"الحل يكمن في تخفيف الحصار عن غزة" للوهلة الأولى تراه شعارًا فلسطينيًا بامتياز، لكن اللافت أنه تجده أحد الأطروحات الإسرائيلية لأزمة قطاع غزة التي تعتبر بمثابة شوكة في حلق دولة الاحتلال، ليس ذلك فحسب وإنما ينضم إلى ذلك المخاوف الإسرائيلية من حركة حماس. مطار بن جوريون وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإنه على الرغم من تقليل إسرائيل من شأن حماس إلا أن الأخيرة لديها القدرة على شل أجزاء كبيرة من إسرائيل بما في ذلك مطار بن جوريون الإسرائيلي الدولي، وهناك خوف شديد من تطوير حماس والتنظيمات الأخرى في قطاع غزة ل الصواريخ، كما يوجد قلق من حماس كونها نجحت في زيادة مدى الصواريخ التي أصبحت حاليًا قادرة على الوصول إلى تل أبيب وما بعدها، لذلك ترى إسرائيل أن الحل يكمن في حل أزمة غزة وبالتالي ستمتص إسرائيل غضب حماس، وترى إسرائيل أن حماس تحاول خلق ميزان رعب مع إسرائيل على غرار ما تفعله كوريا الشمالية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. تأهيل القطاع وتعتمد بعض الأطروحات الإسرائيلية وحلول أزمة غزة على أنه يجب على إسرائيل العمل على إعادة تأهيل قطاع غزة، ومنحهم منفذًا وربما مطارًا، وهكذا وبالتالي وسيكون لديهم ما يخسرونه لذا سيفكرون ألف مرة قبل إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لكن المعارضين لهذا الرأى يرون أنه طالما استمرت حماس في الاحتفاظ بأسلحتها واستمرار تطويرها، فإن هذه الأطروحة ستكون سيئة. وتشير التحليلات الإسرائيلية إلى أن لدى حماس أيديولوجية هي جوهر وجودها، وهدفها الرئيسي وتركز على الإطاحة بإسرائيل واستبدالها بنظام إسلامي ديني تحت قيادتها، مشبهة نظام حماس بالأنظمة في إيرانوكوريا الشمالية. وتضيف أن النتيجة الوحيدة لرفع مستوى المعيشة في غزة تتمثل في قدرة حماس على زيادة الضرائب التي تجمعها من السكان واستغلال الأموال للاستثمار في تحسين الصواريخ وغيرها من وسائل الحرب، موضحة أن تحسين مستوى معيشة سكان غزة هو مصلحة إسرائيلية، لكن لن يكون من الممكن تنفيذها إلا بعد تجريد قطاع غزة من السلاح. ويعلق الكاتب الإسرائيلي تسيفي بارئيل قائلًا: على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاعتراف بأن حركة حماس لا تسير في النهج الذي رسمه لها، ولا يمكن اعتبارها بأي حال من الأحوال كنزا إستراتيجيا. إعادة تقييم الوضع وأضاف، أن الثمن الذي يدفعه المستوطنون في جنوب إسرائيل هو ثمن باهظ جدًا، لافتا إلى أنه خلاف للضفة الغربية، فإن جيش الاحتلال يغط في سبات عميق، ويسمح لحماس أن تنتج وتهرب الصواريخ المتقدمة والمتطورة، هذه الصواريخ الذي تدك الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مشددا على أن تأثير الصواريخ لا يقتصر على مستوطني الجنوب فقط، فبسبب سياسة الجيش المتساهلة مع حماس وشركائها أصبح السواد الأعظم من كان إسرائيل أسرى، والدولة قابلةً للابتزاز من قبل حماس، الجهاد الإسلامي، وأيضًا حزب الله اللبناني. وأوضح أن العوائق والجدران التي تقوم إسرائيل بتشييدها على جميع حدودها لا قيمة لها، وحولتها إلى دولة الجدران، وبالتالي من أبرز الحلول أيضا بالنسبة لإسرائيل أنه يجب أن تعتمد على العمل على إعادة تقييم الوضع والقيام بتقديم المعونات للسلطة الفلسطينية وإعادة احتلال قطاع غزة.