ترتسم على وجه "أسماء"، 30 عاما، علامات البؤس والشقاء بسبب قسوة الأيام وصعوبة الحياة فبعد زواجها في سن 22 عاما أنجبت ولدين تحملت مسئوليتهما بجانب زوجها الذي يعمل "أرزقي" باليومية. لم تستسلم "أسماء" لكنها نهضت لتتغلب على تلك الظروف بالإرادة والصبر والعمل وقررت أن تبيع "الحرنكش" والخضراوات لسد حاجة طفليها. تقطع "أسماء" مسافات طويلة قادمة من إحدى قرى منيا القمح لتجلس بناصية إحدى الشوارع الرئيسية بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، مع بداية الصباح، لبيع الحرنكش، الذي لا تملك غيره في الوقت الحالي مصدرا لرزقها، حتى يتسنى لها تغطية مصاريف طفليها وتوفير الاحتياجات المنزلية البسيطة اللازمة خصوصا أن زوجها عامل "أرزقي" في معظم الأيام لا يعمل فقررت أن تتركه مع الأطفال ليرعاهم في الوقت نفسه تغادر هي لتبحث عن "لقمة العيش". تقول أسماء، التي رفضت أن يظهر وجهها، نظرا لأنها تعيش في بيئة ريفية فتخشى نظرة الناس وحديثهم الذي لا ينتهي: "أجلس بنفس المكان يوميا لأبيع الحرنكش وأسعى بكل الطرق إلى أن أعمل وأبيع أي شيء يمكنني أن أسترزق منه فقمت من قبل ببيع الخضراوات والجرجير وغيره فليس لدى أي مشكلة في نوع العمل بل كل ما يهمني أن أوفر المال الحلال لتربية أطفالي ومساعدة زوجي في مصاريف البيت". وأضافت: "الحياة أصبحت صعبة والظروف المادية أصعب، على الرغم أن المكسب الخارج لي من بيع الحرنكش ليس بكثير ولكن أحمد الله (نص العمى ولا العمى كله) المهم أوفر لقمة العيش الحلال لأطفالي وزوجي أحسن من إني أتذل لأي مخلوق علشان". وبنبرة بها حزن وأسى قالت أسماء: "أنا متعلمتش مش معايا أي شهادة أقدر أتوظف بيها في أي شركة زي باقي البنات وأعيش مرتاحة، لكن الحمد لله أنا مش عاوزة غير الستر مادام بصحة كويسة هفضل أشتغل وأسعى لحد ماربنا يكرمني وأقدر أربي أولادي تربية كويسة وأعلمهم. ده حلمي إنهم يتعلموا علشان ميتعبوش ويتمرمطوا لما يكبروا زي حالتي أنا ووالدهم، بتمنى ربنا يرزقني وانا راضية بالعمل ده لاني بخرج منه رزق يوم بيوم علشان أقدر أوفر مصاريف أطفالي اليومية".