الحديث عن الحياة الجنسية في مجتمعنا من المحظورات، وأحيانا يكون من الكبائر، فهو مرتبط دائما بالعيب والحرام، على الرغم من أن المسألة لها أبعاد أخرى، فالحياة الجنسية ليست هي فقط العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة، بل هي تشمل كل ما يتعلق بالأعضاء التناسلية لدى الجنسين، وما يرتبط بها من مشاكل، وفترات نمو، ونضج. وتتحدث دكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية والعلاقات الأسرية عن كيفية تثقيف الطفل جنسيا، وتشير إلى أن الثقافة الجنسية لابد أن تبدأ مع الأطفال، وكل مرحلة عمرية ولها الطريقة التي نصل إليهم من خلالها حتى يمكنهم فهم ما نقوله، وكذلك المعلومات التي يمكن أن نقولها لهم تختلف من مرحلة عمرية لأخرى. وتضيف أن كل طفل يختلف عن غيره، ولكن هناك أمورا عامة يتفق فيها الأطفال حسب مراحلهم العمرية، فالأطفال قبل إتمامهم العامين ينبغي أن يكونوا قادرة على تسمية جميع أجزاء الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية، كذلك أن يعرفوا الفرق بين الذكور والإناث، ويمكن معرفة عادة ما إذا كان الشخص ذكرا أو أنثى. وتوضح دكتورة عبلة أنه في مرحلة الطفولة المبكرة، وهي من عمر سنتين إلى خمس سنوات من العمر، يجب على الآباء أن يشرحوا لأبنائهم أساسيات التكاثر، وهي وجود علاقة بين رجل وامرأة، كأمه وأبيه، وأن هناك جنينا ينمو في رحم المرأة، ويجب على الأطفال فهم أجسامهم، ولنعلمهم خصوصية أجسامهم. ويمكن أن يقترب الآخرون من أجسامهم، لكن هناك حدودا لا يجب أن يتخطوها، وإن تخطاها أحد لابد من إخبار أحد الوالدين بذلك. وتأتي بعد ذلك مرحلة الطفولة المتوسطة، وهي من خمس إلى ثماني سنوات، وينبغي أن يكون الأطفال قد فهموا الأعراف الاجتماعية الأساسية من الخصوصية والعري، واحترام الآخرين في الخصوصية، ويجب أن يتعلم الأطفال أساسيات حول سن البلوغ في نهاية هذه الفترة العمرية، حيث إن عددا من الأطفال سيشهدون بعض تطوير البلوغ قبل سن العاشرة. وبالنسبة للمرحلة التالية، وهي التي تمتد من9 إلى 12 سنة، فبالإضافة إلى تعزيز كل الأشياء التي ذكرناها سلفا، فيجب أن نتحدث مع الفتيات المراهقات حول الجنس، وخصوصية أجسامهن، وماهية العلاقة الجنسية. وهناك علاقة إيجابية تنتج من خلال الزواج لتكوين أسرة، وهناك علاقات خاطئة ومحرمة، وأن نتحدث معهن عما يرونه حولهن في وسائل الإعلام المختلفة، وتصحيح أي مفاهيم خاطئة. وبالنسبة للمراهقين من سن 13 إلى 18 سنة، وهي فترة المراهقة، وتؤكد دكتورة عبلة أنه إذا سارت المراحل العمرية السابقة كما رسمناها، فستمر مرحلة المراهقة بسلام مع الجنسين.