تظل لقمة العيش الحلال الهدف الأسمى للفقراء، بعيدا عن ذل المسألة، فمن بيع الذرة والحرنكش إلى انتشار باعة التين الشوكي على الأرصفة، ولكن الأخير والموصوف طبيا بأنه «صيدلية الصحراء» تبين أنه فوائده أكثر من مجرد كونه وسيلة لكسب قوت يوم بائعه. «فيتو» التقت العم محمد مكرم، بائع تين شوكي، وبوجهه الهادئ وابتسامته الصافية، يقول: «أنا بياع تين شوكي على باب الله كل يوم أطلع من بيتي عشان استرزق وربك مبينساش الغلابة يا بني، من يوم ما زوجتي توفيت وأنا ضهرى زي ما أنت شايف انحنى من كتر الهم والتعب بس الحمد لله ادينا عايشين». هذه الكلمات قالها العم محمد البالغ من العمر 59 عامًا ولديه 7 أبناء يعيشون ببدروم عقار بالمطرية، روى معاناته مع الحياة والعمل طوال اليوم في شدة الحر. وعن أبنائه يقول: "كل واحد فيهم الدنيا لاهياه يا شوفتهم مرة في الشهر يامشوفتهم، مشيرا إلى أنه عند انتهاء موسم التين الشوكي يعمل في بيع الذرة والخضراوات، رغم مرضه بالغضروف وعدم قدرته على الوقوف طيلة اليوم على عربته مما يضطره إلى الجلوس أحيانا على كرسي متحرك. ولم يكن محمد مكرم الوحيد، بين بائعي التين الشوكي المتمسك بعمله؛ ففي شارع عبد العزيز بمنطقة العتبة يتجول عم "محمد متولي، 66 عاما، والذي ترك أولاده وأسرته في سوهاج للعمل ببيع التين الشوكي بالقاهرة. يذكر أن التين الشوكي يحتوي على الأملاح والأحماض والبروتينات والبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور، فيساعد في هضم الدهون بشكل فعال، كما يخفف الشعور بالعطش في الأوقات الحارة، فضلا عن كونه منشطا للأمعاء والمعدة ومعالجا لمشكلات الجهاز الهضمي، ويساعد في الوقاية من الإصابة بالسرطان.