريكية حينها - جميع القوي السياسية المصرية، ماعدا الإخوان؟ ماذا عن المبادرة الأمريكية الإخوانية في عهد الرئيس الأمريكي كارتر بشأن توسط الجماعة في قضية الأسري بطهران؟ - الأمريكان طرقوا كل الأبواب لحل أزمة الأسرى عقب الثورة الإيرانية، لكن مدي استجابة الإخوان لهذه الوساطة غير معروف حتى الآن، خاصة مع استحالة أن يقبل أو يتوسط الأستاذ عمر التلمساني – المرشد العام للجماعة في ذلك الوقت - لهذا الأمر، رفضاً للعدوان علي الثورة الايرانية، لدرجة أن الجماعة أرسلت وفداً مع القوي الاسلامية الأخري، للتهنئة بنجاح الثورة وقتها. لكن هناك تصريحات لمسئول إسرائيلي تؤكد أن العلاقة مع واشنطن بدأت في 2006؟ - ليس مؤكداً، وربما كانت هناك اتصالات بين بعض أعضاء الجماعة من البرلمانيين، وبين القوي الغربية،لأن الاخوان لايستهان بهم كقوى منظمة، وغير محظورة، كانت تعمل في السياسة والديمقراطية، ولها تواجد في الشارع المصري، رغم التصريحات التي خرجت عن الجماعة بأنهم لم ولن يلتقوا أحداً من الأمريكان إلا في وجود وزارة الخارجية. هل توجد في أمريكا جمعيات أو تنظيمات تابعة للجماعة؟ - هناك جمعيات إسلامية كبيرة في غرب أمريكا، ومتأثرة بفكر الإمام البنا، وسافرت وحضرت عددة لقاءات هناك، لكنها ليست تابعة رسمياً للجماعة، ولا يوجد مؤسسات للإخوان في الغرب، والمركز الوحيد كان في بريطانيا وأنا الذي أسسته عندما اضطررت للذهاب إليها. بعد الثورة، ورغم كل الشائعات المنتشرة..كيف ترى العلاقة بينهما الآن؟ - سمن على عسل، وهناك توافق وزيارات متبادلة، وموافقة من الأمريكان ولو ضمنية علي وصول الإخوان للسلطة، ويساعدون أيضاً على الاقتراض من صندوق النقد الدولي، باعتبار أن أمريكا مهيمنة عليه. كيف ساعدت أمريكا الإخوان على الوصول للحكم ؟ - لا أدري إذا كانت ساعدت وبأي وسيلة، إنما الثابت لدي الجميع أن الولاياتالمتحدة عندما تساعد أحداً فإن ذلك يكون بشروط، أهمها المصالح الأمريكية والحفاظ علي أمن إسرائيل، وهذه ليست المرة الأولي التي يتعامل فيها الأمريكان مع الاسلاميين، وكانت لهم تجارب في افغانستان والعراق من قبل. ما تقييمك للعلاقة بين حماس والإخوان ؟ - العلاقة بينهما مستمرة وقائمة، لأن الحركة جزء من الإخوان، لكن إذا ضغطت أمريكا وإسرائيل كيف يكون الموقف حينها؟..الله أعلم. هل تخضع الحركة لأوامر المرشد العام؟ الإخوان تصدر أوامرها داخل مصر فقط،، وعلي الصعيد الخارجي والدولي هناك نوع من التنسيق والتفاهم وتقدير الموقف في كل بلد، حتي في 2009 تم التوقيع على التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، عقب عملية الرصاص المصبوب، بضغط عالمي، ولم يكن الإخوان طرفاً فيها. لكن البعض يتحدث عن تغير موقف الجماعة من القضية الفلسطينية ؟ - بالفعل، موقف الإخوان تغير كلياً وهم في السلطة عما كان أيام المعارضة في عهد مبارك، وكانوا حينها يتهمون الرئيس السابق - وكان صحيحاً - بأنه موالٍ لإسرائيل وضد حماس، لكن الآن هناك ثوابت جديدة تتمثل في الحفاظ علي المعاهدات. ما رأيك في موقف الشعب المصري إزاء الإخوان نحو هذه القضية؟ - الشعب المصري منقسم على نفسه، ولن نعرف اتجاهه بسهولة في هذا الأمر. البعض ربط بين بعض قرارات «مرسي» وزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمصر..ما رأيك؟ - أرى أنها مصادفات، ولا يمكن تصديق أن هيلاري كلينتون تأتي لإملاء أوامر على الرئيس مرسي، ولو كان ذلك صحيحاً، فمن الأفضل أن يكون عبر الهاتف، ولا تكلف نفسها عناء السفر إلى مصر، كما أنها بصدد ترك منصبها، ليتولي جون كيري صديق بعض الإخوان، منصب وزير الخارجية. هل تتوقع اختلاف السياسة؟ - الإدارة الأمريكية وقيادات الحزبين المتنافسين، الديمقراطي والجمهوري، ملتزمان بشكل تام بالسياسة الخارجية، خاصةً أنها جزء من الاستراتيجية، التي يشترك فيها البيت الأبيض والكونجرس والبرلمان ووكالات الاستخبارات، والمباحث الفيدرالية، وأيضاً السفارات. بعض قادة حزب الحرية والعدالة، طالبوا واشنطن بفتح صفحة جديدة مع الإخوان..ما رأيك؟ الاخوان كانوا في نظر الولاياتالمتحدة، هم الذين أسسوا طالبان وتنظيم القاعدة، وجميع العناصر المتشددة خرجت من عباءة الاخوان، وهذا علي حد الشائعات التي روجها النظام السابق ضد الجماعات الإسلامية،، ولعل قادة الإخوان يريدون إزالة هذه المفاهيم الآن، وربما يريدون التعامل معهم بندية وهذا شيء جيد. هل تستمر العلاقات الأمريكية المريبة كما كانت في عهد مبارك؟ - لا أظن أن الأمريكان يريدون الإخوان مثل مبارك، خوفاً من ثورة الشعب المصري عليهم، مثلما حدث مع الرئيس السابق مبارك، وإذا حدث تفاهم تكون مصر مثل الخليج، ولا أظن أن الاخوان يقبلون هذا. لكن البعض يقول إن أمريكا تبني مصالحها علي حساب الديمقراطية في مصر؟ - الولاياتالمتحدة ليس لديها مشكلة مع الاستبداد، وأزمتها الحقيقية مع من يحافظ علي مصالحها، لذا كان لديها علاقات كثيرة مع حكومات مستبدة قهرت شعوبها، وساعدت شاه إيران وصدام حسين والقذافي.