أثار هجوم بعض خطباء المساجد فى خطبة الجمعة على الأقباط ودعوة المسلمين لتوحيد الصفوف ضد الهجمة الشرسة التى يطلقها الأقباط - على حد قولهم - غضب الكثير من المصلين، وأدت إلى اضطراب فى الأوساط الدعوية والدينية بمصر. قال الدكتور صلاح العادلى أستاذ العقيدة والفلسفة بجامة الأزهر الشريف: "إن مصر لها طابع خاص فى العلاقة بين المسلمين والأقباط، وذلك الطابع يختلف عن الدول العربية والغربية، مشيرا إلى أن المادة الثانية من الدستور ومن قبلها شريعتنا الإسلامية تحكم تلك المعاملات فى إطار يضمن الحقوق والواجبات، فالشريعة الإسلامية تنص على أن الأقباط لهم ما لنا وعليهم ما علينا مستشهدا بقولة تعالى: (لكم دينكم ولى دين). وأشار العادلى إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وضع أول دستور ينظم التعاملات بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى من خلال الوثيقة التى وضعها فى المدينةالمنورة، حيث شملت تنظيم العلاقات بين المسلمين والأقباط واليهود، مضيفا أن الرسول الكريم استقبل وفود النصارى فى المسجد النبوي. واستنكر أستاذ العقيدة ما يحدث الآن ممن يسمون أنفسهم دعاة، حيث يدعون لما هو منافٍ لما تعلمناه وتربينا عليه من شريعتنا الإسلامية، حيث كثر مثيرو الفتن وبخاصة من الخارج وأصحاب المصالح وممن ينجرّ إليهم من أصحاب النفوس الضعيفة والعلم الضحل، مشيرا إلى أن أكثر هؤلاء لا يمتلكون من الفقه والعلم ما يؤهلهم لاعتلاء المنابر وواجب التصدى لهم بكل حزم. وأضاف العادلى أنه لزم التصدى لهؤلاء ممن يدعون العلم من خلال فقهاء ودعاة متخصصين كما نناشد أن يكون الأزهر كما كان على مر العصور هو المرجعية والوسطية فى تنظيم التعاملات للحد من انتشار هؤلاء الدعاة الأخطر على الإسلام من أعدائه. ومن جانبه أكد الشيخ سلامة عبد القوى المتحدث الرسمى لوزارة الأوقاف أن ما يحدث على المنابر من قبل البعض تجاوز الحدود ولا يمكن القبول به ولكن هؤلاء لا ينتمون ولا يمتون بصلة إلى وزارة الأوقاف، فمصر أصبح بها أكثر من مليون مسجد وجامع، وما يقع تحت وصاية الأوقاف 110 آلاف مسجد ويعتلى المنابر بها 55 ألف إمام وخطيب، هؤلاء هم من نسألهم ونستطيع محاسبتهم، أما باقى المساجد فأصبحت مستباحة لكافة التيارات السلفية والإخوانية حتى إن أبناء الحزب الوطنى المنحلّ لا يجدون حرجا فى اعتلاء المنابر وإلقاء الخطب والدروس. وأضاف أن من يهاجم الأقباط على المنابر ستتخذ وزارة الأوقاف ضده الإجراءات القانونية، مثل الإنذار والخصم أو الإيقاف عن العمل تماما؛ لأن موقف الوزارة واضح تجاه الأقباط فقد قدمنا بتهنئتهم بمناسبة عيد الميلاد المجيد على الصفحة الرسمية الخاصة بالوزارة ومن خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، فمنهجنا أننا نستخدم دين الوسطية دون التشدد أو إقصاء لأحد فهم شركاء فى الوطن مهما اختلفت العقائد . وأضاف عبد القوى أن الوزارة تتخذ كافة الإجراءات والتعليمات لمنع أى من خطباء أو أئمة الأوقاف من التحيز لرأى أو فصيل من فوق المنبر وقد تجلى ذلك من خلال الاستفتاء على الدستور بالتنبيه على عدم دعوة أحد لقول "نعم" أو "لا" ومن خالف ذلك تم إحالته للتحقيق.