منذ أن أعلنت الحكومة عن أول إصابة بين الشعب المصري بفيروس "كورونا" المستجد، بدأت مؤسسات الدولة والمصالح الحكومية والوزارات ودواوين المحافظات، في تنفيذ خطة شاملة لتطهير وتعقيم المبانٍ والمنشآت العامة، وبعض المنشآت الخاصة، لمواجهة انتشار فيروس كورونا، والتصدي للفيروس ومنع انتشاره بين المواطنين. "أهالي الوادي الجديد إيد واحدة في الخير".. مبادرات شعبية لمواجهة كورونا الإثنين 6 أبريل 2020 لأول مرة.. عيادات إلكترونية في مستشفيات جامعة جنوب الوادي للوقاية من كورونا الأحد 5 أبريل 2020 ومع مرور الوقت وبدء تنفيذ خطة التطهير والتعقيم، اكتشف أهالي بعض القرى والمناطق النائية بقرى ومراكز محافظة بني سويف، أنهم بعيدون عن أعين مسؤولي المحافظة، ورؤساء الوحدات المحلية بالمراكز والقرى، فأضطر الأهالي إلى الاعتماد على أنفسهم، من خلال المبادرات الشبابية ومبادرات الجمعيات الأهلية.
ففي قرية صفط راشين، بمركز ببا، جنوب بني سويف، نفذ العشرات من شباب القرية حملات لتطهير وتعقيم لمعظم الأماكن الحيوية فى بالقرية، بدايه من سوق الخضار والجمعية الزراعية والوحدة الصحية، ومكتب البريد، ومدارس القرية، وبعض المقاهي، وماكينات ال ATM المخصصة لصرف الأموال إليكترونيًا، فى خطوة منهم لحث المواطنين على الحفاظ على نظافتهم الشخصية، واتباع كافة سبل التطهير والتعقيم بشكل مستمر لتخطى أزمة فيروس كورونا والسيطرة عليه.
وقال أحمد عبدالكريم، أحد شباب القرية المشاركين في المبادرة، إنهم أعتمدوا على أنفسهم لتطهير منازلهم، وبعض المنشآت الحكومية، مضيفًا: "الحكومة كفاية عليها اللى هيه فيه، دي أزمة ولازم كلنا نتجاوزها مع بعض، كلنا في مركزب واحدة".
ولفت إلى أن المبادرة لا تقتصر على التعقيم والتطهير فقط، لكن هناك جانب آخر، وهو توعية الأهالي والحفاظ على نظافتهم الشخصية، والتزام المنازل والنزول فى حالة الضرورة القصوى، واتباع نظم الوقاية عن طريق ارتداء الكمامات والجونتيات الطبية، والحفاظ على المسافات بينهم والامتناع عن التجمع فى الأسواق.
وشهدت قرية "بني هاني" التي تقع على أطراف مركز إهناسيا، شمال غرب محافظة بني سويف، تفاعل الشباب من أبناء القرية مع الأزمة، ودشنوا مبادرة لجمع التبرعات من أهالي القرية، لتوفير المطهرات والكلور، لتطهير شوارع ومنازل القرية، وقاموا بشرائها بعد جمع الأموال اللأزمة، ونفذوا مبادرتهم ليلًا، برش شوارع القرية والمساجد، والمنازل، والمخابز البلدية، لمواجهة إنتشار فيروس كورونا.
وشهدت قرية "بهبشين" التابعة لمركز ناصر، شمال بني سويف، أول حالة لتطهير جهاز عروسة، أثناء نقله من منزل أسرة العروسة لمنزل العريس، خلال مبادرة نفذها عددًا من شباب القرية، تضمنت تطهير دور العبادة والمنشآت الحكومية، وبعض المنازل ضد فيروس كورونا المستجد. فرق الطب الوقائي تعقم قرية الجبلاو وتتابع مخالطين لحالة إيجابية | صور وخلال الحملة فوجئ مجموعة من شباب القرية بمرور زفة جهاز عروسة بأحد الشوارع، يتبعها العشرات من السيدات والأطفال، حاملين على رؤوسهم وأيديهم أدوات المطبخ وجهاز العروسة، وسط أغاني العُرس التى أذيعت بالشارع من خلال مكبرات الصوت، فتفاعل شباب المبادرة مع الأغاني رقصًا، وقاموا بتطهير جهاز العروسة بتوجيه رشاش جهاز التطهير المعبأ ب"الكلور والمياه" نحو الجهاز والمارة.
وقال علي غانم، أحد المشاركين بالمبادرة، إنه ومجموعة من شاب القرية، أجتمعوا على تنفيذ مبادرتهم لتطهير وتعقيم المنالز والشوارع، أسوة بالمبادرات الشبابية التطوعية، بقرى مراكز المحافظة، لتعقيم المساجد والمنشآت الحكومية بالمدن والقرى، حفاظًا على صحة الأهالي المترددين عليها، ومساهمة في القضاء على فيروس كورونا، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تنفذها المحافظة، لمواجهة احتمالية العدوى بالفيروس. وبدأت مجموعة شبابية من أهالي مدينة إهناسيا ببني سويف، بتنفيذ خطة واسعة لمشاركة مؤسسات الدولة في مواجهة إنتشار فيروس كورونا، حيث اجتمع العشرات من الشباب، وتم إتفاق على خطة العمل التي تضمنت جمع التبرعات العينية من مستلزمات التطهير والتعقيم "كلور ومطهرات وكحول" وكذلك وسائل الوقاية الشخصية "القفازات والكمامات" وتجميعها داخل أحد المخازن، وتوزيعها على الشباب المشاركين للبدء في تطهير وتعقيم الشوارع والمنازل، وتوزيع وسائل الوقاية على عمال النظافة، والأسر البسيطة التي يعولها مزارعون وعمال يومية. «جارة أم الصغير» أصغر قرية مصرية تعزل نفسها في سيوة للوقاية من كورونا وقال إسلام معبد، أحد الشباب المشاركين في المبادرة، إن شباب إهناسيا بمختلف انتمائاتهم، إجتمعوا على هدف واحد، وهو مساندة الدولة في مواجهة إنتشار فيروس كورونا، دون التقيد بأسم حزب اوائتلاف، لكن الهدف الأساسي هو حماية بلدنا، موضحًأ أن الحملة تضمنت ايضًا توفير إغلاق جزئي لشارع مكتب البريد، الذي يشهد ازدحامًا من المترددين على المكتب لصرف المعاش، وتم توفير مقاعد "كراسي" لكبار السن فى الجزء المغلق من الشارع، مع مراعاة بُعد المسافة بين كل كرسي وآخر، وتنظيم عملية دخولهم فردًا فردًا لمكتب البريد طوال فترة صرف المعاشات، لمنع تكدسهم وازدحامهم في منطقة واحدة، حفاظًا على صحتهم وصحة العاملين بمكتب البريد.