" يا أحلى من العنب وأطعم من المانجة يا تين ".. هكذا تنادى على بضاعتها؛ فالحاجة حسنية تجلس يوميا ببنفس المكان لتبيع حبات "التين الشوكى" تنطلق يوميا من منزلها بشبين القناطر وتقضى اليوم كله بانتظار عشاق التين الشوكى لكى يبتاعوا منها، وتتمنى أن تعود إلى منزلها وقد بيعت كل بضاعتها . " اتطلقت من جوزي بقالى خمس سنين ولازم أصرف عالعيال لأنه مبيبعتليش النفقة بتاعتهم والمحاكم سكتها طويلة".. كان هذا هو ما دفع حسنية للعمل؛ فهى لا تملك أي مؤهل دراسى لتعمل به فلم تجد أمامها إلا أن تعمل كبائعة للفاكهة " بشتغل على حسب موسم الفاكهة.. أبيع تين شوكى أو بلح أو توت، ولو زنقت أوي بعمل ترمس وأبيعه أى حاجة استرزق منها وخلاص" . رغم أنها لم تتعد الأربعون عاما إلا أن الشقاء قد استطاع أن يرسم خطوطه على ملامحها بدقة، لا تتمنى سوى أن تعود لمنزلها إلا بما يطعم أطفالها السبعة فهى لا ترغم بما هو أكثر من "الستر وراحة البال" . تحلم حسنية بأن تتغير أحوال البلاد ويعم فيها الأمن كما عهدته من قبل، تستبشر خيراً بتولى مرسى للرئاسة وتقول: " مرسى ده راجل عسل.. أنا انتخبته أول مرة وفى الإعادة كمان.. كفاية إنه بيعرف ربنا وهيصلح لنا البلد إن شاء الله.. ربنا يعينه بقى هو واللى زيه " .